دور الأزياء اللبنانية تحاكي العالم

دور الأزياء اللبنانية تحاكي العالم

03 يناير 2018
من تصاميم حنا توما (جوزف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
تنشغل دور الأزياء اللبنانية بمواكبة حثيثة لتفاصيل وميول الموضة العالمية، بل يتعدى البعض الخطوط العالمية ليبرز آخر صرعات وابتكارات هذا الفن، لكن دون شك فإن فرادة بعض المصممين اللبنانيين ودخولهم العالمية بخطى واثقة وثابتة، خصوصاً بعد تعاونهم مع نجمات عالميات، يُبين اختلافاً بين هؤلاء ومنافسيهم. 
حفل عام 2017 بعروض أزياء كثيرة أقيمت في بيروت، وشهد على ابتكار وبساطة الأزياء التي ستحملها المواسم المقبلة، إن للشتاء أو لفصلي الربيع والصيف.

زهير مراد
أبرز المصمم اللبناني زهير مراد مجموعته الجديدة للسنة الجديدة، دون اختلاف جذري عن المواسم السابقة. مجموعة 2018 التي عرضت في باريس قبل وقت بينت الدقة التي يتمتع بها مراد لجهة الألوان التي لم تتغير عن الألوان الثابتة، كالابيض والأسود، لكن اللافت في المجموعة الشتوية "التنورة" القابلة للخلع فهي تغطي فستانا أو سروالا، مع هذا لم يوفر مراد التقليدية التي يختص بها في بعض الفساتين الخاصة بالمناسبات الكبيرة، فستان الزفاف ظهر "ملكيا" كنوع من تكريم العروس الأحجار الكريمة، التي اعتاد عليها زهير مراد إضافة إلى القماش الناعم والنقوش الخاصة كلها وُضعت في قالب من الأناقة لهذه المناسبة التي يوليها كل المصممين عناية خاصة جداً.
الخيوط اللامعة، والأحزمة الذهبية ميزت أيضاً عرض معرض الأخير لهذا الشتاء، أما قماش المخمل فلم يكن جديداً في متناول مراد الذي وظفه لحساب بعض الفساتين التي ظهرت متلالئة بهذا النوع من القماش الأنيق.



حنا توما
المصمم البارع، حنا توما، خرج عبر داره بموديلات اعتبرت جديدة نوعاً ما، قياسًا إلى نمط توما التقليدي الذي اختزن سنوات من الشهرة والنجاح والأناقة. بدا العرض الأخير له في بيروت مختلفًا عن المواسم أو العروض السابقة. ربما هي جرأة توما التي تنبع من ثقته بنفسه وعائلته الذين يسمهون في تنشيط حركة والدهم وإضفاء روح الشباب عليها كل فترة. الإكسسوار هو ما تميز به حنا توما في عرضه الأخير لهذا الشتاء، لكن القماش كان هادئًا، والقصّات تتناسب والموديل كاملاً، كما اختار الياقات المطرزة المفتوحة لجهة الصدر بريقة مبتكرة، فيما كانت ألوان وأقمشة توما ثابتة هي أيضاً مع بعض الألوان الأخرى التي تتماشى مع اللون الأساسي. جرأة أن يُدخل حنا توماً بعض الألوان الخفيفة أو المبتكرة على مجموعته الجديدة، لأن من عرفه سنوات يعتبره واحداً من المصممين اللبنانيين التقليديين الذين وضعوا أسسًا لهذا الفن مع الوقت.




