رنيم الشقيفي... "مانغاكا" لبنانية طموحة

رنيم الشقيفي... "مانغاكا" لبنانية طموحة

22 يوليو 2018
الشقيفي ومشروع تخرجها (AUCE)
+ الخط -

لطالما عانت فنانة التحريك والتصميم الغرافيكي اللبنانية الشابة، رنيم الشقيفي، من الحواجز في طريقها، والسبب غياب التجهيز البيئي الملائم للأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان، خصوصاً عن مؤسسات التعليم. لكنّها في سن 24 عاماً تمكنت من التخرج في اختصاص التصميم الغرافيكي بمشروع يحمل الكثير من شخصيتها بالذات، وهو ما تتحدث عنه إلى "العربي الجديد".


- ما العوائق الأبرز التي واجهتك في المدرسة والجامعة؟
في البداية لم تقبل أيّ مدرسة بتسجيلي فيها، فاضطر أهلي إلى تسجيلي في مدرسة للتربية المختصة، فكنت أذهب إليها من الخامسة فجراً إلى الخامسة عصراً، ومن بعدها تنقلت بين أكثر من مدرسة. في تلك المدارس اعتدت على عدم التفكير في الصعوبات، مع العلم أنّي كنت سجينة الصف دائماً، إذ لم أتمكن من المشاركة مع زملائي في الفسحة اليومية خوفاً من تعرضي لأيّ أذى. وبالرغم من أنّي تلقيت كثيراً من السخرية من زملاء صفي، فقد اعتبرتهم مثل عائلة لي إذ بقيت معهم 6 سنوات. بعد الصف التاسع، انتقلت إلى معهد فني، إذ رغبت في درس فن التحريك (أنيمايشن) بسبب حبي لمسلسل "أبطال الديجيتال"، لكن لم يكن الاختصاص متوافراً، فدفعت إلى اختيار التصميم الغرافيكي، البعيد عمّا كنت أرغب فيه. وفي الجامعة تابعت دراسة التصميم الغرافيكي، وكنت أملك الكثير من الخبرة الأساسية على عكس زملائي ممن تخرجوا من مدارس غير فنية، لكن، واجهت صعوبات لأنّي لم أكن أتمكن من العمل في الصف بسبب غياب التجهيز. لكنّ المفيد في الجامعة أنّ الجامعة وأصدقائي لم يكونوا يشعرونني أنّي مختلفة، وبالعكس كنت أشعر بأهميتي بينهم.

- حدثينا أكثر عن ميلك إلى "الأنيمايشن"؟
منذ كنت صغيرة، كنت أمضي وقتي في غرفتي كون نشاطاتي محصورة ولا أخرج من المنزل إلا مع أمي وهي مرات قليلة عادة. هناك كنت أشاهد كثيراً من الرسوم المتحركة، وأحببت إلى حدّ كبير الأسلوب الياباني، وتعرفت أكثر على الحضارتين اليابانية والكورية وأحببتهما. وعلى هامش دراستي في الجامعة، بدأت في تذكر الأمور التي أحبها، خصوصاً بعدما تلقيت دورة في الـ"إليسترايشن" (الرسم التوضيحي). ثم تعرفت على فنان تحريك معروف، وبفضله تمكنت من إنتاج أول قصة مصورة، ومنذ ذلك الحين قررت أن أصبح "مانغاكا" (رسامة قصص مصورة من نوع المانغا الياباني). أركز في الفترة الحالية على فنّي الديجيتال والمانغا، لكنّ طموحي الأكبر هو أن أتمكن من السفر إلى اليابان كي أتخصص فيهما أكثر.




- وماذا عن مشروع تخرجك وبطلته المبتكرة؟
دائماً أحاول أن يكون عملي معبراً عما أعيشه، وهكذا يجسد مشروع تخرجي قدرتي على تخطي العوائق في طريقي الجامعي من جهة والتغلب على عدم تصديق الآخرين قدراتي من جهة أخرى. وهو ما أصرت عليه أستاذتي المشرفة كرسالة مني إلى المجتمع. المشروع عبارة عن قصة مصورة بطلتها الفتاة ريوكو (17 عاماً) التي تهدف إلى إثبات وجودها في المجتمع، ومنع الآخرين من استغلال إعاقتها. تمثل القصة صراعاً بين الماضي والحاضر وبين الخير والشر، غايتي من ورائها تغيير النظرة النمطية إلى الأشخاص ذوي الإعاقة.

دلالات

المساهمون