ردود فعل عربية ودولية متفاوتة بعد إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي

ردود فعل عربية ودولية متفاوتة بعد إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي

14 اغسطس 2020
تم اتفاق التطبيع الكامل برعاية أميركية (أندرو كاباليرو رينولدز/فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى ردود الفعل التي جاءت متفاوتة، بعد ساعات على إشهار الإمارات تحالفها مع الاحتلال الإسرائيلي، في اتفاق اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب "خطوة مهمة باتجاه بناء شرق أوسط أكثر رخاء".

"سلوك منافق"

وشددت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، على أن ضمائر شعوب المنطقة لن تغفر أبداً السلوك المنافق لدولة الإمارات التي خانت القضية الفلسطينية.

وذكرت الوزارة في بيان مكتوب، وفق ما ذكرته "الأناضول"، أن الشعب الفلسطيني والإدارة الفلسطينية على حق في إظهار ردّ فعل قوي على الاتفاق الذي سيؤدي إلى التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل. وأضاف البيان أن "قيام الإمارات بالسعي لتحقيق مصالح سرية من خلال الخطة الأميركية التي وُلدت ميتة، يعتبر تجاهلاً لإرادة الشعب الفلسطيني".

وأكدت الخارجية أن "الإدارة الإماراتية لا تمتلك أية صلاحيات تسمح لها بالبدء بمفاوضات مع إسرائيل بشكل يخالف إرادة الشعب والإرادة الفلسطينية، وتقديم تنازلات في مواضيع تعتبر مصيرية بالنسبة لفلسطين".

وشددت على أن التاريخ وشعوب المنطقة لن تغفر أبداً هذا التصرف المنافق للإمارات، حيث قامت بخيانة القضية الفلسطينية بهدف تحقيق مصالحها الضيقة، وتعمل على إظهار الأمر وكأنه تضحية من أجل فلسطين".

"حماقة استراتيجية"

ووصفت طهران الاتفاق بأنه "حماقة استراتيجية نتيجتها تعزيز محور المقاومة في المنطقة"، محذرة أبوظبي من عواقب هذه السياسة.

وعبرت الخارجية الإيرانية عن هذا الموقف في بيان نشره موقعها الإلكتروني، فجر اليوم الجمعة، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني المظلوم والشعوب الحرة في العالم لن تغفر لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي الغاصب والمجرم، وللتماهي مع جرائمه". وأضافت الخارجية الإيرانية "لا شك أن الدماء التي أريقت ظلماً خلال سبعة عقود من المقاومة لتحرير الأراضي الفلسطينية المقدسة، والقبلة الأولى للمسلمين، ستطاول خائني القضية الفلسطينية".

ووصفت طهران التصرف الإماراتي لإشهار التحالف الإسرائيلي الإماراتي بأنه "وصمة عار وإجراء خطير"، مؤكدة أنه تطبيع مع "كيان مزيف وغير مشروع وغير إنساني"، ومحذرة من أي تدخل للكيان الصهيوني في معادلات منطقة الخليج.

وشددت الخارجية الإيرانية على أن الإمارات والدول المتماشية معها "عليها تحمّل عواقب ذلك جميعها"، معتبرة أن "التاريخ سيثبت أن هذا الخطأ الاستراتيجي للكيان الصهيوني، والخنجر الذي أشهرته الإمارات في ظهر الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين، ستكون نتيجته تعزيز محور المقاومة، وسيوصل الوحدة والتعاون ضد الكيان الصهيوني والرجعية في المنطقة إلى الذروة".

تأييد للتطبيع

أمّا سلطنة عمان، فأعلنت اليوم الجمعة تأييدها قرار الإمارات التطبيع مع إسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية قوله إنه "يعرب عن تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل، في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأعرب الناطق عن "أمله في أن يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، وبما يخدم تطلعات شعوبها في استدامة دعائم الأمن والاستقرار والنهوض بأسباب التقدم والازدهار للجميع"، وفق قوله.

"خيانة عظمى"

من جهته، رفض "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، اليوم الجمعة، اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، ووصفه بـ"الخيانة العظمى".

