رئيسة لتونس

رئيسة لتونس

10 يونيو 2019
تظاهرة مطلبية لنساء تونسيات في العاصمة (الشاذلي بن إبراهيم/Getty)
+ الخط -

احتلت تونس المرتبة الثانية عالمياً في نسبة الإناث خريجات الشعب العلمية في التعليم العالي، على غرار علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وذلك حسب تصنيف نشره البنك الدولي خلال شهر مايو/أيار الماضي، وشمل 114 دولة خلال الفترة الدراسية الممتدة بين 2015 و2017. وتمثل نسبة الإناث خريجات الشعب العلمية في تونس 58 في المائة، بحسب التصنيف نفسه الذي استند يه البنك الدولي إلى آخر إحصائيات لمعهد الإحصاء باليونسكو. وقد جاءت تونس قبل إيطاليا وفرنسا وسويسرا كما تصدّرت قائمة الدول العربية. ويمكن سرد عديد الإحصاءات المماثلة التي تبيّن سيطرة المرأة التونسية في مختلف المجالات، وخصوصاً في المشهد السياسي، إذ كان دورها فاصلاً في الانتخابات الرئاسية الماضية، مع انتخاب مليون امرأة تونسية الباجي قائد السبسي رئيساً لتونس، وبلغ مجموعهن 60 في المائة من مجموع الأصوات التي حظي بها أمام منافسه المنصف المرزوقي. وحالياً تتسابق الأحزاب السياسية لإقناع العدد الأكبر من النساء بالانضمام إليها لعلمها بقوتها وأهميتها في تحديد الفائزين، وتتحول قضاياها الرئيسية، كالمساواة والحقوق الاقتصادية والمرأة في الريف وغيرها، إلى قضايا سجال انتخابي على الرغم من مشروعيتها.

ومنذ أيام، أعلن الأمين العام لحزب "تحيا تونس"، سليم العزابي، أن "عدد النساء المنخرطات بالحزب تجاوز الـ20 ألف منتسبة"، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد دعا قيادات الحزب إلى العمل على مضاعفة عدد النساء في حركة "تحيا تونس" خلال مؤتمر صحافي. وجاء هذا التصريح على هامش تنظيم أول لقاء لنساء "تحيا تونس". ويفرض القانون التونسي على الأحزاب تقديم قوائم مناصفة بين الرجال والنساء، أفقياً وعمودياً، أي أن تكون المرأة حاضرة على رأس القوائم وفي مراتبها الأولى بشكل موازٍ للرجال وبنفس العدد في كل الجهات. ما يعكس أهميتها الكبرى في العملية السياسية وتحوّلها إلى عامل حسم في الانتخابات وفي تحديد حاضر البلاد ومستقبلها. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن هذه القوة الناعمة لم تنجح في اكتساح المناصب الأولى في البلاد، ولا يزال تمثيل النساء ثانويا في الحكومات، رغم قدرة عدد كبير من الوزيرات على قيادة وزارات سيادية، حتى أن البعض تساءل "ألم يحن الوقت بعد لطرح فكرة رئيسة لتونس، أو مرشحة تنجح في العبور إلى الدور الثاني على الأقل من أي انتخابات رئاسية"؟

المساهمون