سقط المارد "الأصفر" وغاب البطل الذي رفع بطولة ألمانيا في مناسبات عديدة. سقط دورتموند إلى الهاوية، نحو مكان لا يستحقه هذا الفريق البطل العريق، الذي لطالما كان المتمرد الوحيد الذي يجرؤ على محاربة "البافاري" في ألمانيا. ها هو اليوم في المركز الأخير في ترتيب الدوري.
وبعد أن توالت الخسارات، وجد دورتموند نفسه يقبع في المركز الأخير في الدوري الألماني. المشكلة ليست مشكلة مدرب؛ لأن الرجل وقف في وجه أقوى الأندية الأوروبية، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وصنع تاريخاً مشرفاً للنادي "الأصفر". وبالنسبة للاعبين، فهناك نجوم في الفريق تكفي لصناعة الألقاب المحلية والأوروبية. لكن إن كانت المشكلة ليست في هذين العنصرين، فأين ذهب عنصر العزيمة والإصرار الذي حُسد دورتموند عليه أيام المجد الكروي؟
تغيرت الحكاية اليوم، وأصبح دورتموند على شفى السقوط إلى مصافّ أندية الدرجة الثانية، في حادثة لم يتعرض لها النادي الألماني إلا مرة واحدة في موسم 1972، وأذاقته المُر آنذاك في لحظات لا تُنسى، أبكت الجماهير الصفراء العاشقة للنادي. وبعد 43 سنة يواجه دورتموند نفس المصير، وبنفس السيناريو؛ إذ إنه في موسم 1971/1972 وبعد مرور 13 جولة لم يحقق سوى ثلاثة انتصارات، وتعرض لسبع خسارات في الدوري.
أما في موسم 2014/2015، فتعرض دورتموند حتى الآن لثماني هزائم وتعادلين، في وقت حقق فيه ثلاث حالات فوز، الأمر الذي يُنذر بكارثة ستحل على الفريق الألماني الذي لم يحقق سوى 11 نقطة حتى الآن بعد 13 جولة من "البوندسليجا". وأبرز اللقطات التي اعتادت عليها جماهير دورتموند هي عصبية يورجن كلوب، وحسرة رويس، ودموع أوباميانج، بالإضافة إلى انهيار ماتس هوملس وفقدانه لأعصابه، وسقوط "الجرينتا" التي لطالما كان دورتموند روادها بعد المنتخب الألماني.
لم يعد ينفع الكلام، والندم أصبح من الماضي، ولا يمكن أن ينتشل دورتموند من القاع وإخراجه من النفق المظلم سوى استعادة الروح القتالية، في الوقت الذي بدأ لاعبوه يدخلون هذا النفق الأسود الواحد تلو الآخر. والخوف أصبح الهاجس الوحيد الذي يقتل أحلام اللاعبين الذين تعودوا على مصارعة الكبار في أوروبا وإحراجهم، لكنهم اليوم تائهون وحائرون ولا يعرفون كيفية العودة إلى النجومية التي صنعوها قبل عام من الآن.