دونالد ترامب.. صراع ما بين البزنس ورئاسة أميركا

دونالد ترامب.. صراع ما بين البزنس ورئاسة أميركا

13 ديسمبر 2016
ترامب الرئيس يواجه الملياردير(العربي الجديد)
+ الخط -
يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات التي تتركز على مخاوف من استخدام موقعه كرئيس لأكثر الدول تأثيراً في العالم، لمصلحة صفقاته الاستثمارية والتجارية الخاصة. وتتهم صحف أميركية الرئيس الجديد بتعارض مصالحه التجارية مع منصبه. 


ويؤكد الخبراء أن شبكة المصالح التجارية العالمية لترامب تعتبر ظاهرة في تاريخ الرئاسة الأميركية، "ما يثير القلق حول إمكانية تأثير هذه المصالح على آلية صنع القرار في البيت الأبيض"، وفق موقع "يورو نيوز".

ومن المقرر أن يتسلم البيت الأبيض رسمياً في العشرين من الشهر المقبل، وإلى حينه، يعمل ترامب على إغلاق بعض مؤسساته، ودراسة وضعية مؤسسات أخرى. 


وتتزايد المخاوف مع اختيار ترامب لمليارديرات وأصحاب شركات عالمية ضخمة لتولي حقائب حكومته، فقد نشر موقع "بوليتيكو" الأميركي تقريراً قال فيه إن ثروة 23 وزيراً، من المحتمل أن يشاركوا ترامب حكم الولايات المتحدة، تبلغ نحو 35 مليار دولار، بما فيها ثروة ترامب نفسه التي تناهز 10 مليارات دولار.

وعود بانتظار التطبيق

يدير الملياردير البالغ من العمر 70 عاماً مصالح تجارية في العديد من المجالات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وتتركز معظم مشاريع ترامب في مجال الأعمال على إدارة العقارات.

إذ خلال آخر إقرار مالي له متعلق بأعماله، قام ترامب بتعداد 144 شركة فردية يملكها في 25 دولة في كل من آسيا، وأفريقيا، وأميركا الجنوبية، وأميركا الشمالية، وأوروبا، ومن بينها شركات أخرى ذات مصالح إقليمية ودولية.

وسبق لمجلة "فوربس" أن قيمت ثروته بـ3.7 مليارات دولار، فيما أعلن ترامب نفسه أن قيمة أصوله تتجاوز 10 مليارات دولار.

وأعلن الرئيس المنتخب في وقت سابق عن عقده مؤتمرا صحافياً يوم الخميس، الموافق 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بشأن مستقبل تلك الأعمال، ولكنه أجّل، الاثنين، الموعد حتى يناير/كانون الثاني المقبل.

وقال ترامب إن أبناءه الكبار سيديرون شركاته أثناء فترة رئاسته، ولكنهم لن يقوموا بتنفيذ أي صفقات جديدة، وذلك وفقاً لتصريحات له من خلال حسابه على موقع تويتر.

وفي واحدة من التغريدات كتب ترامب قائلاً: "على الرغم من أن القانون لا يجبرني على القيام بذلك، إلا إنني سوف أترك إدارة أعمالي التجارية قبل 20 يناير/كانون الثاني، حتى أستطيع التركيز بشكل كامل على مهامي الرئاسية". 

 

إغلاق شركات 

واستعداداً لموعد التنصيب، أغلق ترامب عدداً من شركاته، وبعضها ربما كان لها علاقة بأعمال مع السعودية.

ونقلت وكالة أسوشييتدبرس عن ألان غارتن، المستشار القانوني العام لمؤسسة ترامب، قوله إن الهدف هو تجنب أي تضارب محتمل في المصالح بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة.

وأشار غارتن إلى أن الرئيس المنتخب سوف يعلن خلال أيام تغييرات أخرى تتعلق بمشروعاته لتجنب أي تعارض في المصالح. وقال إن التغييرات تشمل إغلاق 4 من شركات ترامب ذات الصلة بمشروع تجاري مشترك محتمل مع السعودية. وأكد أن مؤسسة ترامب "ليس لها صفقات في السعودية".

غير أن المستشار القانوني قال إنه لا يدري سبب إنشاء هذه الشركات أو ما إذا كانت قد شاركت بالفعل في أي مشروع تجاري مشترك مقرر من قبل. وأضاف أن إغلاق الكيانات الاقتصادية أمر عادي.


تعارض مع السياسات الأميركية
وفي أحدث انتقاد لترامب، وجه البيت الأبيض، أمس الاثنين، انتقادات لاذعة للرئيس الأميركي المنتخب ومستشاريه، واتهمهم بوجود علاقات مالية مع روسيا والحصول على أموال من قناة روسيا اليوم.

وقال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي: "لقد كان الرئيس المنتخب (دونالد ترامب) هو من رفض الكشف عن العلاقات المالية مع روسيا، ولقد كان الرئيس المنتخب هو من وظف مدير الحملة الانتخابية الذي يملك علاقات واسعة ووثيقة مع روسيا، ولقد كان مستشار الرئيس المنتخب للأمن الوطني هو الذي يحصل على أموال من قناة روسيا اليوم، مصدر الدعاية الروسية".

وقالت "سي أن أن" في تقرير لها أخيراً، إنه في حين أصبح ترامب على بعد أسابيع فقط من التربع على عرش مكتبه في البيت الأبيض، إلا أن أعماله ما زالت قائمة في أنحاء مختلفة من العالم والتي تتعارض في بعض المناطق مع توجهات السياسة الخارجية لإدارته.

وتراوح مصالحه بين صفقات إدارة لملاعب غولف في دولة الإمارات العربية المتحدة، واتفاقات لعلامات تجارية مع مشاريع عقارية تحمل اسم ترامب في الهند، وكذلك شركات تبيع النبيذ في إسرائيل.

ولقد لاقت بعض أعمال ترامب بعض الجدل بالفعل، مثل أبراجه في إسطنبول، والتي تلقت انتقادات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن اقترح ترامب منع دخول المسلمين لأميركا.

وعلى الرغم من الإفصاحات المطولة التي قام بها ترامب خلال حملته الانتخابية، إلا أن البعد الكامل لعلاقاته التجارية الدولية لا يزال مجهولاً، لأنه رفض الإفصاح عن عائدات الضرائب الخاصة به.

(العربي الجديد)