رسالة كورونا إلى العالم: لماذا جئت... وما الذي أريده؟

رسالة كورونا إلى العالم: لماذا جئت... وما الذي أريده؟

21 مارس 2020
+ الخط -
تمهيد لرسالتي إلى العالم أجمع
لا أعتقد أنكم لا تعرفونني، ومع ذلك فسأعرف بنفسي: أنا الفيروس الذي غيّر خريطة الأحداث الجارية، وخلخل النظام العالمي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والديني.. وما زلت في بهرجة وعتو وعلو، فليست قوتي بجيش في آسيا وأوروبا وأميركا، والصين مسقط رأسي، أنا فيروس ذكي متقدم، ساعدني تقدم المواصلات، واستطعت زعزعة مفاهيم عدة، وشكلت نظماً استهلاكية جديدة، وكونت ثقافة جديدة.

أنا الفيروس المجهول الذي أظهر مرة باسم "سارس" ومرة باسم "الطاعون" وهذه المرة سميتموني: "كورونا" أو "كوفيد 19"

• أنا الذي جعل العالم في القلق والهلع والخوف والجزع سواسية، لا فارق بين حاكم ومحكوم ولا شرق ولا غرب.

• أنا الذي وقفت ضد الاقتصاد العالمي الجائر فأوقفته عند حده، وتسببت في تحقيق خسائره المقدرة بحوالي ستة تريليونات دولار.

• أنا الذي تسببت في انهيار بورصات العالم، فحولتها إلى حمراء.

• أنا الذي تسببت في انخفاض ثروات أغنى 500 ملياردير بما يقرب من 500 مليار.

• أنا الذي تسببت في انخفاض البترول بأكثر من 50% من قيمته السابقة.


• أنا الذي أوقفت حركات الطيران والسفن بشكل شبه كامل، وتسببت في عزل العالم، وإجبار الناس على أن يعيشوا في بيوتهم، وإغلاق الحانات والبارات والصالات. بل منعت اجتماعات الرؤساء والوزراء، فيجتمعون داخل غرفهم وعبر "أون لاين".

• وأخيراً أنا الذي تسببت في موت وإصابة عشرات الآلاف، والأكثر في الطريق.

هل تعلمون أنني لم أفعل ذلك من نفسي، وإنما أنا جند من جند الله تعالى أحمل الرسائل الآتية:
1- التذكير بأنكم في معظمكم كذبتم، فأنتم وثائق إدانة لحقوق الإنسان، وها هي الأرض قد ملئت ظلماً وفساداً بما كسبت أيديكم، فلم توقفوا الظالمين والطغاة المستبدين في فسادهم وطغيانهم وقتلهم وتعذيبهم بل حتى حرقهم الناس في الساحات، بل وقفتم معهم وأيدتموهم لمصالحكم الشخصية والاقتصادية، فأصبح الإنسان الذي هو أكرم مخلوق، معذباً مقيّداً ذليلاً قد فقد كرامته وحريته.

2- أنتم الذين عمّقتم التفاوت الطبقي، فأردت التذكير بالفقراء الذين يصل عددهم إلى حوالي مليار فقير في هذا العالم لا يملكون قوت يومهم، ولا القدرة على الغذاء والمأكل والملبس والمبيت، وهم يتضورون جوعاً، فلو صرفتم عشر ما فقدتم بسببي -كورونا- لأصبحوا أغنياء.

3- أنتم الذين تأخرتم في نصرة المظلومين وتاجرتم بالقضايا العادلة ودعمتم الحاكم القاتل، فأردت التذكير بهؤلاء اللاجئين الذين فقدوا أرضهم ووطنهم وأصبح بعضهم من نصيب الحيتان بمجازفتهم بالحياة، فلو وفرتم لهم 5% مما فقدتم بسببي، لعاشوا عيشة كريمة.

4- أنتم من طورتم وسوّرتم أمنكم وأمن أسركم، لعلكم تتذكرون عشرات الملايين من الأيتام والأطفال الذين لا يجدون ما يؤويهم ويعلمهم ويوفر لهم الأمن الغذائي والصحي، ويتساقطون بسبب المجاعة والأمراض بالملايين. فلو أنكم قمتم بتوفير 3% مما فقدتم بسببي لكانوا في نعيم ونالوا حظهم من الخير والتعليم.

5- أنتم من اكتنزتم الأسواق وفرص العمل، ولعلي أنجح في تذكيركم بعشرات الملايين من الشباب العاطلين الذين يبحثون عن العمل ولا يجدونه، وبالتالي فلا يستطيعون تكوين أسرة ولا العيش الكريم، فلو وفرتم لهم 2.5% مما فقدتم لتحققت أمنياتهم.

6- التذكير بسكوتكم وتعاملكم مع الفاسدين الذين أكلوا ثروات شعوبهم المظلومة.

7- التذكير بخطورة ظلم الشعوب، وتزييف التاريخ، فقد وقف من يقود العالم اليوم مع المحتلين واعترف لهم بما ليس لهم كالقدس الشريف، ويريد أن يجعل الحق باطلاً بالمليارات فها هي ذي ملياراتكم ذهبت هباء منثوراً.

وأخيراً إنني أذكركم أنّ معظمكم نسي الله تعالى وأسندتم كل شيء إلى المادة، حتى أصبحتم كأنكم تعبدون المادة والتقنيات ونسيتم خالقكم، فأنا أتيت لأذكركم بالله الخالق القادر لتتضرعوا ولترجعوا إلى الله تعالى.. (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) سورة الأنعام آية 43.

وفي الختام، أؤكد لكم أنني ذاهب بعد انتهاء دوري، ولكنني سأظهر مرات أخرى تحت أسماء جديدة ما دمتم لم تغيّروا أنفسكم نحو الأحسن.

مقلقكم كورونا