عبد محفوظ
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عرض مصمم الأزياء اللبناني عبد محفوظ مجموعته الجديدة لسنة 2018 ضمن أسبوع بيروت للموضة العالمية. يقول عبد محفوظ لـ" العربي الجديد": حاولت أن أغير كثيراً في مجموعتي الجديدة التي عرضتها قبل شهرين في بيروت، اتجهت إلى ألوان جديدة كالأخضر (الحشيشي) مع الذهبي، البونتييه، و"الجامبسويت" كما أفردت مساحة لألوان "اللحم" أو البيج، لكن هذه المرة بتطريز مختلف وهو ما يخرجني من دائرة التقليد.
يؤكد عبد محفوظ أنه استعمل لهذا الموسم الأقمشة الغريبة، ابتعدت مثلاً عن الدانتيل، "لكن لم ألغ هذا النوع من القماش الجذاب واللافت والذي يتصف بالأناقة، وللمرة الأولى أستعمل أقمشة خاصة. سافرت قبل أشهر إلى باريس وطلبتها ووصلتني إلى بيروت وستكون مفاجأة جيدة على صعيد المجموعة".
يهتم محفوظ بفساتين الزفاف، ويستعمل هذا الموسم "الطرحة" المُطرزة التي أخذ العمل على تطريزها حوالي ثلاثة أشهر، ويقول "على مر السنوات كانت فساتين الأعراس ميزة بيت الموضة الذي يحمل توقيعي، لذلك أثار فستان الزفاف جدلاً واسعاً خصوصاً عندما تراه المرأة الأوروبية أو نقوم بعرضه في دول أوروبية لأنهم يجدون فيه "الإبهار" البعيد نوعاً ما عن بساطتهم في التصاميم".

Instagram Post


توفيق حطب
المصمم اللبناني توفيق حطب، عمد أيضاً إلى تطوير خطوط تصاميم أزيائه. انتقل حطب من الكلاسيكية التي تميز بها لسنوات إلى عالم السروال الذي أضافه إلى بعض الأزياء. "الجامبسيويت" برأي حطب شكل في السنوات الأخيرة حالة نافرة في عالم تصميم أو إنتاج الأزياء، ودخل على عالم الموضة بشكل أو بآخر، وهو ما فتح أمام المصمم مساحات اخرى "للتفنن" بهذا النوع وأقصد السروال المتصل ببعضه. وكذلك أفرد مساحة أخرى لاستغلال السروال في بعض "الموديلات المصممة، مع دخول بارز للأحجار الكريمة أو الخيوط اللامعة والتطريز في قطعة واحدة على قماش ذي لون موحد بالطبع.
إلى ذلك، وجد حطب في بعض التصميم التي كان الطلب عليها كبيراً اتجاه السيدات إلى الألوان الثابتة هذا الموسم، وهو ما قد ينتقل إلى الشتاء الحالي، الأسود والأبيض، واللون "الكاكي" الأخضر الغامق، وكذلك الأحمر الذي يتزامن مع مواسم الأعياد هذه الفترة إضافة إلى بعض التلوين في أقمشة تزيد الفستان أناقة شرط أن تكون معكوسة على اللون الأساسي وليست مستقاة منه.

ريما بحصلي
مصممة الأزياء اللبنانية ريما بحصلي، عادت هذا الموسم بألوان وموديلات مُستجدة، على خطها الكلاسيكي، غياب قسري لبحصلي جعلها تعود بشغف من خلال افتتاح "خط" الألبسة الجاهزة والتي تعتمد على تصاميم مختلفة، دخلت بحصلي بالجاكيت المصممة خصيصاً لفصل الشتاء في مجموعة مبتكرة، تتماشى مع واقع الحياة العملية صباحاً، من أقمشة مختلفة وتصاميم ملونة من النوع التراثي، هي ما ميزت هذه التشكيلة التي أصبحت في متناول الجميع في الأسواق اللبنانية وقريبًا العربية، لكن حال بحصلي لم يتوقف على الملابس الجاهزة، في تصاميم أخرى حاولت أن تربط بين الكلاسيكي الواضح والذي منحها هوية قبل سنوات، وبين الأقمشة الجديدة التي استعانت بها من باريس، محاولة بحصلي هذه المرة كانت واضحة من عدم التزامها بألوان محدودة بل اللجوء إلى ألوان "باستيل" الهادئة ، واستغلال أجزاء من القماش للتطريز اليدوي والأحجار الكريمة لتظهر بطريقة مبتكرة، مؤخراً عرضت بحصلي مجموعتها في العاصمة المصرية، واستطاعت أن تجمع بعد عرضها "الروح" الشرقية، مع تأثرها بالمدرسة الإيطالية.

المساهمون