رداً على صقر أبو فخر بشأن داهش

حضرة مدير تحرير "العربي الجديد" المحترم
تحية طيّبة،
تعليقاً على ما جاء بشأن الدكتور داهش، في مقالة الأستاذ صقر أبو فخر، المنشورة بتاريخ 10 يوليو 2014 في الصفحة الرئيسية، بعنوان "داعش وداهش والصرخي بينهما"، لا بُدّ من إبداء الملاحظات التالية، خدمة للحقيقة والرأي العام:
1- إنَّ الصورة التي يعطيها الأستاذ أبو فخر للدكتور داهش، في مقالته، لا تمتّ إلى شخصه وأفكاره وحقيقته بأيّ صلة. بل هي الوجه المشوّه المزيّف الذي عَمِلَتْ السُّلطات الغاشمة من دينية ودنيوية على رسمه له، في أذهان الناس، كجزءٍ أساسيّ من حملة الاضطهاد الظالمة التي تعرَّض لها في أربعينيات القرن الماضي، والتي انتهت بإسقاط الشعب للطاغية المضطهِد، بشارة الخوري، وإقرار الدولة اللبنانية بلا قانونية جميع الإجراءات المتَّخذة بحق الدكتور داهش، وإعادة حقوقه المعتدى عليها إليه.
2- من المؤسف أن يكتب الأستاذ صقر أبو فخر، في مقالته، أن "داهش انتهى صورة في متحف الداهشية في نيويورك"، وكأنَّ إنشاء متحف عالمي في عاصمة عواصم العالم الثقافية نيويورك أمرٌ عابر عادي، أو أقل من عادي، لا يستحقّ التوقّف عنده. فالمتاحف مثلما يعلم المثقّفون ليست صورةً على جدران صامتة، بل هي مؤسسات ثقافية راقية. وأن يقوم فرد، كالدكتور داهش، بتأسيس متحف عالمي، فرض وُجوده في عداد المتاحف العالمية، وهوَ ما عجزَتْ عن القيام به الدُّول العربية مجتمعة، دليلُ على عظمة هذا الفرد وعبقريته. وفضلاً عن ذلك، إن الأستاذ أبو فخر يُفْتَرَضُ فيه أن يعلم أن الدكتور داهش مفكِّر وأديب، وأن لديه ما يزيد على المائة وخمسين مؤلفاً تُعرض في معارض الكتب العالمية، وقد حاز بعضُها جوائز في لبنان وأميركا، ونيلَت درجات ماجستير ودكتوراه في الآداب، على دراسات بعض مؤلفاته في جامعات لبنان وأميركا وفرنسا.
3- دعا الدكتور داهش إلى نبذ التعصُّب بجميع أشكاله ومظاهره، واعتبره جريمةً بحقّ الأديان، ودان العنف ومسببّي الحروب، واعتبرَ المهاتما غاندي مثالَ الإنسان الكامل؛ ودافع عن حرّية الفرد المطلقة في الاعتقاد، سواءٌ أكان على حقّ أم على خطأ؛ وأكّدَ على اعتبار المحبة والأخوّة الإنسانية جوهر جميع الأديان والدعوات الإنسانية الإصلاحية السامية. كما شجب الاتّجار بالأديان واستخدامها مطيّة لممارسة السلطة والتسلّط والتعدّي على حريّة الفكر والاعتقاد والتعبير. والفكر الداهشي لا يؤمن بالسحر، ولا بالخرافات، ويدعو إلى مكافحة الدجّل. أما الظواهر الروحية التي تجلت على يدي الدكتور داهش فهيَ ظاهرات حقيقية خارقة، شاهدها الألوف، وصورتها كاميرات الصحفيين، في أثناء حصولها على مدى يزيد على النصف قرن. وهي ظاهرة جديرة بالدراسة العلمية، ولا علاقة لها لا بألعاب الخفة، أو الشعوذة، وما إليها.
وزبدة القول: إن الأفكار الداهشية، وما تدعو إليه هيَ النقيض الكامل لواقع هذا الشرق البشع الذي تسوده الوحشية، وتغزوه الأفكار الرجعيّة المتخلفة.
وتفضلوا بقبول الإحترام
المحامي فارس زعتر