رجاء الجداوي: 60 عامًا من الحضور

رجاء الجداوي: 60 عامًا من الحضور

06 يوليو 2020
رجاء الجداوي (يوتيوب)
+ الخط -

بعد رحيل رجاء الجداوي صباح أول من أمس، بات من الممكن الاعتراف بأن صفحة ملونة من تاريخ الفن في القاهرة قد طويت. لم تكن رجاء الجداوي مجرد عارضة أزياء حملتها الأيام إلى عالم التمثيل والأضواء صدفة، ولا ممثلة أتقنت أدوارها، بل كانت مؤسسة فنية، تمثل جيلاً كاملاً من الفنانات اللواتي استطعن بكل حنكة البقاء على تألقهن حتى لحظة رحيلهن. عُرفت رجاء الجداوي بداية باعتبارها من أوائل عارضات الأزياء في مصر. وقد اختارت التقرب من خالتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تأثرت بها، وسكنت قربها. ثم درست اللغات، وعملت مترجمة، إلى أن حملها عالم الأضواء إلى الفن والتمثيل والمسرح، لتبدأ حكاية اختتمتها أول من أمس برحيل حزين.

 

رجاء الجداوي/تويتر

لم يقلّ أداء رجاء الجداوي في السينما، عنه في التلفزيون أو على المسرح. ففي العصر الذهبي للمسرح أي الثمانينيات، قدمت دوراً مميزاً في مسرحية "الواد سيد الشغال" التي لا تزال حتى اليوم تعتبر واحدة من أبرز الأعمال المسرحية الكوميدية. وقد تحولت مع الوقت إلى "مرجع" في عالم المسرح العربي، برز فيها أداء الممثلين، ومنهم رجاء الجداوي التي أظهرت قدرة فائقة في نقل دور"الحماة" المتسلطة والساذجة في آن. وأثبتت على مدى ثماني سنوات من العرض، أهمية الممثل في المسرح ومقدرته على فهم الشخصية وتفانيه في الدور. وهو ما حصل مثلاً في لحظات ارتجال عادل إمام أمامها وخروجه عن النص، وتفوّق الجداوي في التفاعل مع "الموقف" الكوميدي الإضافي.

رجاء الجداوي

 

في الأداء الدرامي التلفزيوني، عرفت رجاء الجداوي، كيف تشتغل مع الممثلين، وتميزت ببساطتها، وأناقتها الخاصة، ولو أن معظم أدوارها اتسمت بطابع "السيدة" الأرستقراطية الساحرة التي لعبت الى جانب مجموعة من الممثلين حتى رمضان الماضي في مسلسل "لعبة النسيان". وبحسب شهادات كل من عمل معها، فإنها كانت تسعى إلى بث الثقة في نفوس من يشاركها العمل، خصوصاً الجيل الجديد، ولم تبخل بالإرشادات الخاصة وتدربيهم حول كيفية الأداء. بالصبر والقدرة على التحمل، حافظت الجداوي على تميُّز الأداء بشكل مستمر، فكانت تشارك خلال موسم الدراما بأكثر من مسلسل، لكنها كانت تتخطى تكرار نفسها، فتظهر في كل دور مختلفة، ومقنعة، لذلك كانت بالنسبة للمنتجين الورقة الرابحة التي بإمكانها إضافة النجاح من خلال لمستها خاصة في دور الأم الذكية، أو اللعوب، أو سيدة الأعمال التي تتسلح بخبرتها، وتربح في النهاية.

 

رحيل رجاء الجداوي... صديقة مُخلصة للفن المصري

في السنوات الأخيرة، ومع طفرة القنوات الفضائية في القاهرة، كان لرجاء الجداوي تجربة في عالم تقديم البرامج والفترات المباشرة على الهواء، ضمن برامج عدة أبرزها "القاهرة اليوم" على شبكة "أوربت" الذي شاركت فيه لسنوات طويلة كمقدمة ملمة بكل تفاصيل وشؤون الحياة اليومية، والشأن الفني عبر استضافتها لمجموعة كبيرة من زملائها وزميلاتها. ولم تتردّد المحطة السعودية نفسها في استغلال شعبية الجداوي فمنحتها برنامجًا آخر بعنوان "اسألوا رجاء" لتسأل من خلاله المتابعين عن آرائهم وتساهم في حل مشاكلهم العالقة.

(مصدر الصور: تويتر)

المساهمون