ربى تركت ألعابها وكبرت قبل أوانها

14 ديسمبر 2015
يا دراوي يا بطل سجنك بيحرّر وطن (فرانس برس)
+ الخط -

بالعادة، في مثل عمرها الذي لم يتعد السنوات التسع، يتهافت الأطفال على تجربة الألعاب الجديدة أو اختيار الأماكن الغريبة للتنزه. لكن ربى الإسلام، ابنة الصحافي المعتقل إبراهيم الدراوي، تعبّر عن نموذج آخر من الأطفال المصريين. أولئك الذين تحوّلت حياتهم في يوم وليلة إلى محنة وتجربة قاسية، وذلك بعد اعتقال والدها منذ أكثر من عامين ونصف بتهمة "التخابر" مع حركة "حماس".

فمنذ اعتقال والدها، تحرص ربى على المشاركة في جميع الوقفات المنددة بالحكم العسكري والمطالبة بالإفراج عن الصحافيين. تحمل صورته، وتتقدم الحضور بثقة وشجاعة لتقود الهتاف إيماناً بدورها في الدفاع عن الحق.

"يا دراوي يا بطل.. سجنك بيحرّر وطن" هتاف تردده ربى في كل وقفة أو تظاهرة تضامنية مع والدها. لا يرتجف صوت الطفلة عند الهتاف عادةً، ولا يتأثر بملاحقة عدسات المصورين لها. فقد اعتادت على هذه الوقفات منذ أن تم حبس والدها، حتى أصبحت ترى أن من واجبها تجاهه وتجاه زملائه المعتقلين الدفاع عنهم ولو بكلمة.

بالنسبة لربى من أكثر الوقفات المحببة لها، والتي تشعر خلالها بحماس لا ينقطع، تلك التي يتم تنظيمها سنوياً في الثالث من مايو/ أيار تزامناً مع الاحتفال بعيد حرية الصحافة. تقول: "بشارك في كل الوقفات لكن وقفة الثالث من مايو التي يتم تنظيمها يوم عيد حرية الصحافة بتبقى مختلفة، بنلاقي صحافيين كتير وناس كتير تهتم بينا..".

تعترف ربى بأن "من يده في المياه ليس مثل من يده في النار". تقول كلاماً أكبر من سنّها معظم الوقت. وتتفهم بكل صدر رحب وعيون ممتلئة بالدموع موقف زملاء والدها من الصحافيين الذين لم يستطيعوا طوال مدة حبسه التأثير على النظام الحاكم أو مساعدته في الحصول على حريته. تضيف: "الصحافيون دائمًا مشغولون وقد لا يشاركوننا جميع الوقفات والفعاليات التي ننظمها من أجل حرية والدي لكنني أعدهم بأني سأظل أشارك في كل الوقفات المدافعة عنهم حتى وإن خرج والدي من محبسه".

"خلي بالك من نفسك يا ربى". تتذكر دائماً هذه الكلمات التي يوجهها لها والدها في كل زيارة تجمعهما داخل السجن، فهو يعرف وفقاً لرواية والدتها مدى حرص ابنته الصغيرة على الدفاع عن الحق وعدم استسلامها للظروف.
لم تعد ربى تسأل عن دميتها أو ألعابها. بات كل همّها الاستعداد للتظاهرة أو الوقفة التالية لعلّها تكون "المنجية"، والتي يخرج على إثرها والدها من سجنه.

اقرأ أيضاً: منظمة العفو: اغتصاب طفل معتقل لدى الشرطة المصرية