"لست قلقاً من الهزيمة أمام ريال مدريد، لأننا لعبنا ضدهم بدون 6 لاعبين أساسيين على الأقل". كانت هذه أولى تصريحات مانويل بليغرني، بعد الهزيمة الكبيرة أمام ريال مدريد في الكأس الدولية. ورغم أن المباراة ودية والسيتي غاب عنه أكثر من لاعب، إلا أن الموسم الجديد للقطب الآخر في مدينة مانشستر سيكون مشتعلا حتى النهاية، لأن ملاك النادي لن يرضوا بأقل من بطولة كبيرة، وإلا فالجهاز الفني بأكمله في مهب الريح.
سطوة الإنجليز
وضع مسؤولو مانشستر سيتي كامل تركيزهم على اللاعبين الإنجليز هذا الصيف، من أجل الوصول إلى عدد معقول من الأسماء البريطانية داخل تشكيلة الفريق، وللاستفادة القصوى من قوانين اللعب التي تطبق بحزم داخل إنجلترا وخارجها في كافة ملاعب القارة العجوز، لذلك أصر تشيكي بجرستين، المدير الرياضي للسيتي، على جلب كل من رحيم ستيرلينغ وفابيان ديلف، لدعم صفوف البطل الأسبق للدوري الإنجليزي.
ستيرلينغ لاعب مهم لأي فريق كبير، صحيح أن السعر مبالغ فيه إلى حد كبير، لكن ما سيقدمه اللاعب مع السيتي سيخدم المدرب مانويل بليغريني، المهندس الشيلي الذي يحب نوعية اللاعبين المتحركين في الثلث الهجومي الأخير، نصف مهاجم عند الحاجة، ونصف لاعب وسط متقدم. يلعب أغويرو في قلب الهجوم كرأس حربة متقدم، ومن الممكن وضع رحيم خلفه للاستفادة من سرعة الثنائي.
فابيان ديلف في المقابل لاعب وسط أقرب إلى نسخة "البوكس"، ارتكاز لا يسجل أهدافا عديدة، ولا يملك نسبة صناعة مثل يايا توريه، لكنه قوي جداً فيما يخص أرقام العرقلة المشروعة، افتكاك الكرات، وكسر هجمات المنافس. ديلف أقوى مدافع في تشكيلة الوسط، ومن الممكن أن يقدم الإضافة التي فشل الثنائي فرناندو وفرناندينيو في الوصول إليها.
طريقة اللعب
يعيب المتابعون على بليغريني إصراره على خطة واحدة طوال الموسم، وهي اللعب بطريقة 4-4-2 التي تتحول في بعض المباريات إلى 4-2-3-1، بتواجد أكثر من لاعب هجومي في الثلث الأخير، مع وجود مساحات شاسعة خلف لاعبي الارتكاز، أمام الرباعي الدفاعي الأخير، مما جعل الفريق معرضا للخسارة أمام الكبار في مباريات الدوري، وقمم عصبة الأبطال.
وبعد التعاقدات الجديدة وخلال الجولة الصيفية الحالية، بدأ المدير الفني في تطبيق خطة جديدة نوعاً ما، بتواجد ثلاثي ارتكاز صريح في الوسط، ديلف، فرناندو، مع توريه، والدفع بكل من ستيرلينغ، ودافيد سيلفا، ولاعب آخر في الهجوم. رسم تكتيكي قريب من 4-3-2-1، مع استخدام سياسة الترحيل في كل خط، من الدفاع إلى الهجوم مروراً بالمنتصف.
المرونة شيء مطلوب، خصوصاً مع توالي المنافسات، فشل فريق مان سيتي في مفاجأة خصومه خلال الموسم الماضي، بسبب استمرار الهفوات الدفاعية المتكررة، وغياب العناصر الهجومية الخطيرة للإصابة أو للإيقاف. وفي النسخة المنتظرة من الدوري الإنجليزي، يجب على بليغريني التفتيش في كل الحلول، لأن صبر المدراء لن يطول.
الرباعي الحلم
يريد مانشستر سيتي اللاعب كيفن دي بروين بأي طريقة، ويعرض الطاقم التقني على فريقه الألماني أي مبالغ مالية مطلوبة، وتبدو الأمور منطقية وقابلة للاكتمال، فنادي فولفسبورغ عدّل من بعض خططه الاقتصادية، وقرر الرعاة تقليل النفقات بعض الشيء، لذلك يحتاج وصيف بطل الدوري الألماني إلى أموال جديدة من أجل تدعيم صفوفه، وبيع دي بروين بهذا المبلغ الفلكي، سيساعده حتماً على إضافة أسماء جديدة إلى تشكيلة المدرب ديتر هيكينغ.
لعب دي بروين من قبل في "البريميرليغ"، وخرج من إنجلترا بسبب جوزيه مورينيو، لذلك يستطيع البلجيكي إثبات نفسه من جديد مع ناد آخر في ملاعب بريطانيا، ومجرد تخيل وجود دي بروين، رفقة الإسباني دافيد سيلفا على الرواق، والثنائي ستيرلينغ وأغويرو في قلب الهجوم، شيء غير قابل للرفض أبداً، لأن هذا الرباعي كفيل بقلب دفة كل التوقعات التي تشير إلى بطل الدوري المنتظر.
تشيلسي ومان يونايتد هما الأقرب من وجهة نظر الجماهير، لكن أرسنال سيكون في الصورة، وليفربول ليس بعيدا في حالة تألق الجدد، بينما مان سيتي بقيادة الأسماء الهجومية المجنونة سيكون مختلفاً خلال الموسم الجديد. ثنائي مهاري على الخط، مهاجم قاتل في الأمام، ولاعب حر بين الوسط والهجوم، كلها أمور ستقلب الطاولة في المباريات الكبيرة.
يحتاج مانويل فقط في قادم المواعيد إلى صيغة فنية متوازنة في الوسط، ربما ديلف قادر على دعم الشق الدفاعي، لكنه يحتاج إلى دعم كامل من توريه، الفيل الإيفواري المتجه دائماً إلى الهجوم، لكن كل شيء متوقف على دي بروين، دعونا ننتظر.