راسينغ "قاهر" بوكا جونيورز وريفر بلايت..هذه هي أسرار الإنجاز

راسينغ قاهر بوكا جونيورز وريفر بلايت.. هذه هي أسرار الإنجاز

12 ابريل 2019
راسينغ كسر احتكار بوكا وريفر بلايت (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن أشدّ المتفائلين من عشاق كرة القدم في الأرجنتين، يتوقع فوز نادي راسينغ بلقب البطولة المحلية للموسم الحالي، بعدما سيطرت أندية بوكا جونيورز، وريفر بلايت، وأونيفيرسيتاد، وإستوديانتس على الألقاب خلال السنوات الماضية، لذلك بات الآن يعرف بأنه قاهر الكبار بوكا وريفر بلايت.

ولعل التفسير المنطقي لما حدث في الدوري الأرجنتيني الممتاز للموسم الحالي، يعود إلى تركيز ناديي ريفير بلايت وبوكا جونيورز على بطولتي كوبا ليبرتادورس، وكأس العالم للأندية، مع إهمالهما البطولة المحلية.

وخاض القطبان في العاصمة بوينس آيرس معظم مباريات الدوري بالفريق الرديف، بسبب التركيز الكامل الذي انصبّ على كأس كوبا ليبرتادورس، بينما تفرغ نادي راسينغ للدوري الأرجنتيني، وخاصة أنه خرج مبكراً من دور الـ16 أمام إنديبندينتي في المسابقة القارّية.

وكان بمقدور إنديبندينتي المنافسة على لقب الدوري، لكنه فضّل بيع أبرز لاعبيه، حتى ينعش صندوقه المالي، ومن أبرزهم النجم جيليوتي، لكن الفريق الأرجنتيني وقع في نفس الفخ الذي وقع به ناديا بوكا وريفر، من خلال التركيز على المسابقة القارية، فخرج من البطولة، وأضاع فرصة المنافسة على الدوري الأرجنتيني.

أسرار المفاجأة
استفاد راسينغ من الظروف التي حدثت مع الأندية الأخرى، ليصبح الدوري الأرجنتيني أمامه من دون منافس، بل كسب أيضاً مبلغاً مالياً ضخماً، بعدما انتقل نجمه لاوتارو مارتينز إلى إنتر ميلان الإيطالي مقابل 33 مليون يورو، فقام باستثمارات جيدة، من خلال جلب لاعبين شبان تألقوا في البطولة المحلية، ما جعلهم تحت أنظار الأندية الأوروبية الكبيرة وخاصة الإسبانية.

وبرز كل من ليوناردو سيغالي القادم من دينامو زغرب الكرواتي، وزميله دوناتي، والحارس التشيلي غابريل أرياس القادم من نادي كاليرا، الذي دافع عن عرينه واستفاد الفريق من خبرته الدولية الكبيرة، بالإضافة إلى ماتياس زاراخو قائد خط الوسط، الذي استدعي حديثاً إلى المنتخب الأرجنتيني. ويمتلك راسينغ قوة هجومية ضاربة يقودها داريو شفيناتتيش، الذي لعب مع أياكس الهولندي، وكان له الفضل في إحراز الأهداف التي حسمت العديد من المباريات التي خاضها فريقه.

ومن بين أسرار نجاح راسينغ في الموسم الحالي، تألق الهداف ليساندرو لوبيز الذي دافع عن ألوان الغرافة القطري، وتوّج المهاجم بلقب هداف الدوري برصيد سبعة عشر هدفاً، ليؤكد المهاجم صاحب الـ36 عاماً أنه لم يفقد شيئاً من بريقه، ما جعله يحوز ثقة الجميع. وقال كلوديو لوبيز نجم راسينغ في التسعينيات، بأن ليساندرو كان مفتاح الفوز باللقب.

