رمضان الفقراء.. جوع وطوابير وإفطارات جماعية

رمضان الفقراء.. جوع وطوابير وإفطارات جماعية

العربي الجديد

العربي الجديد
11 يونيو 2016
+ الخط -
تعلّمنا الثقافة الإسلامية الشعبية، المستمدة من الأحاديث الشريفة وأخبار السلف الصالح، الكثير عن "رمضان الخير" و"رمضان البركة"، ذلك الذي يستند إلى الحديث النبوي "للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربّه".

لكنّنا على مدار الشهر الكريم، نجد فقراء في كلّ مكان من حولنا، ينتظرون في الطوابير لقمة إفطارهم أحياناً.

أزمات عالمنا الاقتصادية وسوء التخطيط والفشل التنموي وضعف الدخل ومعه ضعف القدرة الشرائية كلّها أسباب تمنع الفقراء من الفرح حين يفطرون. فهؤلاء لا يجدون الكثير ليفطروا عليه. وإن وجدوا كان في تجمع كبير ينتهك خصوصية كلّ منهم ومعها كرامته الإنسانية في أن يؤمّن قوت أطفاله بعرق جبينه ويفطر معهم في بيته.

الفقر ليس عيباً في حدّ ذاته، لكنّ العيب هو الغنى الفاحش في بلاد تمتلئ بالفقراء الجائعين، ومع ذلك يصومون.

وحدها فرحة الفقير بلقاء ربّه هي التي يعوّل عليها. كلّ شيء في عالمه محدد الاتجاه إلى الله تعالى، مهما صعبت الظروف، واستحكمت حلقات الفقر والحرب والقمع والقتل والتهجير والحصار في عالمنا.

يؤمن الفقير وهو يصوم رمضان، على صعوبة كلّ ما فيه من عطش وجوع وتعب، أنّ الله الغفور الرحيم لا يمكن أن يغفل عن تضحياته في سبيله. تلك التضحيات قد لا يعتبرها أحد ذات قيمة. لكنّ حياة الفقير في حدّ ذاتها أكبر تضحية. وصوم الفقير في حدّ ذاته أعلى من أكبر تضحية.