استبق رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، إلى عدد من البلدان العربية لمناقشة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالإعلان أن المغرب يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال رئيس الحكومة المغربي وأمين عام حزب العدالة والتنمية، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني السادس عشر لشبيبة حزبه، أمس الأحد بالرباط: "نرفض كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني، فالتطبيع هو دفاع عن الكيان الصهيوني وتحفيز له، كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف على حقوقه"، معتبرا أن الأمة الإسلامية كلها معنية بحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها.
وأوضح العثماني أن موقف المغرب من القضية يقوم على الدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك، ورفض عملية التهويد، أو الالتفاف على حقوق الفلسطينيين، وحقوق المقدسيين، وعلى العروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف، مؤكدا أنها خطوط حمراء بالنسبة للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، وأن" كل التنازلات التي تتم في هذا المجال هي مرفوضة من قبلنا".
وأضاف رئيس الحكومة المغربي: "ولأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فإن الذود عنه مسؤوليتنا جميعا"، لافتا إلى أن المغاربة قاموا عبر القرون بملاحم مشهودة في دعم كل الجهود للحفاظ على المسجد الأقصى أو لدرء الاحتلال عنه، سواء كان المسجد الأقصى أو القدس الشريف أو فلسطين، ولا يزال المغرب وفيا لهذا الإرث الغني.
وكانت وكالة "أسوشييتد برس"، قد كشفت نقلا عن 3 مصادر ديبلوماسية في الإدارة الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستُرسل هذا الأسبوع، وزير الخارجية مايك بومبيو، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، إلى عدد من البلدان العربية لمناقشة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ووفق ذات المصدر، فإن بومبيو سيزور كلا من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان وقطر والسودان، فيما سيزور جاريد كوشنر في وقت لاحق من الأسبوع، إسرائيل وعمان والبحرين والمملكة العربية السعودية، ثم المملكة المغربية.
وجاء إعلان العثماني عن موقف المغرب الرافض للتطبيع مع إسرائيل، بعد ما يربو عن الأسبوع من التزام الرباط الصمت بخصوص إعلان الإمارات العربية المتحدة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. كما يأتي بعد يومين من اعتبار حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني، دعم لعدوانه على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، ومعاكسة لوحدة الصف الفلسطيني ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وقالت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إن "إقامة أي علاقة أو تطبيع كيفما كان نوعهما، لا يمكن إلا أن يصبا في خانة دعم هذا الكيان المستعمر ويشجعه على التمادي في ممارساته العدوانية على الشرعة الدولية والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني".
وكانت هيئات وأحزاب مغربية قد أعربت عن إدانتها الشديدة للاتفاق، واصفة إياه بـ"الخيانة" و"الطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني"، ومبدية "رفضها المطلق لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي مبرر".
كما أعلن مثقفون مغاربة عن انسحابهم، رسميا، من الترشح لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومن هيئة تحرير منشورات إماراتية، وذلك احتجاجا على خطوة التطبيع التي أقدم عليها حكام أبو ظبي مع إسرائيل.