رواية شون بن..هجوم على ترامب وانتقادات لحملة "أنا أيضاً"

رواية شون بن.. هجوم على ترامب وانتقادات لحملة "أنا أيضاً"

15 مارس 2018
(إيما ماكنتاير/ getty)
+ الخط -
كشف الممثل الشهير، شون بن، الذي فاز مرتين بجائزة الأوسكار، أنه سينشر روايته الورقية الأولى في 27 آذار/ مارس في بنسلفانيا، والمبنية على رواية صوتية كان قد نشرها سابقًا تحت اسم "Bob Honey Who Just Do Stuff".

وتدور أحداث الرواية، المؤلفة من 176 صفحة، حول رجل أميركي يُدعى بوب هاني، يعمل في مجال تنظيف أنابيب الصرف الصحي، ويروي قصصه مع الضباط المتعاقدين مع الجيش الأميركي في العراق، عندما وظّفته الحكومة لقتل كبار الشخصيات التي تستنزف موارد البلاد، بالإضافة إلى تجربته مع أحد كبار تجار المخدرات، الذي التقاه مباشرة بعد هروبه من السجن.

وكان شون بن قد أصدر الرواية الصوتية عام 2016، بالاسم المستعار "بابي باريا"، وصرّح خلال ظهوره لاحقًا في متحف الفنون بلوس أنجليس، أن علاقة وثيقة تربطه بهذا الكاتب، الذي وصفه بالشخصية المضطربة، المعادية للمجتمع، ولم يقرّ علنًا أنه كان يتكلم عن نفسه، إلا بعد أشهر، عندما أكد أنه يود التوسع في الرواية، ونشر نسخة ورقية منها.

وقال شون بن في لقاء معه: "شعرت بعد وقت قصير من تسجيل صوت بوب هاني، الشخصية الرئيسية في الرواية الصوتية، بأنني لم أدخل بعد صلب القصة التي أودّ سردها"، وأضاف: "كانت فكرة توسيع الرواية الصوتية، وتحويلها إلى نسخة مكتوبة، تحديًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي"، بحسب "الديلي ميل".

وقدّم بن شخصية الرواية الرئيسية، بوب هاني، على أنه رجل يبلغ 55 عامًا من العمر، من جنوب كاليفورنيا، يغضب بشدة من الأخبار، على الرغم من أنه لا يفهمها جيدًا، ويطارد، مع تسلسل الأحداث، من قبل صحافي استقصائي، يخبره أنه يود كتابة قصة عنه، بعد أن استمع إلى مخاوف جيرانه حول سلوكه الغريب، وفقًا لموقع "ديلي ميل".



ويكتب هاني في نهاية الرواية رسالة لرئيس أميركي متخيّل، شخصيته تشبه بشكل كبير شخصية دونالد ترامب، إلا أن اسمه لاندلورد، ينتقده فيها ويقول: "انتخبك كثير من الأميركيين الرائعين، كذلك فعل الروس حتى، منصبك يجعلك مقبولًا عالميًا، ويجعل كذباتك أيضًا مقبولة، إلا أنك لست حقيقيًا، ولن تكون يومًا كذلك".

ويؤكد هاني أن معارضي الرئيس لاندلورد هم من يمتلكون أقوى الأسلحة حول العالم، التي تشمل الأحلام، وعلم الفيزياء، وعلم الزلازل، والطوبوغرافيا، والجيولوجيا، وعلم الأعاصير، ويقول: "يعكس تبجّحك وخطاباتك الاستعراضية مدى ضعفك أمام الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، في حين تهمل بنرجسيتك كل العلوم التي تشبه الأسلحة بأيدينا، أسلحة لا يستطيع أتباعك تقديم الربح لك منها، وهي خارج نطاق تفكيرهم حتى".

ويدعو هاني الرئيس المتخيّل إلى مبارزة، في نهاية الرسالة، متحدياً إياه إن كان يجرؤ على مراسلته من أجل ذلك، ويؤكد أن الشعب الأميركي يحتاج اليوم إلى شخص يغتال الرئيس، في حين يوصف السيد لاندلورد في سياق الرواية بأنه أسوأ مرشح رئاسي يمثل حزبه، وكان شون بن نفسه واضحًا في ازدرائه ترامب، إذ وصفه بـ "عدو الجنس البشري" في مقال افتتاحي نشر في شهر يناير/ كانون الثاني في مجلة "تايم"، حيث قال: "ترامب عدو الأميركيين، عدو الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين، عدو كل طفل جديد يولد، ترامب عدو الدولة وعدو البشرية".

