ذكرى ميلاد: عواطف نعيم.. حياة من أجل الخشبة

ذكرى ميلاد: عواطف نعيم.. حياة من أجل الخشبة

08 سبتمبر 2020
(عواطف نعيم)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثامن من أيلول/ سبتمبر، ذكرى ميلاد الممثلة والمخرجة المسرحية العراقية عواطف نعيم (1946).


بعد مشوار طويل في التمثيل والإخراج وتدريس المسرح، قدّمت عواطف نعيم أول نصوصها المسرحية، والذي كتبته عام 1988 بعنوان "لو" وأخرجه زوجها ورفيق دربها الفنان عزيز خيون، وهي مونودراما بطلها شخصية بغدادية مهنته سائق عربة كان ينقل الركّاب في المدينة قبل ظهور السيارات، حيث يروي جانباً من مشاكل العمل والحياة الاجتماعية.

نالت الممثلة والمخرجة المسرحية (1946) جائزة عن ذلك النص في السنة نفسها، ما دفعها إلى الاستمرار في تأليف مجموعة من المسرحيات، أو إعدادها عن نصوص عربية وأجنبية، حقّقت نجاحات جديدة لها، مثل "مطر يمه"، و"تقاسيم على نغم النوى"، و"يا أهل السطوح"، و"ابحر في العينين"، و"بيت الأحزان"، و"السحب ترنو إلي"، و"مسافر زاده الخيال"، و"كنز من الملح"، و"ترانيم للعشق"، و"أعتذر أستاذي لم أقصد ذلك"، و"حلم مسعود"، و"أنا في الظلمة أبحث"، و"نساء لوركا"، و"دائرة العشق البغدادية"، و"جنون الحمائم"، و"أنا والعذاب وهواك"، و"برلمان النساء". 

في محلة باب الشيخ/ فضوة عرب ببغداد حيث نشأت نعيم، بدأت في طفولتها تقلّد أقربائها وجيرانها بطريقة ساخرة، كما شاركت في العديد من الأنشطة الفنية المدرسية، وشكّلت فرقة مسرحية مع زميلاتها خلال المرحلة المتوسطة كانت تكتب وتُخرج وتمثّل في جميع الأعمال المقدّمة أنذاك، لتعمل ممثلة مسرحية بمجرّد إنهائها الدراسة الثانوية.

كانت تجربتها الأهمّ في الإخراج حيث قدّمت العديد من المسرحيات خلال نحو نصف قرن

وقد نالت دبلوم تمثيل وبكالوريوس إخراج مسرحي من "كلية الفنون الجميلة"، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في الإخراج من "جامعة بغداد"، وشاركت في التمثيل منذ السبعينيات في العديد من الأعمال المسرحية إلى جانب عدد من الأفلام السينمائية، منها "يوم آخر" (1977)، و"إنهم يقتلون الطيور" (1978)، و"الحجارو" (1980)، و"الحدود الملتهبة" (1984).

أخرج خيون عدداً من نصوصها المسرحية مثل "مسرحية انظر وجه الماء" (1989)، و"تقاسيم على نغم النوى" (1993)، وكاظم النصار نصّها الذي يحمل عنوان "السحب ترنو إلي" (2000)، كما أخرجت لها الفنانة إقبال نعيم عدداً من نصوص مسرح الطفل.

كانت تجربتها الأهمّ في الإخراج بحكم تخصّصها الأكاديمي، حيث قدّمت العديد من المسرحيات خلال نحو نصف قرن خلال عملها ضمن "الفرقة القومية للتمثيل"، ومنها: "يا طيو"، و بيت الأحزان"، و"فوك"، و"حجر السجيل" التي كتبت أيضاً نصها حول الانتفاضة الفلسطينية، و"نهنهة"، و"أنا وجدي والدمى"، و"مفتاح واحد للجنة".

وقد حازت نعيم "جائزة أبو القاسم الشّابي للإبداع الأدبي" العام الماضي عن تأليفها  مسرحية "اثنان في العتمة، واحد في…"، وفيه تبني شخصيات من بلدان مختلفة حول العالم تخوض عراكاً عبثياً وتتبادل اتهامات مجانية مصدرها شكوك كل واحدة منها تجاه الآخر بكونه "إرهابياً" محتملاً.

بالإضافة إلى اشتعالاتها على الخشبة ووراءها، نشرت العديد من المقالات والدراسات المتخصصة، ووضعت كتاباً بعنوان "النقد الفنّي والثقافي.. أنا والمسرح والتلفاز".

 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون