Skip to main content
دول المحيط الهادئ تحرر 40% من تجارة العالم
العربي الجديد
رويترز
الكونغرس الأميركي يُبدي مخاوف من هذا الاتفاق (أرشيف/Getty)


توصلت الولايات المتحدة و11 دولة أخرى مطلة على المحيط الهادئ إلى اتفاق تاريخي لتحرير التجارة بعد أيام من المفاوضات الماراثونية في مدينة أتلانتا الأميركية، لكن الاتفاق واجه شكوكاً مبدئية في الكونغرس الأميركي الذي عارضه عدد من الأعضاء بحجة أنه سيضر بالمستهلك الأميركي وفقدان آلاف الوظائف داخل أميركا وبالتالي زيادة البطالة.

وتوصل وزراء التجارة في منطقة آسيا وعبر المحيط الهادئ أمس إلى اتفاقية للتجارة الحرة يتم من خلالها رفع الحواجز التجارية، ووضع معايير مشتركة للدول الأعضاء، كما اتفقت أميركا والمكسيك وكندا واليابان على قواعد تحكم تجارة السيارات.

وفي اتفاق قد يعيد تشكيل قطاعات اقتصادية بأسرها ويمتد تأثيره من سعر الجبن إلى تكلفة علاج السرطان ستخفض الدول الـ 12 الحواجز التجارية فيما بينها.

وتضم الاتفاقية كلاً من أميركا والبيرو وتشيلي وكندا والمكسيك وبروناي واليابان وماليزيا وسنغافورة وفيتنام وأستراليا ونيوزيلندا.

ويشمل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي 40% من اقتصاد العالم وسيكون إنجازاً للرئيس الأميركي باراك أوباما إذا أقره الكونغرس.

وكان رد الفعل المبدئي من أعضاء بارزين في الكونغرس إبداء الشكوك حول الاتفاق، فقد قال برني ساندرز عضو مجلس الشيوخ الأميركي والمرشح الديمقراطي للرئاسة إنه يشعر بخيبة الأمل، وحذر من أن الاتفاق قد يؤدي إلى فقد وظائف في الولايات المتحدة ويضر بالمستهلكين.

إلى ذلك، كشف مسؤول مطلع على سير المفاوضات عن توصل الدول الـ 12 إلى اتفاقية للتجارة الحرة من الممكن أن تؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي، وذلك بعد سنوات من التفاوض.

وبدأت المفاوضات في 2008، وانتهت مؤخراً بعد جولة مفاوضات استمرت أكثر من 5 أيام في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، وبذلت إدارة أوباما جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى التوقيع على اتفاق بدون احتمال تعديله من قبل الكونغرس. واضطرت من أجل ذلك إلى التغلب على تحفظات شديدة.

وقال أوباما إن الاتفاق "سيعطي فرصاً متساوية" للعمال والشركات الأميركية، مضيفاً أن أمام الأميركيين شهوراً لقراءته قبل إقراره.

وكانت أبرز النقاط الصعبة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية على الأدوية البيولوجية وواردات المنتجات المشتقة من الحليب الآتية من أستراليا ونيوزيلندا إلى كندا، وواردات قطع الغيار للسيارات اليابانية إلى أميركا الشمالية.

وقال ساندرز في بيان "فازت وول ستريت والشركات الكبيرة مجدداً" متعهداً "ببذل ما في وسعه لرفض هذه الاتفاق" في الكونغرس.

وقال السناتور الجمهوري أورين هاتش رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ إنه يخشى أن يفشل الاتفاق في إزالة الحواجز التجارية أمام المنتجات الأميركية.

وأضاف "مع استمرار إعلان التفاصيل.. أخشى من أن هذا الاتفاق لا يرقى إلى مستوى الطموحات".

واتفاق الشراكة عبر الهادئ مثار جدل نظراً للمفاوضات السرية التي شكلت ملامحه على مدى السنوات الخمس الأخيرة والاعتقاد بوجود مخاطر تتهدد شتى مجموعات المصالح من عمال صناعة السيارات في المكسيك إلى منتجي الألبان في كندا.

وحسب وكالة رويترز فقد واجهت المحادثات التجارية معضلة تمثلت في فترة الاحتكار المسموح بها للجيل القادم من العقاقير المطورة باستخدام التكنولوجيا الحيوية إلى أن توصلت الولايات المتحدة وأستراليا إلى حل وسط.

وقال المسؤولون إن سلسلة من المشكلات الحساسة سياسياً بشأن إجراءات الحماية التجارية لمنتجي الألبان قد تم التغلب عليها في الساعات الأخيرة من المحادثات.

وكانت نيوزيلندا مقر فونتيرا أكبر شركة مصدرة لمنتجات الألبان في العالم، تريد المزيد من فتح أسواق الولايات المتحدة وكندا واليابان.

 
اقرأ أيضاً: الحوثيون يهدّدون بتعطيل التجارة العالمية بعد تحرير باب المندب