وقال بيان لهذه الفعاليات، اليوم الأربعاء: "إنه نظراً لما تمر به الأوضاع في إدلب من تطورات متسارعة ومخاطر تهدد أكثر من 4 ملايين إنسان، وفي ظل الفشل الذريع الذي منيت به حكومة الطرف الواحد (الإنقاذ) و(الحكومة المؤقتة) في تقديم أي خدمات للمدنيين أو تحسين الوضع المعيشي، وعمليات الإقصاء والتسلط والتضييق على الفعاليات الشعبية والمنظمات والمجالس المحلية، واحتكار العمل المدني لأكثر من عام من "الإنقاذ"، بات لزاماً اليوم السعي لتشكيل كيان مدني جامع لكل الفعاليات المدنية في المنطقة المحررة، دون أي إقصاء أو تمييز".
واشترط البيان "أن تتسلم النخب الثورية والكفاءات مواقعها للنهوض بالشأن المدني في عموم المنطقة، وتساعد على إعادة الحياة تدريجياً للمنطقة بعد التوصل لاتفاق لتجنيب المنطقة كوارث الحرب في سوتشي".
وطالب "جميع المكونات العسكرية في المنطقة بعدم التدخل في الشأن المدني، وإبعاد التجاذبات الفصائلية عن المؤسسات المدنية من أجل الوصول إلى واقع مدني شامل يحقق الازدهار والتطور، وإعادة الحياة للمنطقة بعد سنين من التشتت والضياع".
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر الفصائل العاملة ضمن المنطقة المزمع نزع السلاح عنها في محيط إدلب ما زالوا في أماكنهم، وذلك بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، التي قال فيها إن المجموعات المتطرفة بدأت في الانسحاب من المنطقة العازلة.
ونقل المرصد عمن وصفهم بـ" نشطاء" قولهم إن المناطق المذكورة لم تشهد خلال الأيام الأخيرة أي عمليات انسحاب معلنة إلى الآن من الفصائل "المتشددة" أو "هيئة تحرير الشام" أو الفصائل الأخرى، التي تسيطر الفصائل المتطرفة على نحو 70% منها.
وفي إطار الفوضى الأمنية التي تعيشها محافظة إدلب، اختطف مجهولون مجموعة من عناصر المعارضة تتبع لفصيل "جيش الأحرار" قرب قرية قميناس بريف إدلب، دون أن يعرف مصيرهم.
كما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت سيارة من نوع "بيك آب" بالقرب من البريد في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي دون ورود أنباء عن إصابات، فيما عثر على جثمان شاب مقتولاً بطلق ناري في الرأس في منزله في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، وأكدت مصادر طبية أن الشاب فارق الحياة منذ نحو يوم ونصف، فيما لا تزال أسباب وظروف مقتله مجهولة.
في غضون ذلك قصفت قوات النظام السوري، اليوم، بالمدفعية قريتي الأربعين وأبو رعيدة الواقعتين في الريف الشمالي لحماة، ما أسفر عن إصابة رجل وامرأة.
وقالت مصادر النظام السوري إن القصف على اللطامنة استهدف إحباط محاولة تسلل لمجموعة مسلحة من المعارضة باتجاه إحدى نقاطه العسكرية، مشيرة أن الضربات أسفرت عن "إحباط التسلل بعد مقتل وإصابة العديد من المتسللين وفرار من بقي منهم إلى داخل بلدة اللطامنة".
ويأتي القصف على البلدة بعد يومين من عودة مئات العوائل لمدينة اللطامنة بعد نزوحهم منها، في ظل الهدوء النسبي الذي رافق الاتفاق التركي – الروسي حول محافظة إدلب المجاورة.
كما أعلنت مصادر النظام استهداف منطقة جزرايا جنوب حلب برمايات مدفعية، وذلك بعد سقوط قذائف مجهولة المصدر على حي حلب الجديدة، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص.
اشتباكات وتظاهرات واعتقالات شرقي الفرات
من جانب آخر، تتواصل الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "داعش" في محيط منطقة الشجلة ومحور بلدة السوسة، ضمن الجيب الأخير للتنظيم شرقي نهر الفرات بريف محافظة دير الزور.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات تترافق مع قصف متبادل على محاور القتال، ومع تحليق مستمر لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، وذلك بعد غارات شنها الطيران خلال ساعات الليلة الفائتة، في منطقة موزان القريبة من بلدة السوسة، ما تسبب بمقتل نحو 6 من عناصر "داعش" وفق هذه المصادر.
وفي إطار الأجواء المشحونة بين عناصر "قسد" والأهالي في عموم المنطقة الشرقية، تظاهر أهالي قرية الجيعة بريف دير الزور الشمالي الغربي، وأشعلوا الإطارات على خلفية قيام "قسد" بقتل أحد المدنيين في المنطقة، بحسب مصادر محلية.
واعتقلت قوات "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية ليل الثلاثاء - الأربعاء، 13 شابا في مدينة الرقة شاركوا بمسيرتين مؤيدتين للنظام السوري، تلى ذلك هجوم على حاجزين للأسايش في المدينة.
من جهة أخرى، تواصل قوات الشرطة العسكرية التابعة لـ "قسد" شن حملات اعتقالات في مدن وبلدات بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور، بالتزامن مع اعتقالات في ريف حلب الشمالي الشرقي، لاقتياد الشبان إلى الخدمة العسكرية ضمن صفوف هذه القوات، وذلك بالتزامن مع تخريج دورة عسكرية جديدة مؤلفة من 3 أفواج عسكرية ضمت ألف مقاتل من المنحدرين من محافظة الرقة.