دور مصري بالاتصالات لإعادة مقعد سورية بالجامعة العربية للنظام

دور مصري بالاتصالات لإعادة مقعد سورية بالجامعة العربية لنظام الأسد

20 فبراير 2020
ظلّ مقعد سورية شاغراً منذ 2011 (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث على الساحة السورية، وسط تصاعد المواجهة العسكرية بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران، والفصائل المسلحة، كشفت مصادر مصرية وخليجية أن عودة النظام السوري إلى مقعد الجامعة العربية باتت قريبة، بعد تسع سنوات من تعليق عضوية سورية في أعقاب اندلاع الثورة عام 2011.

وبحسب المصادر، فإن مشاورات رفيعة المستوى تؤدي فيها القاهرة دوراً كبيراً، أوشكت على الانتهاء، بهدف إعادة سورية للجامعة العربية، وتسليم مقعدها للنظام برئاسة بشار الأسد.

وقالت المصادر إن "عودة سورية للجامعة باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظلّ اقتراب النظام من استعادة السيطرة على قطاع كبير من الأراضي التي كانت خارج سيطرته". وأضافت أن القاهرة تؤدي دوراً كبيراً في إقناع قوى خليجية بأن تلك الخطوة تأخرت كثيراً، حتى سمحت لإيران بوضع قدمها في المنطقة، وأنه كان من الخطأ منذ البداية الإقدام عليها.

ولفتت المصادر إلى أن الموقف السعودي الرافض لعودة سورية بنظامها الحالي، بدون التوصل إلى حلٍّ سياسي أو ضماناتٍ واضحة بشأن الدور الإيراني في المنطقة، وتأثيره على النظام، هو ما يعرقل تلك الخطوة.


وأوضح مسؤول خليجي بارز تحدث لـ"العربي الجديد"، أن هناك موقفاً سعودياً جديداً بشأن الرؤية الخاصة بالأزمة السورية، بضرورة التواجد العربي في هذا الملف والتمسك بوحدة سورية والسيادة الكاملة على أراضيها.

وأشار المصدر إلى أن التدهور في العلاقات التركية - السعودية أسهم بشكل كبير في تغيير الموقف السعودي الذي كان رافضاً لعودة النظام السوري للجامعة، وذلك لقطع الطريق على أنقرة. وشدد على أن هناك ترحيباً من دول المغرب وتونس والجزائر بعودة سورية، متوقعاً أن تشهد القمة العربية المقبلة تواجد ممثل للنظام السوري.

وبحسب المسؤول الخليجي، فإن اتصالات مصرية جزائرية تمّت أخيراً على هامش تواجد وزير الخارجية المصري سامح شكري بالجزائر لحضور اجتماع متعلق بليبيا، بشأن تنسيق الجهود الخاصة بإنهاء تجميد عضوية سورية قبل القمة المقبلة، مشيراً إلى أن الجزائر دعت القاهرة للعب دور لدى حلفائها الخليجيين من أجل الهدف نفسه.

وبحسب المصدر، فإن الأمر كان محل مباحثات ثنائية بين روسيا من جهة، والجزائر وتونس والمغرب من جهة ثانية، حيث شهدت تلك المباحثات تأكيدات من جانب موسكو على ضرورة عودة سورية للجامعة.

وعلّقت الجامعة العربية عضوية سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بعد المجازر والمواجهة المسلحة من جانب النظام للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مارس/آذار من العام نفسه. وبقي المقعد السوري شاغراً في كل الاجتماعات، ما عدا اجتماع القمة في 2013، حيث شغل المقعد رئيس الائتلاف آنذاك معاذ الخطيب.

وتستعد الجزائر لاستضافة القمة العربية المقبلة في دورتها الـ32 بعد تقدمها بطلب إلى الجامعة العربية، وذلك بعد مرور 15 عاماً على آخر قمة عُقدت فيها في 2005. وفشلت تونس خلال العام الماضي في إقناع قوى عربية بارزة بعودة سورية إلى الجامعة العربية، وذلك أثناء استضافتها القمة العربية في مارس/آذار 2019.

يأتي هذا في الوقت الذي دعا فيه وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سورية، وإعادة تمثيلها مجدداً في اجتماعاتها ونشاطاتها. وقال بوقادوم، إن غياب سورية تسبب بضرر كبير للجامعة والعرب، داعياً الدول العربية إلى الدفع نحو إعادة عضويتها، وطالب كل الدول العربية بالعمل على عودة دمشق للجامعة. واعتبر بوقادوم في تصريحات صحافية خلال لقائه نظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أخيراً، أن غياب سورية فيه ضرر كبير للجامعة والعرب، موضحاً أن موقف الجزائر واضح وحاسم لجهة وجوب عودة هذا البلد.




 

المساهمون