ديمتري دلياني لـ"العربي الجديد": الاحتلال يستهدف المقدسيين مسيحيين ومسلمين

ديمتري دلياني لـ"العربي الجديد": الاحتلال يستهدف المقدسيين مسيحيين ومسلمين

21 ابريل 2014
"نحن جزء من المجتمع الفلسطيني ونتاج الثقافة العربية الاسلامية"
+ الخط -

اتّهم رئيس "التجمع الوطني المسيحي في القدس"، ديمتري دلياني الحكومة الإسرائيلية باستهداف الوجود العربي الفلسطيني، الإسلامي والمسيحي، من خلال المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفرض قيود على حرية العبادة.

ــ ما هي رسالتكم للفلسطينيين المسيحيين في هذه الأعياد وسط استمرار التضييق الإسرائيلي؟

* نحاول تشجيع المواطنين على التواجد في القدس وخصوصاً في محيط كنيسة القيامة، وعدم الاستسلام لإرادة دولة الاحتلال التي تهدف إلى تغييب المواطن المقدسي عن الأماكن المقدسة، واستبداله بمهاجر يهودي أو سائح غربي، بالإضافة إلى التنسيق بين عدد كبير من الفعاليات الوطنية لفضح ممارسات الاحتلال، سواء من خلال الإعلام أو مخاطبة كنائس العالم ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

ــ كيف ترون واقع حرية العبادة لأبناء شعبنا من مسيحيين ومسلمين في ظل الاحتلال؟

* تستهدف حكومة الاحتلال المقدسيين، المسيحيين والمسلمين، وأماكننا المقدسة في إطار مخطط التهويد الشامل. وأحد عناصر هذا المخطط، هو الحرب النفسية التي تشنها دولة الاحتلال بهدف قطع أي رابط عاطفي او انتمائي بين المواطن المقدسي ومدينته مقدساته، حتى تُصبح القدس للفلسطينيين مجرد مكان سكن وليس كما هي اليوم، وطن حقيقي روابط انسانية. وما إجراءات المنع والقيود إلا إحدى وسائل الحرب النفسية، بالإضافة إلى كون هذه الانتهاكات تخدم المحتل في إضفاء طابعاً مصطنعاً على هوية المدينة، وهذا واضح من خلال مفارقة أن عيد القيامة و ما يسبقه من سبت النور واسبوع الآلام، يتزامن مع عيد الفصح لليهود، فنرى كيف تُسخّر دولة الاحتلال جُل قدراتها من أجل تسهيل وصول اليهود الى حائط البُراق، الذي هو أصلاً جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف، وفي الوقت نفسه تمنع المسيحيين والمسلمين من حقهم الطبيعي، والمكفول في المواثيق والقوانين الدولية، بالوصول الى أماكنهم المُقدّسة لممارسة شعائرهم. في هذه المفارقة، تتجلى عنصرية دولة الاحتلال، وتتّضح للجميع أسس الكراهية والضغينة التي تتعامل بها دولة الاحتلال مع أصحاب مدينة القدس وأهلها المسلمين والمسيحيين.

ــ كيف ترون دوركم في مواجهة هذه الانتهاكات وفضحها، وخصوصاً أن أعداداً كبيرة من  المسيحيين من الضفة الغربية مُنعوا من الدخول إلى القدس وبيت لحم للمشاركة في هذه الاحتفالات؟

* الدور الذي نقوم به ينقسم الى أربعة محاور. الأول وهو المحور الشعبي الذي يُترجم بتواجد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين خلال فترة الأعياد، وبذلك يمكننا ان نقاوم المخططات الاحتلالية. المحور الثاني وهو محور الدبلوماسية الشعبية التي نمارسها من خلال حملات دولية تستهدف الكنائس ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان لفضح ممارسات الاحتلال بحق المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، من كافة النواحي، وخصوصاً في قضية الحريات، ومنها حرية العبادة وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة. أما المحور الثالث فهو إعلامي يهدف إلى نشر الوعي حول أهمية التواجد في الأماكن المقدسة للدفاع عنها، ومخاطبة للعالم من حولنا لفضح الاحتلال ومحاولة المساهمة في خلق أجواء ضاغطة على حكومات العالم من أجل الزام تل أبيب بالقوانين الدولية، كون القدس مدينة تحت الاحتلال.