وينتقد بوب هاني في الرواية حركة "وأنا أيضًا" الداعية لفضح المتحرشين، متهمًا إياها بالسذاجة وبعدم احترام العقول، إذ يقول: "هل هذه الحركة حملة صليبية يقوم بها أطفال صغار؟ هل تقلل الاغتصاب؟ أم أنها مجرد منصة لإلقاء الاتهامات جزافًا! يبدو أن العدالة فقدت بريقها".

وكان شون بن، قبل تسليط الضوء حديثًا على حركة "وأنا أيضًا"، قد اتهم بالسلوك العنيف في الثمانينيات تجاه زوجته السابقة مادونا، إذ كان مدمنًا على الكحول، متقلب المزاج، خلال فترة علاقتهما، وأشيع أنه ربطها بكرسي وضربها، ثم رماها بمضرب البيسبول، وحاولت مادونا أخذه مرات عدة إلى مصح لإعادة التأهيل، إلا أنه كان دائمًا يتنصل من الأمر، حتى تطلّقا عام 1989، بعد أربع سنوات من الزواج.

ولم تعلّق مادونا علنًا على الأمر إلا بعد مضي 30 عامًا، فقد نفت عام 2015 ضربها من قبل بن، على الرغم من اتخاذ العلاقة بينهما منحى سيئًا، وقالت: "كنت على دراية بكل تلك الادعاءات التي طاولت شون على مدى السنوات، متهمة إياه بالعنف تجاهي"، وأضافت: "سمعت عن حادث محدد أشيع فيه أن شون ضربني بمضرب بيسبول عام 1987، وأنا لا أستطيع سوى القول إن كل هذه المزاعم شريرة، شنيعة، ومليئة بالكذب، لأنه لم يسبق له أن ربطني أو ضربني طيلة فترة زواجنا، وكل تقرير يقول خلاف ذلك هو محض نفاق وكذب".

ولم يتهم شون بن بضرب مادونا فقط، فقد أمضى 33 يومًا في السجن عام 1987، بتهمة الاعتداء على أحد الأشخاص، كذلك أُلقي القبض عليه بتهمة الشروع في القتل، أثناء تصويره فيلم "Shanghai Surprise in Macau"، إلا أنه فرّ من زنزانته إلى هونغ كونغ حتى أعفي عنه، بحسب تقارير الشرطة في ذلك الوقت.

ويعتبر تاريخ شون بن مثيرًا للجدل، إذ اتهم أيضًا عام 2010 بالسلوك التخريبي، بعد ركله أحد المصورين وكسر كاميرته، وتعرض لانتقادات كثيرة بسبب نكتة ألقاها عقب حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2015، واعتبرتها الغالبية عنصرية، فقد كان على وشك إعلان اسم الفيلم الفائز بجائزة أفضل صورة، عندما فتح المظروف، وقال: "من أعطى هذا الرجل بطاقة خضراء"، مشيرًا إلى المكسيكي أليخاندرو إيناريتو، مخرج فيلم "بيرد مان"، الذي فاز بالجائزة في ذلك العام.

وتساءل الناس يومها عن نية بن في إلقاء تلك النكتة، إذ إن البطاقة الخضراء وثيقة تُعطى للمهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية، عند إقامتهم الدائمة فيها، إلا أن المخرج نفسه، الذي أخرج فيلم "21 Grams" الذي شارك فيه بن، أكد أنه وجد النكتة مدهشة جداً، وأنهما ما يزالان مقربين.

وأبدى شون بن في العام الماضي تخوّفات كثيرة من قتله على يد رجال لهم صلة بتاجر المخدرات المكسيكي الشهير خواكين غوزمان، الملقب باسم "إل تشابو"، بسبب تسليط الضوء عليه في فيلم وثائقي صوره بن والممثلة المكسيكية كيت ديل كاستيلو، عندما زاراه في أحد منازله التي كان يختبئ فيها من الشرطة، قبل إلقاء القبض عليه عام 2016.

وعرض الفيلم بعد أيام من دخول إل تشابو السجن، وحاول شون بن لاحقًا سحبه، بسبب قلقه من أن يسبب له مشاكل مع رئيس أكبر منظمة لتجارة المخدرات في العالم، إلا أنه سرعان ما خصص فصلًا كاملًا من روايته الجديدة لشخصية إل تشابو، الذي يخيل إليه أنه تمكن من الفرار من السجن عبر نفق تحت الأرض، لينضم إلى هاني في رحلة بالقارب.


(العربي الجديد)

 

المساهمون