Skip to main content
روراوة كلمة السر.. الخلاف يشتعل بين حفيظ الدراجي وماجر
نبيل التليلي

محمد روراوة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم (Getty)

منيت الجماهير الجزائرية بخيبة أمل كبرى بسبب النتائج المتواضعة لمنتخبها التي سجلها في الأشهر الماضية وبدأها بمشاركة متواضعة في بطولة أمم أفريقيا، ثم خروج مبكر من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

تراجع المنتخب الجزائري، وهو الذي كان يهيمن تقريبا على كرة القدم الأفريقية بتواجد العديد من نجوم الكرة في صفوفه، خلف العديد من التأويلات، وانقسمت الآراء بين مؤيد للاتحاد الحالي ومتحسر على الاتحاد السابق.

وجسد هذا الاختلاف في المواقف، بشكل واضح الثنائي الجزائري الشهير، رابح ماجر أسطورة كرة القدم الجزائرية، من جهة، والمعلق الرياضي الشهير، حفيظ الدراجي، الذي يعمل بقنوات "بي إن سبورتس" القطرية، من جهة أخرى.

روراوة اللغز
تدرك الجماهير الجزائرية العارفة بشؤون كرة القدم مدى العلاقة المتوترة بين الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، والنجم العالمي رابح ماجر، وهو الذي قاد "الحملة" التي عجلت بإقالة روراة من منصبه، وغالبا ما كان التراشق بالتهم بين الطرفين فارضا نفسه على المنابر الإعلامية بمختلف أصنافها، وكان يعاب على الرئيس السابق لاتحاد الكرة، حرصه على إبعاد النجوم الكبار خوفا من خطف النجومية منه، بينما يعاب على ماجر رغبته في إملاء أفكاره بشتى الوسائل.

كما تدرك الجماهير الجزائرية المهتمة بشؤون اللعبة الشعبية الأولى، مدى متانة العلاقة بين الرئيس السابق روراوة والمعلق الرياضي الشهير حفيظ الدراجي، وكان الرافضون لسياسة روراوة ينتقدون كثيرا المعلق الجزائري لمحاولاته على حد تعبيرهم "تغطية عيوب وأخطاء" الاتحاد الجزائري أو العثرات والخيبات، وفشل اختيارات روراوة وجماعته.

ماجر يهدد الدراجي
لام حفيظ الدراجي من خلال تغريدة نشرها، بعض نجوم الكرة السابقين، وفي مقدمتهم رابح ماجر وعلي بن الشيخ، دون الإشارة إلى أسمائهم واعتبرهم فلاسفة التحليل السلبي، وبأنهم السبب فيما يحصل لكرة القدم الجزائرية، وفق ما أوردته صحيفة "الشروق الجزائرية".

ولم يتأخر ماجر في الرد عليه وتهديده في حال العودة إلى انتقاداته فقال: "عليك باحترام المنتخب الجزائري والناس الموجودين في استديوهات التحليل، وهذا الرجل لا ينتقد المنتخب الوطني فقط، بل ينتقد حتى بلده الذي كونه وأصبح صحافيا...".

وأضاف ماجر: "الآن نتكلم عن الموضوع باحترام، لكن في الفترة المقبلة لو يعود ويتكلم، فلن أتكلم معه باحترام ولكن بطريقة سيئة جدا، يعني من الأحسن له البقاء صامتا وترك الناس تشتغل وترك المنتخب يتطور مستقبلا".

الدراجي: الدنيا مواقف
ولم يتأخر حفيظ الدراجي في الرد على ماجر، وفق ما أوردته الصحيفة الجزائرية، فقال في مقال نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الرجل يتهمني بانتقاد المنتخب الحالي بقيادة زتشي، وهو الذي لم أفعله ولم أنتقد لا المنتخب ولا زتشي، بل بالعكس دافعت عن اللاعبين الذين يشككون في وطنيتهم وينتقمون منهم اليوم، ولم أذكر رئيس الاتحادية بسوء منذ ترؤسه للفاف (الاتحاد الجزائري لكرة القدم)، بل انتقدت مدربا مغمورا خسر 3 مباريات في ظرف وجيز، لعب بأداء تعيس..".

الرجل راح يتهمني أيضا "بانتقاد بلدي" الذي يعود إليه الفضل فيما وصلت إليه على حد تعبيره، وكأن انتقاد السياسات والممارسات جريمة أرتكبها، وراح يبخصني حقي في التعبير عن رأيٍ في المنتخب كإعلامي محترف ومختص منذ ثلاثين عاما، لم ولن أتراجع عن التعبير عن مواقفي وآرائي رغم الإغراء تارة والتهديد تارة أخرى لأنني رجل حر ومحترم وملتزم ومتخلق، مستعد للموت من أجل مبادئه".

وتابع الدراجي متحديا ماجر: ".. لست جاحدا أو ناكرا للجميل لكن ماذا عن أفضال بلدكم عليكم والتي ما زالت مستمرة لحد الآن؟ وماذا قدمتم لبلدكم منذ توقفتم عن اللعب؟ هل منحتم خبراتكم وتجاربكم لشبان بلدكم؟ هل أسستم أكاديميات كروية مثل جورج ويه ودروغبا وايتو وساليف كايتا؟ وهل تمارسون التحليل الفني مثل المتألق لخضر عجالي وغيره من المحللين المحترمين؟".

وخلص الدراجي إلى القول: ".. بقدر ما أنا حزين على بلدي ومنتخب بلدي وكرة ورياضة بلدي.. بقدر ما أنا حزين من أجلك لأنك ضيعت فرصة عمرك بالتزام الصمت، ولا يمكنك أن تتصور كم أشفقت عليك عندما قرأت ردود الجزائريين على الفيديو المرفق وفي شبكات التواصل الاجتماعي.. أنا لا أخاف تهديدك وسأرد عليك كل مرة لكن بالأدب والاحترام اللازمين، ويجب أن تعلم بأن الحياة مواقف، وأنا اخترت موقفي عن قناعة ولا أغيره بتغيير عقارب الساعة، لأن الثبات على الموقف شيء فطري لا يكتسب، وهو من شيم الرجال".

عدوى "حرب النجوم"
كل المتابعين لشؤون كرة القدم الجزائرية يعلمون جيدا أن الخلاف لن يقف عند هذا الحد، وبأن سهام النقد لن تتوقف في الاتجاهين، وهذا الأمر لا يعد غريبا في كرتنا العربية وتحديدا في شمال أفريقيا، ولعل الخلاف الموجود حاليا بين الثنائي طارق ذياب نجم الكرة التونسية السابق والمحلل الرياضي، ونبيل معلول مدرب المنتخب التونسي، وجعلت معلول يرد على انتقادات طارق بأنه مطالب بفهم التكتيك والأمور الفنية قبل مغالطة الرأي العام، وجاء الرد من طارق ذياب بقوله" الكلاب تنبح والقافلة تسير".

كما تعرف كرة القدم المصرية حلقات متنوعة في الخلافات بين الإعلاميين والرياضيين، أبرزها الخلاف المتواصل بين الإعلامي هاني حتحوت ونجم الكرة المصرية أحمد حسام "ميدو"، والتي بدأت بعد توجيه مدرب وادي دجلة المصري شتائم للمذيع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتواصل مسلسل المواجهات بينهما على شاشات التلفزيون، ولا يختلف المشهد كثيرا عن الخلاف القائم بين مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، والمحلل الرياضي ونجم الكرة المصرية السابق حازم إمام ونجوم آخرين، بسبب الاختلاف في وجهات النظر ليصل خلاله الأمر إلى منعهم من دخول النادي.

الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، خاصة وأن القاسم المشترك بين المختلفين هو مصلحة المنتخب أو الفرق التي يشجعونها، لكن كل يراها حسب وجهته الخاصة، والمؤسف حقا هو أن ينزل المستوى أحيانا بين المختلفين إلى تلاسن يشعرك بأن تستمع إلى تلاسن داخل مقهى بين شابين.