دوجاريك: ترحيبنا بالإعلان الإماراتي الإسرائيلي لا يعني دعم الاحتلال

دوجاريك لـ"العربي الجديد": ترحيبنا بالإعلان الإماراتي الإسرائيلي لا يعني دعم الاحتلال

15 اغسطس 2020
دوجاريك: لم نعلم بالاتفاق إلا عند الإعلان عنه (Getty)
+ الخط -

صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، لـ"العربي الجديد"، بأن الأمم المتحدة رحبت بالإعلان الأميركي والإسرائيلي والإماراتي بخصوص التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات وإعلان وقف الضم، ولكن "لا يعني هذا أن الأمم المتحدة تدعم الاحتلال وسياساته". 

وجاءت تصريحات دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في نيويورك.

وردا على عدد من الأسئلة لـ"العربي الجديد" في الأمم المتحدة في نيويورك حول ترحيب الأمم المتحدة بالاتفاق، والحديث عن تأجيل خطط الضم، بحسب التصريحات الأميركية، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أنه ينوي المضي قدما في تلك الخطة، في الوقت الذي تستمر ممارسات دولة الاحتلال بمصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، وأنه "ألا يشكل هذا دعما للاحتلال وإن كان بشكل غير مباشر؟"، أجاب دوجاريك: "لا أتفق معك حول قراءتك لبياننا، فنحن لا ندعم الاحتلال ولا سياساته. ما قلناه هو أننا رحبنا بالبيان الذي صدر عن الرؤساء الثلاثة (يقصد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، وبالنسبة لنا إن تجميد الضم مهم جدا، وهو أمر طالبنا به بشكل مستمر". 

وأضاف: "لا أعتقد أنه يمكن اتهام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس بأنه يدعم الاحتلال"، موضحا أن الأمين العام "يتحدث، كما ممثله للمنطقة السيد (نيكولاي) ملادينوف، ومسؤولون آخرون في الأمم المتحدة، وبشكل دائم ضد خطط الضم، وأي خطوات أخرى أحادية الجانب، أو تلك التي تضع حل الدولتين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار، على المحك". 

وشدد قائلا: "ما ندعمه هو فرصة نرى أنها قد تؤدي إلى جمع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة لمفاوضات جدية وذات معنى. وهذه كانت وما زالت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما قاله مندوبه ملادينوف أمام مجلس الأمن في كل إحاطاته السابقة، بما فيها إحاطته الأخيرة". 

وأكد أن "الإعلان جاء يوم أمس، وعلينا أن نرى ما الذي سيحدث (على الأرض) حول التنفيذ. ولكن من المهم أن تركز الأطراف الثلاثة على التنفيذ وسنرى".

وردا على أسئلة إضافية حول أن الوقائع على الأرض، بما فيها تقارير الأمم المتحدة، تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة بتنفيذ مخططها، حيث أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن قوات الاحتلال جرحت، في الأيام العشرة الأولى من الشهر الحالي، قرابة مائة فلسطيني، من بينهم 15 طفلا، وسجلت أغلب تلك الحالات خلال تظاهرة في قرية ترمسعيا (رام الله) احتجاجًا على مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني.

كما أشارت "أوتشا" إلى أن الاحتلال قام بـ117 عملية تفتيش واعتقالات خلال الفترة نفسها التي يغطيها تقريرها، بالإضافة إلى أن التقرير يشير إلى هدم أو مصادرة 43 مبنًى في الضفة الغربية، بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، ونادرا ما تعطيها للفلسطينيين. كما أدى ذلك إلى تهجير 108 فلسطينيين وإلحاق الضرر بنحو 240 آخرين. 

 

وسئل دوجاريك، أيضا، عن السبب وراء تجاهل مكتب الأمين العام للأمم المتحدة لتلك الحقائق في بيانه وعدم إدلاء مكتبه بأي تصريحات تدين تلك الممارسات، وأخرى مشابهة مستمرة على الرغم من أن تلك الإحصائيات تصدر بشكل دوري عن منظمات الأمم المتحدة نفسها الموجودة على الأرض، فردّ "سنستمر في إصدار تقاريرنا الدورية، سواء تلك الصادرة عن (نيكولاي) ملادينوف أو "أوتشا" وغيرها، والتي تعتمد على الحقائق والحديث ضد أي انتهاكات نراها. موقفنا لم يتغير. كل ما في الأمر أننا نرى هذا الإعلان كفرصة، وسنرى كيف سيتم تنفيذها".

وأكد المتحدث الأممي أن الأمم المتحدة لم تكن طرفا في تلك المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، ولكن "كانت هناك اتصالات بين مسؤولين كبار في الأمم المتحدة وبين جميع الأطراف بعد الإعلان". وقال: "لم يعلم الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق قبل الإعلان". 

وأوضح أن الاتصالات التي قامت بها الأمم المتحدة بعد الإعلان شملت الطرف الفلسطيني.

ورفض المتحدث ذاته التعقيب على الموقف الفلسطيني من الإعلان، والذي استنكر ما قامت به الإمارات، واعتبر الخطوة خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.