أما المحور الأخير، وهو المحور القانوني، فنحاول من خلاله إيجاد ثغرات في قوانين دولة الاحتلال لكسب بعض الوقت لعرقلة مخططاتهم، ونحن على يقين أن محاكم دولة الاحتلال ما هي الا أحد أذرع تنفيذ مخططات التهويد.

أما بخصوص منع المسيحيين، كما المسلمين من الوصول الى أماكننا المقدسة، فإن الأمر لا يتعلق بسكان باقي أنحاء الضفة الغربية فحسب، بل أيضاً أهلنا في غزة المحرومين أيضاً من ممارسة حقهم الطبيعي بالوصول إلى الأماكن المقدسة، بل أكثر من ذلك، إن حق دخول أي مسلم او مسيحي للقدس، لا يجب أن يكون أصلاً بيد محتل غير شرعي.

ــ هل لديكم معطيات محددة بعدد الاعتداءات التي طالت الأديرة والكنائس على يد المتطرفين اليهود؟ وكذلك الاعتداءات التي طالت ولا تزال تطال رجال الدين المسيحيين؟

قائمة الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على أيدي إرهابيين يهود طويلة، وهي تعود إلى بدايات القرن الماضي مروراً بالنكبة و النكسة، فالكراهية التي يحملها الفكر الصهيوني لا يمكن أن تقبل بالآخر و لا ترى حرجاً بالتعبير عن أسسها العنصرية بأساليب عنيفة ومهينة، كذلك الأمر بالنسبة لرجال الدين الذين يتم الاعتداء عليهم من قبل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين.

وهذه الاعتداءات الإرهابية تنوعت ما بين سرقة ممتلكات الكنيسة مثلما حصل في كنيسة القيامة، والاعتداء بالضرب على الكهنة والراهبات في الأديرة والكنائس وحتى الشوارع، إلى درجة وضع قنابل موقوتة والاغتيال المباشر لرجال الدين مثلما حصل في كنيسة بير يعقوب بنابلس. أما عصابات "تدفيع الثمن"، فهي تقوم بإحراق مداخل الكنائس وكتابة الشعارات المسيئة والاعتداء بالضرب وإحراق السيارات وغيرها من الأعمال الإرهابية. وتتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمهم الإرهابية، لأنها توفر لهم الدعم المالي من خلال المبالغ الطائلة التي تدفعها دعماً لبؤر الإرهاب اليهودي المسماة مدارس دينية في المستوطنات الاستعمارية المنتشرة في الضفة الغربية. كما أن حكومة الاحتلال تقدم الغطاء السياسي لمجموعات الإرهاب اليهودي، من خلال المواقف والتصريحات العنصرية والتحريضية التي يتفوه بها أعضاء حكومة نتنياهو. أما من الناحية الأمنية، فتقوم دولة الاحتلال بتوفير غطاء أمني وحماية لعناصر هذه المجموعات الإرهابية التي يتجند أعضاؤها في جيش الاحتلال ومؤسسات أمنية أخرى.

ــ هناك محاولات من قبل البعض لجر أبناء الطوائف المسيحية في الداخل للخدمة العسكرية في جيش الاحتلال؟ كيف تنظرون إلى هذه المحاولات؟ وما سبل مواجهتها؟

نحن جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني، وقد قدمنا من الشهداء والأسرى والجرحى، كما أننا نتاج الثقافة العربية الإسلامية وعنصر أساسي في بنائها ومساهمين فيها منذ نشأتها. أما القلة التي تحاول التسويق للانخراط في الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، فهم قلّة خارجة عن الصف الوطني ومنبوذة الى أبعد الحدود، بالإضافة إلى أنها فاشلة لعدم قدرتها على استقطاب اخواننا للانحدار في وحل الخيانة. وأريد أن أوضح بأننا نواجه جيش الاحتلال كونه جيشاً عدواً، من دون الأخذ بعين الاعتبار إلى أي ديانة يتبع عناصره، فهناك من المسلمين والدروز والمسيحيين ايضاً ممن باعوا أنفسهم لجيش الاحتلال وارتضوا ان يكونوا عبيداً لجلاديهم.

ــ كيف ترون مستقبل القدس في أي حل سياسي مقبل قد يتوصل له الطرفان؟

القدس جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة عام 67، ولن يكون هناك حل سياسي من دون دحر الاحتلال عنها. أما في ما يخص أية ترتيبات بغرض السياحة، فيجب ألا  تنتقص من السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس بحكم أنها عاصمة الدولة الفلسطينية.