دليل السيناريست الحزين للتعامل مع الممثلين (1/2)

دليل السيناريست الحزين للتعامل مع الممثلين (1/2)

17 سبتمبر 2019
+ الخط -
إياك أن تظن أن العلاقة المتوترة بين كاتب السيناريو والنجم السينمائي، قاصرة على بلادنا العربية التي تفرض ظروف السوق فيها، ألا يعلو صوت فوق صوت النجم في الغالبية الساحقة من الأفلام، فلن تجد فارقا كبيرا في شكل تلك العلاقة في السينما الأميركية، التي برغم تحكم مديري الأستديوهات السينمائية الكبرى في مجريات الأمور فيها، إلا أن النجم تظل له الكلمة العليا في كثير من الأحوال، وهو ما يفرز كثيرا من التوترات بين كاتب السيناريو والنجم، يحدثنا عنها كاتب السيناريو الشهير جو إيزسترهاس، والذي كنت قد عرضت من قبل لأجزاء من كتابه الناجح (دليل الشيطان إلى هوليوود) ترجمتها الزميلة شيماء خليل، وقمت بتحريرها، وأواصل ترجمة باقي فصول الكتاب، وأتمنى أن يرى النور قريباً بإذن الله.

في الأجزاء التي سبق نشرها من قبل، أسدى جو إيزسترهاس نصائح إلى كتاب السيناريو تتعلق بطريقة كتابة السيناريو وتسويقه، لكنه في كتابه، لم يتوقف عند البعد التقني في كتابة السيناريو، بل تطرق إلى كافة الجوانب العملية التي سيواجهها كتابة السيناريو خلال عمله، وعلى رأسها الطريقة التي يجب أن يتعامل بها مع المخرجين والممثلين، وفي الأجزاء التي سأنشرها اليوم وغداً، يواصل جو إيزسترهاس نصائحه لكتاب السيناريو في التعامل مع الممثلين وبخاصة النجوم منهم، وكما لعلك لاحظت من قبل تتخذ نصائح إيزسترهاس طابعا ساخرا يتضح بدءا من اختيار عناوين تتناقض مع الوقائع التي يرويها من واقع معايشته لأجواء هوليود، كما أن نصائحه لا تخلو أيضا من سعي لتصفية الحسابات بين جو ومن عمل معهم من قبل، سواءا كانوا قامات في كتابة السيناريو بحجم الكاتب الشهير ويليام جولدمان، أو نجوم سينما عمل معهم مثل النجم مايكل دوجلاس الذي لعب بطولة فيلمه الأكثر نجاحا (Basic Instinct)، ولم تكن تجربتهما مع بعض مريحة للإثنين، لكن نصائح جو تظل ممتعة ومفيدة أيضاً، لأنها تعطيك فكرة مهمة عن أجواء صناعة السينما في هوليوود، وتدفعك للمقارنة بأوضاع السينما في بلادنا العربية. تعالوا نقرأ هذه النصائح:


ـ لا تغازل النجوم: لا تفعل مثل وليام جولدمان الذي يقول عن صنعه لفيلم Marathon Man الذي شارك في بطولته لورانس أوليفييه: "تلك اللحظة، عندما سألني ممثل القرن إذا ما كنت أمانع تغييره لست كلمات فقط في حوار له، هي اللحظة الأكثر رسوخا وتميزا ذاكرتي في العمل السينمائي. فقد كان هذا لطفاً وتواضعاً منه."

ـ للممثلين حس اجتماعي يقظ: أثناء تصوير فيلم (فيفا فيلا) في المكسيك، تبول الممثل لي تراسي من شرفة حجرته بالفندق الذي كان يقيم فيه، على المكسيكيين الذين كانوا يمشون في مسيرات تحت شرفته، احتفالاً بعيد استقلالهم، ولتجنب كارثة في العلاقات الدولية، كان لابد من استبدال تراسي بأي شخص آخر.

ـ لا تنحني أمام النجوم: يقول وليام جولدمان "لا يلعب النجوم أدوار الأبطال، أعيد لايلعب النجوم أدوار الأبطال، بل يلعبون أدوار الآلهة. وإذا علمت أنهم متألقين وبارعين، فإن مهمتك ككاتب سينمائي، أن تنحني احتراماً لهم، لأنه في مقدورهم تدمير عملك بالكامل، بالفعل سيدمرونه كثيرا. ولكن تذكر أنك تصنع اسمك من خلالهم".

ـ لا تصدق ويليام، واستمع إلي جيدا: ها أنا مثال أمامك. ليس عليك الانحناء لأحد، كي تحقق تاريخا طويلا ومثمرا في مجال الكتابة السينمائية، سوف تواجه العديد من المشكلات والعوائق، وستحتاج دائما إلى غسول للفم في جيبك. ونحن نعلم جميعا أن ويليام غولدمان إعتاد أن يحمل معه زجاجات من عقار مضاد للإسهال.

ـ أيها الخنزير العجوز الحثالة: هانتر إس. تومبسون هو الكاتب الوحيد فيمن أعرفهم من الكتّاب الذي يستطيع أن يصنع مناصرين و معجبين من النجوم السينمائيين. فقد كان جوني ديب ينام في غرفة صغيرة في بدروم منزل هانتر مليئة بالعناكب البنية اللون. كما كان كل من النجوم شين بين وجود لو وبينيسيو ديل تورو أصدقاء لهانتر، وحاولوا أن يسعدوه عندما كان مكتئبا فقاموا بقراءة بعض من كتاباته أمامه. وعندما سألت هانتر ذات مرة كيف أصبح النجوم أصدقاء وحواريين له قال: "إنهم ممثلون، ولقد أريتهم بنادقي و مسدساتي. وسمحت لهم أن يلعبوا بها، والممثلون يحبون اللعب بالبنادق".

ـ خذيها حكمة: لا تتزوجي ممثلاً: تقول الممثلة الشهيرة مجرية الأصل زازا جابور: "عندما تتزوجين ممثلا، ستشعرين بأنك لا شيء، فأنت بالنسبة له مجرد كومبارس. فعينا الممثل لا تريان إلا نفسه، في حال زواجك منه سيكون هناك ذلك المثلث اللعين الذي يتألف منك و منه ومن الناس، فتكونين أنت والجمهور كامرأتين غارقتين في حبه بجنون. ربما يكون السبب وراء الأنانية التي تكتنف الممثلين، هو أنهم لا يشعرون بالأمان من الداخل تماما كالصبية الصغار. وهناك مقولة شهيرة تقول إن الممثلة أكثر من كونها امرأة، و الممثل أقل من كونه رجلا".


ـ من فضلك يا ويليام، أنت تحرجني: يقول كاتب السيناريو وليام جولدمان: "لقد عملت مع روبرت ريدفورد وبيتي ديفيز التي جلست معها في إحدى الغرف لنعمل سويا، إنهما ذكيان و يتحمسان لكل عمل يقومون به ، وكذلك فإن مايكل دوجلاس مثلهما؛ حيث يفعل معي شيئا لا يفعله غيره من الممثلين، فهو يقضي الكثير من الوقت في قراءة السيناريو منهمكا فيه، بينما لا يفعل الممثلين الآخرين هذا فهم وبكل بساطة مشغولون. لكن مع مايكل دوجلاس يختلف الأمر كثيرا؛ فهو يقضي أياما بالمعنى الحرفي للكلمة مغلقا عليه باب غرفته برفقتي، ورفقة المخرج ستيفين هوبكنز الذي قام بعمل فيلم رائع."

عزيزي بيل! ـ إسم الدلع لويليام والمقصود هنا السخرية طبعا ـ أعلم أنك تفكر في العمل القادم، ولكن لايجب أن تكون محبطا لعدم حصولك على عمل جديد، أليس كذلك؟ هل كنت حقا برفقة بيتي في أحد الغرف؟ أحمدك يارب! هل روبرت وبيتي ومايكل حقا "أذكياء" و"متحمسون لكل عمل يقومون به" و"رائعون"؟، أليس في الأمر مزحة؟ أنا عن نفسي من خلال تعاملي مع مايكل دوجلاس، أراه لا يتمتع بالذكاء بل إنه في بعض الأوقات يكون مغفلا.

لقد كان مايكل دوجلاس يريد تغيير نهاية فيلم غريزة اساسية، لأنها نهاية غير "منقذة" للبطل، مشدداً على أنه نجم الفيلم، وأن البطلة تغيظه طول الفيلم، لقد كان دوجلاس يريد أن ينتهي الفيلم به وهو يطلق النار على شارون ستون، حتى عندما عرض الفيلم ولاقى نجاحا باهرا، ظل يتساءل عن عدم وجود الإنقاذ بالفيلم. وإذا كان دوجلاس يتسم بالذكاء الحاد كما يقول ويليام غولدمان، فلماذا لا يفهم ان ليس كل عمل سينمائي ينتهي بالإنقاذ خاصة حين ينتمي الفيلم إلى نوع الـ Film Noir، ففي هذا النوع يظل الغموض أكثر قدرة على إثارة اهتمام المشاهد من إنقاذ البطل، كما أن تلك النهاية تشكل طريقة للحد من أنانية النجم. (استخدم بعض النقاد العرب ترجمة "الفيلم الأسود" لمصطلح الـ Film Noir وهي ترجمة لا تحيل إلى اللون نفسه، بقدر ما تحيل إلى الطابع المقبض أو المظلم لذلك النوع من أفلام الجريمة، الذي يقدم ـ حسب تعريفات أخرى ـ رؤية عدمية للأحداث أبعد مع فكرة كشف اللغز أو معرفة من القاتل، كما يتماس بشكل أو بآخر مع الدوافع الجنسية لأبطال الفيلم، والكلام في ذلك شرحه يطول).

ـ تريد تذاكر مسرح ؟: يقول وكيل الأعمال السينمائية سوفت لازار إن الممثل جاكوب ادلر قام بغواية إحدى الممثلات، لمضاجعته مقابل مبلغ من المال. فقالت له "ولكني أريد خبزاً يا سيد أدلر"، فرد قائلاً "إذا كنت تريدين خبزا ضاجعي الخباز. وإذا كنتي تريدين تذاكر مسرح ضاجعي ممثلا".

ـ هذا يعني أن روبرت ماكي ممثل عظيم: يقول كاتب السيناريو و الروائي ترومان كابوتي: "كلما كان الممثل غبيا كلما كان أفضل"، ويوافقه المخرج ويليام فريدكين الرأي بقوله: "أُفضِّل العمل مع جذوع الشجر المقطوعة عن العمل مع الممثلين". كان فريدكين قد صفع الممثلة إنجي إيفرهارد حتى يجعلها تدخل في الإطار العقلي الصحيح لشخصيتها في فيلم Jade، كما صفع مجموعة من أبطال فيلمه الشهير (طارد الأرواح the Exorcist).


يوافق المخرج مايك نيكولز أيضا على هذا؛ فعندما سُئل عن عدد الممثلين الأذكياء الذين يعرفهم، رد قائلا: "أعرف ممثلا واحدا ذكيا، و آخرنصف ذكي، فأما الذكي فهو أنتوني بيركينز و أما النصف ذكي فهو ريتشارد بيرتون.". بالمناسبة كانت بربارا كينجلاند على علاقة بريتشارد بيرتون وهي في الثلاثين من عمرها، وكانت طول الوقت منبهرة بالأقوال الحكيمة التي كان يذكرها لها دائما، و عندما تقدم العمر بها وجدت هذه الأقوال في كتاب يضم أشهر الحكم المقتبسة عن آخرين.

ـ من الممكن أن يصبح الممثلون أذكياء: اتصلت بي الممثلة دبيرا وينجر في منتصف الليل من كاليفورنيا من موقع تصوير Betrayed وكنت وقتها في كندا وأخبرتني ان لديها فكرة فيلم، فاستمعت لها، ثم سألتها لماذا تخلو فكرتها من الالهام والروح. واستمعت إلي هي أيضا، ثم قالت "أنت على حق، عليك اللعنة! " وأنهت المكالمة.

ـ الممثل المتقمص: هو الممثل الذي لا يخرج أبدا من الدور، وفائز محتمل بالأوسكار، ومحتال فضلا عن كونه مزعج جدا.

ـ ولكن الممثلين ليسوا عباقرة: رفض الممثل مونتجمري كليفت الدور الذي لعبه مارلون براندو في فيلم On Water Front الذي أطلق نجومية براندو، ورفض دور وليام هولدن في فيلم Sunset Boulevard ورفض دور بول نيومان في Somebody Up There Likes Me ورفض دور جيمس دين في East of Eden.

ـ الممثلون بشر وغير واثقين بأنفسهم أيضاً: إذا قال الممثل "إن شخصيتي لا تتقبل القيام بهذا الدور" فهذا يعني عادة أنه خائف من تمثيل هذا المشهد؛ يقول جيم كاري "عندما تدور الكاميرا أكون وغدا محبطا".

