ذكرى انطلاق "السترات الصفراء": عودة العنف لشوارع باريس

ذكرى انطلاق "السترات الصفراء": عودة العنف لشوارع باريس ومدن فرنسية أخرى

16 نوفمبر 2019
استخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى، اليوم السبت، أعمال عنف وفوضى بالتوازي مع قمع قوات الأمن للتظاهرات التي انطلقت في الأسبوع الثالث والخمسين من احتجاجات "السترات الصفراء"، أي الأسبوع الأول من السنة الثانية للاحتجاجات


حيث قامت مجموعة من المتظاهرين بقلب السيارات، وبإشعال النيران في القمامة، وفي آلات بناء في ساحة "بلاس ديتالي" بالمقاطعة الباريسية الثالثة عشرة، الأمر الذي أعقبته مواجهات مع القوى الأمنية التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه، بينما واجه المتظاهرون الشرطة بالحجارة وبمختلف أنواع المقذوفات التي استطاعوا صنعها.

واضطر ذلك مسؤولي الأمن لإلغاء الترخيص لهذا المظاهرة، والتي كان مخططاً لها أن تضم بعض وجوه "السترات الصفراء" وعلى رأسهم بريسيليا لودكسي، إضافة إلى النائبة الإيكولوجية في مجلس الشيوخ إستر بينباسا، التي تحضر بانتظام في كل نشاطات "السترات الصفراء" وتدافع عنهم بقوة.



وقامت الشرطة باستخدام الغازات المسيلة للدموع، بعد أن قام بعض المتظاهرين بتخريب واجهات بعض المصارف، وإحدى سيارات الشرطة أمام مركز لها في باريس، كما تم تخريب تمثال الماريشال جوان في "بلاس ديتالي"، وهو ما أثار على الفور تنديد أوليفيي دوسوبت سكرتير الدولة لدى وزارة العمل والحسابات العمومية.

وخوفاً من أي طارئ، تم إغلاق 23 محطة مترو في العاصمة، كما أغلقت القوة الأمنية المداخل إلى جادة الشانزيليزيه، وقامت بتغريم كل شخص يقترب من المكان.



وأمام لجوء السلطات إلى حظر التظاهر في الكثير من المناطق، عمد المتظاهرون إلى تنظيم تظاهرات عنيفة. وكان نيكول مكسيم وهو أحد الوجوه الراديكالية في "السترات الصفراء" قد رفض الإشارة على "فيسبوك" إلى أماكن التظاهر وطبيعته، حتى يسبب تعباً إضافياً للشرطة، كما قال في فيديو لأنصاره.


وهكذا شهدت أحياء مختلفة من العاصمة صدامات بين المتظاهرين والشرطة، وخاصة في أحياء منطقة "تولبياك" في منطقة باريس الثالثة عشرة، و في حي "ليهال" في منطقة باريس الأولى.
وإلى حدود الثامنة مساء تجاوز عدد من تم إيقافهم 147 شخصاً، بحسب وزارة الداخلية؛ من بينهم 80 تحت الاعتقال الاحتياطي.

وفي المدن الأخرى، شهدت مدينة تولوز تظاهر بضع مئات، لم يسلموا من غازات الشرطة، التي أقدمت على إيقاف 17 متظاهراً. وفي بوردو خرج نحو ألفي شخص، وتخللت التظاهرة مواجهات، اعتقل خلالها بضعة متظاهرين.

أما في مارسيليا فتظاهر أكثر من ألف شخص، لكنهم لم يستطيعوا تجاوز تحصينات الشرطة التي حالت دون وصولهم إلى قلب المدينة. وتظاهر بضع مئات في مونبلييه، وقام بعضهم بتحطيم واجهة مكتب النائب مارك فينيال عن حركة "إلى الأمام" حركة الرئيس إيمانويل ماكرون، وكتبوا شعارات معادية له.



وكان العنف حاضراً في مدينة نانت، حيث واجهت قوى الأمن أكثر من ألف شخص من المتظاهرين. كما في مدينة ليون، حيث لجأت القوى الأمنية إلى الغازات المسيلة للدموع. وأيضاً في مدينة كاين.

وفي ما يخص عدد من شارك في تظاهرات اليوم على الصعيد الوطني، كشف حساب "الرقم الأصفر"، عن أرقام غير نهائية، عن هذا الأسبوع الثالث والخمسين، تتحدث عن 39 ألف و530 متظاهراً. في حين أنّ إحصاءات وزارة الداخلية تتحدث عن 28 ألف شخص، من بينهم 4700 في العاصمة.

وبينما يدخل الحراك سنته الثانية، لا شيء يبشر بانتهاء قريب لهذه الاحتجاجات التي تعبر عن غضب عميق لدى متظاهرين يصرون على أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون، والحكومة لم يستمعوا إلى مطالبهم، خصوصاً أنّ البلاد على موعد مع احتجاجات أخرى معلنة في الشهر المقبل، والتي أعلنت عنها نقابات عمالية، وأيدتها نقابات طلابية، ولن تغيب عنها "السترات الصفراء".

وتخشى السلطات الأمنية، التي نددت بالعنف الذي جرى اليوم، من أن يكون ما جرى مجرد بروفة لما سيأتي لاحقاً. ​

(الصور: Getty)