أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، استعداد طهران كما في السابق للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات، وذلك في أول تصريح للرئيس الإيراني عقب موافقة بلاده على دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريباً إلى موقعين نوويين.
وأوضح الرئيس الإيراني خلال استقباله مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل ماريانو غروسي، أنه يؤكد أهمية استقلال ومهنية وحيادية الوكالة الدولية في التعاون مع طهران.
وأشار روحاني، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، إلى أن الاتفاق النووي مهم للغاية لإيران ومجموعة (5+1)، وجلبت السلام إلى المنطقة بأسرها والعالم.
وبخصوص انسحاب واشنطن من الاتفاق، اعتبر الرئيس الإيراني أنه بعد عامين من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أدرك الأميركيون اليوم حجم الخطأ الذي ارتكبوه.
وأضاف أنه على الولايات المتحدة أن تدرك أن زمن الأحادية قد ولى وانتهى.
ووافقت إيران، اليوم الأربعاء، على دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريباً إلى موقعين نوويين مشبوهين كانت الوكالة تطالب بالكشف عليهما، في ظل التوتر القائم جراء سعي الولايات المتحدة لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران.
وجاء في بيان مشترك نادر صادر عن الوكالة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن "طهران تمنح بشكل طوعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول إلى موقعين محددين من جانب الوكالة".
وأضاف البيان، الذي نقلته كالة "فرانس برس": "تمّ التوافق على تواريخ دخول (مفتشي) الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنشطة التحقق"، من دون تحديد المواعيد في البيان.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يختتم مدير الوكالة الأرجنتيني رافاييل ماريانو غروسي الذي يدير الهيئة الدولية منذ العام 2019، الأربعاء، زيارته الأولى إلى إيران.
في يونيو/حزيران، تبنى مجلس حكام الوكالة، ومقرها فيينا، قراراً اقترحته الدول الأوروبية، يطلب رسمياً من طهران السماح للمفتشين بالوصول إلى موقعين بهدف توضيح ما إذا كانت أنشطة نووية غير معلنة جرت فيهما في مطلع سنوات 2000.
ورفضت إيران حتى الآن قبول طلب الوكالة معتبرةً أنه مبني على ادعاءات إسرائيلية.
وسُمح لغروسي بزيارة طهران شخصياً في سياق توتر متزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن محاولة واشنطن تمديد حظر السلاح المفروض على إيران وإعادة فرض عقوبات دولية عليها.
ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا هذه المبادرة معتبرةً أنها ستحبط جهودها لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده منه عام 2018.
وتصرّ واشنطن على أن لديها الحق في إعادة فرض عقوبات عبر آلية "السناب باك" في الاتفاق (آلية "العودة إلى الوضع السابق")، وهو تدبير غير مسبوق تنوي الولايات المتحدة استخدامه بشكل مثير للجدل قضائياً.
وتجتمع اللجنة المشتركة للاتفاق، التي تضم إيران والأوروبيين والصين وروسيا، في فيينا، اليوم الأربعاء.