ويمتلك لوبيز سجلاً حافلاً وسيرة ذاتية لا يشاركه فيهما لاعبون كثيرون، بعدما حقق لقب الدوري البرتغالي مع بورتو، ثم لعب مع ليون الفرنسي، قبل أن ينتقل للّعب في قطر مع الغرافة، ورحل إلى إنتر ميلان الإيطالي، بالإضافة إلى محطة برازيلية مع بوروتو أليغري.

وحقق نادي راسينغ 56 نقطة من أصل 24 مباراة، بسبب أداء الفريق الهجومي، الذي صنعه المدرب إدواردو كودية، ليسجل أبناؤه 42 هدفاً، مقابل 15 هدفاً قبلتها شباكه. واتفق الجميع على أن إدواردو مدرب واقعي جداً، ويحبّ اللعب الهجومي، ويرفض الأسلوب الدفاعي، حتى عندما درب روزاريو سنترال النادي الأم لليونيل ميسي.



نقاط مضيئة في تاريخ راسينغ
أُسس نادي راسينغ عام 1903، ويلبس اللون الأزرق والأبيض، وحقق لقب السوبر ليغا 8 مرات وكأس ليبرتادورس مرة واحدة، ويخوض الفريق مبارياته على ملعب "خوان بيرون" الذي يتسع لأربعين ألف متفرج، ويشرف عليه المدرب إدواردو كودية البالغ من العمر 44 عاماً.

ومن أبرز المدربين الذين تداولوا على تدريب الفريق، دييغو سيمويوني المدير الفني الحالي لنادي أتلتيكو مدريد الإسباني.

واحتفل راسينغ بتتويجه بلقب الدوري الأرجنتيني، عقب تعادله مع ديفينسا إي خوستيسيا 1-1 في آخر مباريات البطولة.

وبهذا التعادل، اختتم راسينغ البطولة بـ57 نقطة، متقدماً بأربع نقاط على ديفينسا إي خوستيسيا، الذي أنهى مسيرته في الوصافة يليه بوكا جونيورز ثالثاً بـ51 نقطة. وتأهل راسينغ وديفينسا إي خوستيسيا وبوكا جونيورز للنسخة المقبلة من كأس ليبرتادوريس، بينما سيلعب ريفر بلايت حامل لقب البطولة في الأدوار التمهيدية.

وفتح فوز راسينغ على مضيفه إنديبندينتي (3-1)، الطريق نحو تعزيز صدارته للدوري الأرجنتيني، وذلك في إطار الجولة الـ20 من البطولة، ليضيف البطولة الثامنة لخزائنه، وهي نسبة ضئيلة أمام ما حققه بوكا وريفير.

وتصدر راسينغ الدوري منذ الجولة الرابعة في الموسم الحالي، وواصل جمع النقاط لينتزع لقبه الثامن في تاريخه.

وكان راسينغ دائماً من الأندية الخمسة الكبيرة في الأرجنتين، لكنه تعرض لسلسلة من المشاكل المالية خلال السنوات القليلة الماضية، وحقق لقبه الثالث فقط في الدوري عام 1966.

واحتفلت جماهير الفريق على طريقتها الخاصة، بعدما خرجت بالآلاف إلى ساحة أفينيدا في بوينس آيرس، التي لا تبعد كثيراً عن ملعب خوان فيرون معقل الراسينغ، إذ تزينت الساحة باللونين الأزرق والسماوي، ورُفع المدرب إدواردو كودية على الأعناق وألقى كلمة أشاد فيها بالجماهير، مثمناً جهود اللاعبين.

ويأمل راسينغ طيّ صفحة السوبر الليغا، والتفكير في النسخة القادمة من كأس ليبرتادورس، التي تمنح الفائز حق المشاركة في بطولة العالم للأندية. ولا يعتزم راسينغ التفريط في لاعبيه، بعدما سارعت إدارته إلى التجديد لمعظم اللاعبين، بهدف المحافظة على إنجازه الذي جعل الكثير يشعرون بالمفاجأة، لأنه كسر احتكار الثنائي العملاق بوكا جونيورز وريفر بلايت.

المساهمون