رئيس أميركا... للعالم

رئيس أميركا... للعالم

07 نوفمبر 2016
تدفع المنطقة العربية ثمن السياسات الأميركية (يوري غريباس/فرانس برس)
+ الخط -
ينتظر العالم اليوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يصوت خلالها أقل من نصف الأميركيين (عادة) لاختيار رئيسهم، الذي ستتأثر بسياساته جلّ دول العالم.

في المنطقة العربية تبدو أهمية سياسات "الرئيس" مضاعفة، باعتبارنا تحولنا إلى منطقة ساخنة لتنافس النفوذ الروسي – الأميركي، ودفعنا بشكل دامٍ نتائج السياسات الأميركية العقيمة في العراق منذ 2003.

المؤسسات الأميركية معقدة ومتداخلة. نتحدث عن أكثر من 15 جهازاً أمنياً واستخباراتياً، وتعقيدات تتعلق بالمؤسستين التشريعية والقضائية، تجعل الرئيس الأميركي يدير كمّاً كبيراً ومعقداً من المؤسسات الراسخة، ما يجعل أثر قراراته على حياة الأميركيين محدود، مقارنة بأثره الدولي.

المؤسسات الأميركية قادرة على حماية حقوق المواطنين وسكان الولايات المتحدة، ومهما كانت سياسات الرئيس رعناء، فالمؤسسة قادرة على امتصاص تأثيراته، وتجاوزها، مع الزمن.

بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتصريحات الرئيس الأميركي في ذلك الحين جورج بوش الابن الشهيرة عن "الحرب الصليبية" وارتفاع عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في أميركا إلى قرابة 1600 في المائة وتم استدعاء ما يقارب 200 ألف عربي ومسلم للتحقيق على امتداد الولايات المتحدة في الفترة ما بين 2001 و2005، بدا وكأن كل "الحرية" التي خبرها الأميركيون تلاشت مع الحرب على الإرهاب. لاحقاً امتصت المؤسسات، والمجتمع، كل هذه الصدمات، وتجاوز الرئيس اللاحق باراك أوباما أغلب تداعيات تلك المرحلة محلياً.

أما السياسات الخارجية، فيبدو أثر الرئيس الأميركي أكثر حسماً. قرار بوش الابن احتلال العراق أثّر في المنطقة إلى الأبد، ولم ولن يستطيع أحد لملمة تداعيات تلك السياسات الخرقاء. الأمر نفسه ينطبق على أوباما، الذي على عكس بوش، امتنع عن التدخل في سورية تدخلاً مباشراً ضد نظام بشار الأسد، وعقد اتفاقاً لحل أزمة المفاعل النووي الإيراني سلمياً، وجنّب الولايات المتحدة الدخول في حرب استنزاف مع إيران أو الأسد. لكن هذه السياسات من دون شك انعكست على المنطقة، وحضور إيران فيها، ومواصلة الأسد جرائمه.

أميركا ليست دولة صغيرة ومنزوية، فلا يؤثر ما فيها على العالم، وهذا التأثير يزداد في المناطق التي تحولت إلى مسرح تنافس دولي، كمنطقتنا، وبالتالي فإن نتائج انتخابات اليوم ستؤثر على المواطن الأميركي، لكن تأثيراتها ستكون أكبر على مناطق أخرى، بعيدة جداً، على واشنطن.

المساهمون