رغم الركود العالمي.. تركيا تستقطب استثمارات أجنبية ضخمة

رغم الركود العالمي.. تركيا تستقطب استثمارات أجنبية ضخمة

08 اغسطس 2017
انتعاش القطاعات الحيوية بتركيا (الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي يواصل الاستثمار الأجنبي المباشر تدفقه بوتيرة متذبذبة بسبب المخاطر السياسية العالمية، تمكنت تركيا من جذب استثمارات كبيرة وضخمة، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

فخلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار الماضي، حقق تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى تركيا زيادة بنسبة 11% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، لتصل إلى 4.7 مليارات دولار أميركي.

وقد شكلت الاستثمارات القادمة من دول أوروبا الغربية 70% من إجمالي تلك التي دخلت تركيا خلال الفترة المذكورة، رغم التوترات الأخيرة التي شهدتها علاقات تلك البلدان مع أنقرة، بحسب مسؤولين محليين.

وأظهرت الاستثمارات الخارجية القادمة لتركيا خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2017، تنوعًا شمل معظم القطاعات، على رأسها المصرفي والغذائي ومستحضرات التجميل والطاقة.

ونجحت تركيا في استقطاب مستثمرين من خمس قارات، ولم يتخل المستثمرون عن استثماراتهم في البلاد رغم حملات التشويه والدعاية المغرضة التي استهدفت تركيا بشكل عام، واقتصادها بشكل خاص، خلال الآونة الأخيرة.

وفي إطار تلك الاستثمارات الوافدة، اشترى بنك "BBVA" الإسباني الذي يمتلك فروعا في أكثر من 30 بلدا حول العالم، نحو 9.95% من أسهم بنك غارانتي التركي، بقيمة 3.3 مليارات ليرة تركية (مليار دولار تقريبا)، وبالنسبة الجديدة أصبح البنك الإسباني يمتلك 49.85% من أسهم غارانتي.

كما أن شركة ميراج للشحن ومقرها دبي في الإمارات، اشترت شركة "ام ان جي" التركية، وهي واحدة من الشركات الرائدة في مجال النقل البحري، وتمتلك ما مجموعه 815 فرعا، ويعمل فيها 9 آلاف موظف.

وفي ذات السياق، اشترت شركة الهندسة العملاقة "جي كي ان"، ومقرها بريطانيا، شركة "توزميتال" التركية، التي تعمل في مجال صناعة مسحوق المعادن، إضافة إلى عشرات الشركات التركية الأخرى التي اشترتها شركات يابانية وفرنسية وأميركية وغيرها، في مجالات متعددة.

وكان للاستفتاء الذي شهدته تركيا في أبريل/نيسان الماضي، على جملة من التعديلات الدستورية، انعكاساته الإيجابية على اقتصاد البلاد؛ إذ انخفضت مؤشرات التضخم، وانتعش قطاعا السياحة والصادرات، إلى جانب زيادة اهتمام المستثمرين الأجانب بالمناقصات المحلية، وتحطيم البورصة أرقامًا قياسية.

وتمكن الاقتصاد التركي من تحقيق زيادة قدرها 5% خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى جانب محافظته على أداء نشيط خلال الربع الثاني منه، كما انخفضت معدلات التضخم في تموز/يوليو الماضي، لتصل إلى 9.79%، فيما انخفضت معدلات البطالة من 13% في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى 10.5% في أبريل/نيسان الماضي.

كما تمكنت الصادرات التركية من تحقيق زيادة في تموز/يوليو الماضي بنسبة 31.2%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، لتصل عتبة 11 مليارا و474 مليون دولار؛ محققة بذلك أفضل أداء خلال السنوات الست الماضية، وثاني أفضل أداء في آخر 8 سنوات.

أما أعداد السياح فقد ارتفعت بنسبة 43% في حزيران/يونيو الماضي الذي شهد نسبة ارتفاع هي العليا منذ مايو/أيار 2004، فيما ذكرت بيانات وزارة الثقافة والسياحة، أن عدد الزوار الأجانب القادمين إلى تركيا في النصف الأول من العام الحالي بلغ 12 مليونًا و250 ألف زائر.

المساهمون