ذلك الكرسي لا يروقني

ذلك الكرسي لا يروقني

19 اغسطس 2016
آي ويوي/ الصين
+ الخط -
كرسيّ فارغ، أكثر شاعرية من آخر ممتلىء.
*
إذا فرغت الكراسي كلّها، لا شعْر.
*
لا أرى الكرسي: أرى أنين الشجرة.
*
كم كرسياً أعجبني على الرصيف، وبقيت حسرة ألا مكان؟
*
بعضهم، أتمنى لهم كرسيّاً فقط.
*
أكره الكراسي ذات القائم الواحد: ابتذال المعدن.
*
الكراسي مقامات، كالناس؟ انحراف في الذوق لو مشاعيٌّ فكّر بتوحيدها.
*
لا أطيق قراءة الشعر على كرسي.
*
كل الكراسي، تأملُها أفضل من الجلوس عليها.
*
صُنع الكرسي ليكون أسفل المؤخرة. كيف صار مجازاً للجبروت لا الغلابا!
*
وماذا يكون ذاك الكرسي المُلقى بجوار الحاوية، غير أن التحف الفنية ينتهي زمانُها هي أيضاً؟
*
أربع سنوات في برشلونة، بثلاث كراسٍ مجلوبة. حين غيّرت البيت أرجعتها إلى نصيبِها.
*
مهما يكن الكرسي الذي يجلس عليه رئيس أميركي، لا يروقني.
*
جلست على كراس كثيرة، وألم الروح لم يبرح.
*
أسوأ الكراسي: كراسي الساهرين على أمن مصالحهم.
*
تبهدلت الكراسي حين بزغ زمنُ الاستهلاك.
*
أنحاز لأول كرسي حاولته في الإعدادي. اللاحقة، أقل براءة.
*
الأيدي التي تصنع كراسيَ من مواد مصنّعة، لا يسري في عروقها ماءُ الشعْر.
*
الكرسي وأنا: عدم استلطاف.
*
أمي عاشت ثمانين سنة بلا كرسي، غير كرسي الحمّام في عقدها الأخير.
*
أبي مات في الخمسين، وما جلسَ إلا على كرسي الكشف الطبي.
*
محظوظ من لا تأتيه الكراسي في المنامات.
*
سبب إضافي لتفضيلي هذه المترجمة عن تلك ولو تقاربتا في الكفاءة : إحداهما ببيت في برشلونة، عربي!
*
الطين الذي يحنّ للطين، لا يقبل بوجود كرسي.
*
بعضهم يقول: الكرسي ضرورة. دعك منه، فسرعان ما سيقاصصه الزمن.
*
كرسي وحيد في أجواز الفضاء، والأنكى أننا اختلقناه من هُذاء ضعفنا.
*
كن (أو لا تكن) كالكرسي حين تكتب: يسمع الكثير ولا يعنيه شيء.
*
أشتهي أن أعيش حتى أرى جميع الكراسي تعود إلى أصلها.
*
تشكيليون ونحاتون، أخفقوا مع الكرسي.
*
أفضّل المهدَ، السرير، العشّ، على الكرسي.
*
الكرسي يبقى، بينما الجالسون يمضون. حكمة لم تغادر مرارتُها الحلق.
*
لدي في الشرفة أربع كراس بلاستيكية وطاولة من المادة إياها. يكفي هذا لأتجاهل الشرفة وأُحرم من خُضرة الجبل.
*
المرأة الإسبانية التي تسرف في تستيف الكراسي ببيتها، كيف ستقنعها أنت أن "الأشجار تموت واقفة"؟
*
لاحظت ـ ولا مؤاخذة ـ أن النساء القصيرات مغرمات بالكراسي أكثر.
*
لك يوم ويستنفدك كرسي.
*
إضافة إلى العوز الروحي، يمتلك الأوروبي، مروحةً من الكراسي: اثنين في الشرفة، أربعة في الصالون، واحداً في غرفة النوم، والعشرات في أحلامه.
*
لو لي في التصوير، لعملت كتاباً عن شيئين: الأبواب والكراسي في برشلونة.
*
الأعمال المكتبية يكفيها كآبة الكراسي.
*