ـ والممثلون خُرس: لعديد من السنوات، ظل روبرت دي نيرو وهو الممثل المتألق على الشاشة لا يستطيع أن يتلفظ بكلمتين بنفسه؛ فقد كان يجلس بعيدا دون أن يتحدث منغمسا في آخر شخصية لعب أداءها على الشاشة، فيصبح تائها دون كلمات النص على نحو بائس وفاجع ومثير للشفقة.

ـ الممثلون ليسوا مزيفين: عندما كانت في منتصف الاربعينيات، تبنت الممثلة شارون ستون امرأة على أنها جدتها، وفعلت ذلك بشكل قانوني، كانت هذه المرأة زوجة واحد من أغنى أغنياء نيويورك.

ـ الممثلون حساسون: ذكرت شارون ستون للصحافة الإنجليزية أنها تأذت أثناء تمثيل مشاهد القتل في فيلم (Basic Instinct)، وقالت إنها طلبت أن يكون المسعفون بالقرب منها وهي تصور هذه المشاهد، مشترطة أن يكون معهم أنبوبة أكسجين و قناعاً في حالة إغماءها من الانفعال والتوتر، كل هذا لم يحدث؛ فقد كانت شارون تؤدي مشاهد القتل في الفيلم بكفاءة تامة وبلا رحمة تماما، كما كانت في المشاهد الجنسية بالضبط.


ـ الممثلون حساسون جدا: ذهبت شارون ستون إلى المصور السينمائي لفيلم (Basic Instinct) ومعها مسدس وصوبته نحو وجهه قائلة: "اذا رأيتُ ذرة ترهلات في جسدي على الشاشة، فستكون في عداد الموتى أيها الوغد."

ـ يمكنك أيضا أن تصنع وحشا: تقول شارون ستون: " للأسف يقف الأشخاص الذين رأوا فيلم غريزة أساسية، على بعد خطوتين مني ويتحدثون إليّ بنبرة حذرة، لكن لايمكنهم التعالي علي في جميع الاحوال."

ـ كن حذرا من الشروط: وضعت شارون ستون شرطاً في عقدها في فيلم Diabolique ينص على ألا تقوم بأداء أي مشهد فيه تعري.

ـ ها هما دولاران: قالت شارون ستون للممثلة كاري فيشر: "أفكر دائما أنني إذا حصلت على رقم 900 ـ رقم الفوز في اليانصيب ـ وذهبت لكل من قال أنه مارس الجنس معي، أو قال أنه يعرف أشخاصا مارسوه معي، ودفعت دولارين عن كل شخص يدعي ذلك، فسأفلس وأعتزل للابد.

ـ قد تكون فكرة غير جيدة أن تضاجع سيدة مهمة: يقول الممثل جيمس وودز للممثلة شارون ستون: "خذي بالك يا شارون، لا يستطيع أحدهم الإنتظار حتى يحصل عليكِ فإذا نال مايريد، تبدأ المشكلات الكبيرة في الظهور مرة أخرى."

ـ يتحلى بعض الممثلين بالشجاعة: عندما انتقدت الجماعات النسوية في كل مكان فيلم (Basic Instinct) بعد عرضه، ذكرت الممثلة ديمي مور التي كانت قد عرض عليها دور شارون ستون للصحافة، أنها متضايقة من نفسها لأنها رفضت هذا الدور. وقالت بأنها أُعجبت بمشهد إستجواب رجال الشرطة لكاثرين تراميل حيث ترى ديمي مور إنه "أفضل مشهد لتمكين المرأة في تاريخ السينما".

ـ الممثلون مجانين: نصت عقود مارلون براندو لعدة سنوات على إمكانية تركه لموقع التصوير في منتصف اليوم لرؤية مستشاره النفسي.

ـ الممثلون لا يمكنهم الكتابة: كُتب فيلم (Hudson Hawk) والذي يعتبر أحد أكبر كوارث هذا العصر السينمائية، بمساعدة النجم بروس ويليس ككاتب مساعد، كما قام أيضا بالمشاركة في كتابة أغنية المقدمة والتى فشلت أيضا.

ـ احذر ان تقترح شيئاً على الممثلين: فقد صاح جورج سكوت في كاتب السيناريو بادي تشيافيسكي، عندما أراد بادي أن يقترح على جورج كيف يمكن أن يمثل الدور قائلا : "إن دورك هو أن تقوم بكتابتك اللعينة تلك! و أقوم أنا بالتمثيل".