وقال الاتحاد، في بيان، إن "اتفاق نتنياهو وبن زايد خيانة عظمى، ومكافأة كبرى لجرائم المحتلين الصهاينة بالقدس الشريف وبحق الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن الاتفاق، الذي تضمن تعليق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، بمثابة "اعتراف ضمني بحق إسرائيل في بسط سيادتها على الضفة المحتلة".

وناشد الأمة الإسلامية أن يكون لها "موقف حاسم من هذه التنازلات بالرفض والعمل على الحفاظ على قضيتنا الأولى وحقوق الفلسطينيين من خلال خطة استراتيجية".

كما دعا الاتحاد الفلسطينيين إلى توحيد جهودهم للحفاظ على قضيتهم بكل ما هو متاح. وطالب جميع العلماء والمفكرين والسياسيين بالقيام بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية.

وشدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن "الأمة يجب ألا تضعف عزيمتها بمثل هذه الخيانات التي هي غثاء كغثاء السيل، فالحق هو الذي يبقى وينتصر بالنهاية".

"خطوة تاريخية"

دولياً، رحّبت ألمانيا، اليوم الجمعة، بالاتفاق "التاريخي" بين إسرائيل والإمارات. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن تطبيع العلاقات بين البلدين "يُعدّ مساهمة مهمة في السلام في المنطقة".

وأضاف ماس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أنه هنّأ نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي خلال مكالمة هاتفية على "هذه الخطوة التاريخية". وتابع "نأمل بأن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق لمزيد من التطورات الإيجابية في المنطقة، وأن يعطي زخماً جديداً لعملية السلام فيها".

ترحيب بالاتفاق

بدورها، رحبت المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة، بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، قائلة إنه يصبّ في مصلحة البلدين، وسيساهم في تعزيز الاستقرار في المنقطة.

وقالت متحدثة باسم المفوضية، في إفادة صحافية، "إنه مهم (للبلدين) والاستقرار الإقليمي". وتابعت: "البلدان شريكان لنا، وبالطبع نحن ملتزمون بحل الدولتين ومستعدون للعمل من أجل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

"طعنة في ظهر النضال"

إلى ذلك، أدان نشطاء مناصرون للقضية الفلسطينية في جنوب أفريقيا اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، معتبرينه "طعنة" في ظهر نضال فلسطين لنيل الحرية.

وقال محمد دساي، من منظمة "أفريقيا من أجل فلسطين" الحقوقية، لـ"الأناضول"، إن المنظمة "تنضم لنظرائنا الفلسطينيين في إدانة هذا التدخل الأخير من قبل إدارة دونالد ترامب الأميركية"، لافتاً إلى أن "بعض الحكومات العربية لديها سجل من التواطؤ مع الولايات المتحدة في سياساتهم القمعية في الشرق الأوسط، مع ذلك نعلم أن الشعوب العربية دائماً تقف ضد الظلم".

بدورها، قالت ثريا دادو، كاتبة وباحثة من جوهانسبرغ، إنه "يجب على جميع الدول العربية معاملة دولة الفصل العنصري في إسرائيل بنفس الطريقة التي تعاملت بها الدول الأفريقية مع الفصل العنصري في جنوب أفريقيا"، مشددة على أنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل والشعب الفلسطيني لا يزال محتلاً.

وتابعت: "لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات بينما إسرائيل لا تزال تمارس الفصل العنصري والاستعمار والحصار ضد الفلسطينيين".

من جانبه، اعتبر رئيس "شبكة المسلمين في جنوب أفريقيا" فيصل سليمان اتفاق التطبيع "قراراً مخزياً للإمارات". وقال: "كلما أصبحت إسرائيل أكثر صداقة مع جيران فلسطين، قل عدد الأماكن المتاحة لفلسطين للحصول على الدعم وأيضا للجوء".

وتابع سليمان: "هذا الاتفاق خطوة إلى الوراء بالنسبة لحرية وحقوق الفلسطينيين وقرار أخلاقي سيئ بالنسبة للإمارات".