"لا تأخذ وداعتي يا رب إلا وغبار الدروب على رجْلي". دعاء أم "تخيّمت"، وما كفّت عن الحنين إلى هواء قريتها حتى ماتت. ما يعزّيني قليلاً أنها ماتت على سرير خشبي لا معدني.
*
فلاّحو بلادنا، بكلمةٍ: هم مخلوقات ما قبل الكرسي. ومَن أضاعوهم، هم العكس.
*
انحطاط جمالي أيضاً: حين جاء "الثوّار" بعد "أوسلو"، كان أكثر ما راقهم في "الوطن"، هو "الكرسي".
*
لماذا أرى في الكرسي، جذرَ كلماتٍ من نوع نكسة ووكسة وكَسْرة؟
*
الكراسي رواسٍ عند قلّة، مآسٍ عند السواد الأعظم.
*
مع الوقت، كل امرىء يشبه الكرسي الجالس عليه.
*
كراس بلا روح
*
رأيت"مؤمنين" بجفون لا تطرف، يصفون أحدهم: "اعتلى كرسي العَرش".
*
قانون الجاذبية: كرسي صغير في هذه العاصمة أو تلك يجذب بقية الكراسي.
*
لا يفلح الكرسي كموضوع شعري، ينبغي تسفيره إلى حَشاش النثر.
*
أفظع كوابيسي على الإطلاق: جالس على كرسي أمام رجل "الشين بيت"، وهو من خلف طاولته يطلق الرصاص ببطء على جبهتي.
*
حنيني إلى البكارة: عالم بلا كراس.
*
الكراسي زنازين ـ فهمتها في وقتها، فأعفتني من مهانات.
*
أسوأ الأمور: كرسي يجلس على كرسي.
*
أحزن المونولوغات طرّاً: مونولوغ على كرسي وسط خُضرة أوروبية.
*
لك أن تتخيّل مغنية تغني على كرسي.
*
ما أتعس الذين "يصلون" بالكراسي. رياضيّ مثلي طبعاً يحبّذ الأقدام. وأكثر: يا ليته ـ مع أنها حاصلة ـ لا يصل. فماذا سيفعل بعد الوصول؟
*
بعضهم يريد تحويل الغابة من عُشّ إلى كرسي. أتمنى لو لدي ألف ذراع.
*
لا كراسي في الشعر، وعلى النقد والميديا أن يرعويا عن تصفيطها في الصف الأول.
*
حذار أن تفلت منك حكمة وأنت تكتب عن الكرسي.
*
أينما وجدتها أستنكرها: "كرسي وثير"؟
*
حين نكتب عن الكرسي نقصد مغص الكلى أيضاً.
*
يا للتشفي: أرى حكامنا يصعدون إلى ربهم مقيدين بالكراسي.
*
ليس دوماً، فأحياناً أُحب المقاعد العمومية في الساحات والحدائق.
*
مصيبة الكرسي في منطقتنا أنه حاضرٌ ومستقبَل دائماً. الكثرة لا ترى ماضيه.
*
حين كوّنت المكتبة الشخصية، صنعت كرسياً، وبعد عقود لاحظت: لا أقرأ إلا وأنا مستلق على الأرض. اليوم النعمة انقلبت نقمة: كيف ستقرأ عن شاشة دون ارتباطك بكرسي؟ ومع هذا ما زلت أمشي ربع ساعة كاملة في الأسبوع.
*
أنحاز لغوياً إلى المقاعد لا الكراسي. في المقاعد تواضعُ مشاعيّةٍ يستهويني.
*
عند أغلبهم: الكرسي عمود الوجود. عندي غير، إنه يلزم ـ فقط ـ حين أُغيّر البنطلون.
*
أَمحضُ صدفة لغوية: "كرسي" و "تكريس"؟
*
من مقعد الحجر إلى القصب إلى القشّ، وصولاً للمقعد الدوّار. الإنسان حيوان جالس أيضاً؟
*
سادر في انتظاري، حتى ينبت للكرسي جناحان، ويُسعف هبوب الريح.
*
نعم: مع الكرسي الذي يُراعى في صنعته الجانبُ الجمالي، على حساب الوظيفة.
*
يحدث أحياناً: رجْل الكرسي التي تنكسر على كتفك، وأنت فتى، ستعلّمك أن الاحتلال هو أيضاً قابل للكسْر، حتى لو تباهى ضابط التحقيق بحصولهم على "زبدة العالم".



المساهمون