ـ يفعل الممثلون أي شيء ليفسدوا ظهور بعضهم البعض على المسرح: اعتاد الممثل الشهير زيرو موستيل على أكل طبق من الفول والبصل قبل العرض الأول للمسرحية التي كان يمثل بها، وذلك حتى يتمكن من اصدار رائحة من شأنها ان تشتت الممثلين الآخرين الموجودين على المسرح.

ـ يمكن أن يكون الممثلون رخيصين: فقد أخذ ممثلان عملت معهما، وهما ريان أونيل وماكسيميليان شيل جميع الملابس التي ارتدوها في الفيلم الذي انتهوا لتوهم من تصويره . غادر أونيل موقع التصوير بسرعة كبيرة آخذا معه سترته "الأرمانّي" والتي كان يجب أن يُطارد في جميع أرجاء المدينة لإعادتها فوراً، فقد كان المخرج آرثر هيلر يريد أن يصور مشهدا آخر بها.

ـ قد يكون الممثلون نزقين: وهذا يكون حقيقيا جدا بالذات في اماكن التصوير، حيث يتناولون الكثير من العقاقير المدرة للبول، والتي تجعلهم يذهبون إلى المرحاض ثلاث مرات في الساعة الواحدة ( وهذا أمر يجعل أي شخص في حالة من النزق أو سرعة الغضب). فهم يتناولون تلك العقاقير ليظهروا بمظهر نحيف أمام الكاميرا. فبعض الممثلين أمثال جيف بريدجز ومايكل دوجلاس يزداد وزنهم أكثر من 20 رطلاً في الفترات التي لا يعملون بها بين الأفلام، ولذلك فهم يتبعون رجيما قاسيا قبل تصوير أي عمل، فيكون عليهم ان يتناولوا تلك الحبوب المدرة للبول أثناء التصوير.

ـ قد يكون الممثلون تنافسيين أكثر من اللازم أحيانا: شاهدت أنّا مانياني زميلتها مارلين مونرو وهي تتسلم جائزة من وزارة الصناعة الإيطالية فصاحت وهي تجلس بين الجمهور: "يا عاهرة" .

ـ يقلق الممثل بشدة حيال التجاعيد: عندما توفيت مارلين مونرو ذكر مصمم أزيائها و أحد اقرب أصدقائها سيدني جايلاروف: "إنني سعيد أن مارلين توفيت وهي لا تزال شابة فلم تكن لتستطيع أن تتحمل رؤية تجعيدة واحدة على وجهها. فقد كان جمالها بالنسبة لها هو كل ما تمتلكه في هذه الحياة."

ـ حكاية هوليودية، لكنها حقيقية: كان الدكتور هانج نجور يعمل طبيبا لأمراض النساء في كامبوديا، وعندما استولى الشيوعيون على السلطة وتولوا الحكومة، تم الزج به وبزوجته بأحد معسكرات الإعتقال، حيث تم صلب هانج في هذا المعسكر وقطع جزء من خنصر يده اليمنى، وضُربت امرأته التي كانت حاملا بطفله حتى الموت، هرب هانج بعد ذلك إلى أحد معسكرات اللاجئين، وقابله المخرج رونالد جوفي وطلب منه أن يلعب دورا هاما في فيلمه (حقول القتل The killing fields)، وافق هانج على هذا الدور فقط لأنه كان قد وعد زوجته أنه سيكون أفضل من يخبر العالم عن العذاب والرعب الذي حدث في كامبوديا. وقد حاز هانج على جائزة أوسكار تقديرا لأدائه في الفيلم، وكان أول ممثل غير محترف يحصل على جائزة أوسكار منذ خمسين عاما. ولعب هانج عدة ادوار في افلام ومسلسلات بعد ذلك لكنه قضى معظم وقته منشغلا ومهموما ببذل جهود لنجدة كامبوديا مما حل بها. وفي فبراير 1996 ،عندما كان هانج واقفا في مدخل شقته في لوس انجلوس تعرض لطلق ناري أودى بحياته من قبل ثلاثة شباب كانوا أعضاء في عصابة "أورينتال لازي بويز ستريت"، وكانوا يحاولون سرقة دكتور هانج نجور. ولكنه قاومهم فلم يرد أن يعطيهم القلادة التي كانت حول رقبته والتي كانت تحتوي على صورة لزوجته المتوفاة .

