ألهبت الدموع الصادقة التي ذرفها لاعب منتخب كوت ديفوار، جيوفري سيري دي، خلال مراسم افتتاح مباراة منتخب بلاده أمام منتخب كولومبيا، والتي جمعت بينهما مساء أمس الخميس، في افتتاح منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثالثة، لبطولة كأس العالم 2014؛ حماسة جماهير ملعب "ماني جارينشا" الوطني.
وبكى متوسط ميدان المنتخب الإيفواري، بحرقة أثناء عزف النشيد الوطني لمنتخب بلاده عشية المباراة التي أقيمت على ملعب "ماني جارينشا" الوطني في" برازيليا" عاصمة جمهورية البرازيل الجديدة؛ وفاز فيها المنتخب الكولومبي بهدفين مقابل هدف.
وأثبتت دموع "سيري دي" الغالية لحظة انصهاره مع النشيد الوطني لبلاده، مدى ثقل حجم المسؤولية الملقاة على عاتق نجوم كرة القدم في بطولة كأس العالم، فضلاً عن الروح الوطنية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب الإيفواري، إضافة إلى حبه وانتمائه الشديد لوطنه، الذي تجسد في مشهد سيظل محفوراً بكل تأكيد في ذاكرة عُشاق الساحرة المستديرة، بعدما نفى اللاعب الإيفواري ما نشرته صحيفة "الدايلي ميل" الإنجليزية بأنه بكى بسبب وفاة والده قبل المباراة.
وبينما أثارت الدموع التي ذرفها "سيري دي" تعبيراً عن مشاعره القوية وافتخاره بتمثيل منتخب بلاده في أحد أعظم المحافل الرياضية الدولية على الإطلاق "تعاطفَ" الملايين من متابعي بطولة كأس العالم؛ ذهب بعض مشجعي كرة القدم لاستذكار أهم المواقف التي بكى فيها اللاعبون خلال عزف نشيد بلادهم.
ولم يكن اللاعب الإيفواري الوحيد الذي بكى في النسخة الحالية لبطولة كأس العالم خلال عزف النشيد الوطني لبلاده فقد سبقه كل من المهاجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا، الذي بكى خلال مباراة منتخب بلاده الأخيرة أمام المكسيك، لحظة ترديد النشيد الوطني، إضافة إلى مواطنه، جوليو سيزار، الذي ذرف الدموع في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم أمام كرواتيا.
ومثلما اتفق الكثير من متابعي بطولة كأس العالم على أنّ اللقطات الثلاث التي شهدها هذا المونديال قد جسدت مدى انتماء وإخلاص هؤلاء اللاعبين لوطنهم، اتفقة الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم على أنّ دموع اللاعبين لا تعدو "قطرة" من بحر الدموع التي ذرفها مهاجم منتخب كوريا الشمالية، جونغ تاي سي، في بطولة كأس العالم 2010.
وخطف مهاجم منتخب "تشوليما" الأضواء في بطولة كأس العالم الماضية التي أقيمت في جنوب أفريقيا، بعد أن ذرف الدموع لدى سماعه النشيد الوطني لبلاده الذي عُزف "آنذاك" في ملاعب كأس العالم للمرة الأولى بعد 44 عاماً؛ وذلك عشية مباراة منتخب بلاده الأولى أمام المنتخب البرازيلي.
وجذبت اللقطة التي ذرف بها "جونغ تاي سي" أنظار الملايين من متابعي بطولة كأس العالم، إذ صُنفت اللقطة التي ظهر بها اللاعب الكوري ضمن قائمة اللقطات الأجمل في المونديال الإفريقي، مما جعل اللاعب الكوري مُطارداً من منتجي الأفلام الوثائقية الراغبين بإنتاج فيلم عن حياته المشوقة، ولا سيّما أنه قد أصبح مصدر إلهام الجماهير "البائسة" التي صدحت "آنذاك" في مدرجات ملعب "كيم ايل-سونغ" في بيونغ يانغ باسمه.