رحيل شارل باسكوا الوزير الفرنسي السابق المثير للجدل

30 يونيو 2015
يعتبر الراحل من الشخصيات السياسية اليمينية (Getty)
+ الخط -

توفي وزير الداخلية الفرنسي السابق،  شارل باسكوا، مساء اليوم الإثنين، عن عمر يناهز 88 عاماً، بسبب تعقيدات قلبية حسب بيان نشرته عائلته في موقع صحيفة "لوبوان".

ويعتبر الراحل واحداً من الشخصيات السياسية اليمينية البارزة، التي طبعت الحياة السياسية في العقود الثلاثة الأخيرة.

وكان معروفاً بتحكمه القوي في شبكات سياسية مؤثرة في الوسط السياسي الفرنسي، وارتبط اسمه بملفات كبيرة ومعقدة، خاصة تلك المرتبطة بالسياسة الفرنسية في المستعمرات الأفريقية السابقة مما جر عليه العديد من القضايا في المحاكم الفرنسية.

وتميز باسكوا بشعبية كبيرة في أوساط الفرنسيين، الذين أحبوا فيه مزيجاً من الشعبوية والصدق قل نظيرها بين صفوف السياسيين الفرنسيين. وكان ينتمي للرعيل الأول من الشخصيات اليمينية، التي تربت على الولاء للرئيس الفرنسي الراحل، شارل ديغول، وعلى روح المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي.

وكان الرئيس الاشتراكي الراحل، فرانسوا ميتران، يحترمه كثيراً، رغم كونه خصما سياسيا عنيدا وكان دائما ينعته بجملة شهيرة: "هذا الشيطان السيد باسكوا".

وفي العقد الأخير من حياته عانى باسكوا من القضاء الفرنسي، الذي تابعه في عدة قضايا سياسية، بعضها مرتبط بتهم استغلال نفوذ وفساد. وفي مايو/أيار الماضي حُكم عليه بشهرين سجنا بلا متابعة في قضية استغلال نفوذ.

عربيا، اشتهر باسكوا بدفاعه المستميت عن الجزائر الفرنسية وكان من المعارضين الشرسين لاستقلالها عن فرنسا ، وشارك في تأسيس رابطة تدافع عن فرنسية الجزائر. كما أنه كان من المهندسين الأساسيين للمظاهرة المليونية الشهيرة، التي خرجت في شوارع باريس دفاعا عن ديغول عام 1968.

وعام 2009 وبعد محاكمة ماراثونية معقدة دامت ثماني سنوات تمت تبرئته في قضية الرهائن اللبنانيين، إذ اتهم بالسطو على قسم من الأموال التي خصصتها الدولة الفرنسية لدفع فدية لتحرير أربعة رهائن فرنسيين اختطفوا في لبنان عام 1985 وتم إطلاق سراحهم عام 1988، وذلك بناء على وثيقة للمخابرات الفرنسية ذكرت فيها أن باسكوا وصديقه النائب البرلماني الأوروبي السابق، جون شارل مارشياني، حصلا على جزء من أموال هذه الفدية عبر رجل الأعمال  اللبناني المقيم في فرنسا، اسكندر صفا، الذي راجت معلومات قوية بأنه لعب دور الوسيط في المفاوضات وهو ما كان دوما ينفيه.

اقرأ أيضاً: فرنسا مجدّداً... بالغاز... واستنفار يتمدّد أوروبيّاً

دلالات