ـ إذا ذكر الممثل كلمات جميلة فمن الأفضل لك ان تكون مقتنعا أنها من إرتجاله: أُعجبت أنا والمخرج ريتشارد ماركاند بأداء روبرت لوجيا في دوره في فيلم " jagged edge" فلقد كان الأفضل بين الممثلين، حيث أدى دوره كاملا، دون أن يسأل سؤالا واحدا عن دوافع الشخصية التي يقوم بتمثيلها، ولم يقم أبدا بالارتجال ولا الخروج عن النص. ولكن عندما أصبح روبرت لوجيا نجما مشهورا، أخبر كل المحاورين الذين أجروا معه أحاديث صحفية، أنه ارتجل معظم أدواره. ولكنه توقف عن فعل ذلك عندما هدده ريتشارد بانه إذا ذكر ذلك مرة أخرى فإنه سيخبر الصحافة أن لوجيا ليس الا كاذب حقير. وعندما حصل روبرت لوجيا على ترشيح لجائزة الأوسكار عن دوره في " jagged edge " لم يوجه شكراً لي ولا لريتشارد.

ـ في البدء كانت الكلمة: عندما حصل الممثل كريس كوبر على جائزة أوسكار عن دوره في فيلم (Adaptation ) قال في كلمته: " لقد حاولت أمس أن أقول مزحة في بداية خطابي. فأنا رجل يحتاج دائما إلى نص يتبعه. فلا أستطيع ان أتحدث خارج النص وأكون لبقا وذكيا في الوقت نفسه". وذات مرة قال الممثل جون سي. ريلي صاحب الأدوار المهمة في أفلام مثل (شيكاغو، جانجز أوف نيويورك) : "أنا لا أعرف من أكون حتى تخبرني أنت من أكون، أو من تريدني أن أكون، فأنا لا زلت أبحث عن معرفة كينونتي. فهل تعرف أنت من أكون ؟".

ـ يرجع الامر في بعض الأحيان اليك لإقناع الممثل بقبول الدور: يصف المخرج فيلب نويس مخرج فيلم (Silver) لقاءً عقدناه أنا وهو مع شارون ستون محاولين إقناعها بقبول دور كارلي نوريس في (Silver) قائلا: "في الحقيقة لقد توقفت عن الكلام في المناسبة التي كانت تتسم الى حد ما بالتوتر، عندما سمعت شارون تسأل عما إذا كان جو إيزسترهاس يريد أن يحظى بجلسة تدليك،ولم يكن السبب وراء توقفي عن الكلام هو إثارتي جنسيا جراء رؤيتي لرجل في الخماسين من عمره مستلقياً على الأرض يئن من تدليك شارون له. لقد توقفت عن الكلام ببساطة لأن جو كان مضحكا بشكل غريب في الصوت الذي يصدره، حتى بدا أنه من السخف أن أستمر في الحديث محاولا إقناع شارون ستون بقبول الدور مع ما يحدث، فتوقفت عن الكلام تاركا إياهم يستمتعون بجلسة التدليك تلك على الأرض. وبعد أن انتهت شارون من تدليكها لجو وافقت على أن تمثل دور كارلي".

ـ إذا كان لديك أصدقاء ممثلون فحاول ان تقنعهم بقراءة نصك بشكل ودي بعد أن تنتهي منه: قال الكاتب السينمائي نيكولاس كازان: "إن القراءة لا تصدّق دائماً على وجهات نظر الكاتب، وهذا هو سر جمالها، فهي تستعرض النص وغالبا ما تكشف عن بعض المشاكل الموجودة به."

ـ أنت لا تريد أن يصبح إدوارد نورتون نجما في فيلمك: لقد كان إدوارد مشمئزا جدا من قلة جودة النصوص السينمائية التي كان يحصل عليها، لدرجة أنه أخذ دورة في كتابة السيناريو لدى روبرت ماكي، وللأسف هو الأن يعيد كتابة جميع النصوص التي يوافق على التمثيل فيها، وبما أنه نجم فإن المخرجين والمديرين التنفيذيين لشركات الإنتاج، يحاولون دائما تملقه وإقناعه بأن يقبل أدوار البطولة في أفلامهم، و يتركونه يعبث في سيناريو الفيلم كما يحلو له .

.....

(نكمل غدا بإذن الله).
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.