يستكمل "العربي الجديد" سلسلة "ذاكرة مونديالية" عبر نشر الفقرة الثالثة والتي تتناول حادثة مؤثرة في تاريخ المونديال، وهي حماية كأس العالم من الحرب العالمية على يد المسؤول الإيطالي الذي خبأ الكأس الذهبية تحت سريره خوفاً من أثر الحرب المدمرة، كي لا يضيع الكأس أو يسرق من الجيوش المتحاربة.
يعتقد الكثيرون أن جائزة كأس العالم وصلت إلى مونديال 1950 في البرازيل بسلام وبدون أي مشاكل، لكن الحقيقة أن أحد المسؤولين الإيطاليين كان بطلاً في حماية الكأس الذهبية من شرارة الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بعد مونديال 1938.
ومن المعروف أن المنتخب الذي يحقق لقب المونديال يحق له الاحتفاظ بالكأس الذهبية لمدة أربعة أعوام حتى بداية المونديال القادم، لكن بعد أن حققت إيطاليا لقب كأس العالم في مرتين متتاليتين أعوام 1934 و1938، لم تُقَم البطولة العالمية بعد أربع سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية التي اندلعت في العام 1939 واستمرت حتى 1945، لذلك فإن البطولة التي كان من المفترض إقامتها في العام 1942 ألغيت بسبب الحرب.
وهنا جاء دور المسؤول الرياضي الأشهر في إيطاليا دوتوري أوتورينو باراسي، وهو شغل أكثر من منصب رياضي مهم (مستشار للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، وعضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم)، وهو بطل مونديالي حيثُ نجح في حماية الكأس الذهبية بطريقة فريدة من نوعها لمدة سبع سنوات.
ففي العام 1938 وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، قرر باراسي حماية الكأس الذهبية في ظل بوادر نشوب حرب ضخمة في المنطقة، فوضع كأس العالم في علبة أحذية وخبأها تحت سريره، ليحميها من ألوية جيش موسيليني والجيوش المعادية التي كانت داخل إيطاليا، خصوصاً أن هذه الجيوش كانت تبحث عن الكأس الذهبية طوال الحرب لكنها لم تجدها أبداً، الأمر الذي حوله إلى بطل بنظر "الفيفا"، لأنه حافظ على كأس في غاية الأهمية آنذاك وصولاً إلى العام 1950، عندما أقيم مونديال البرازيل.
اقرأ أيضاً: ذاكرة مونديالية... عندما تآمرت ألمانيا والنمسا على الجزائر لإقصائها