دراما سِيَر الفنانين: النقاش يتجدد

دراما سِيَر الفنانين: النقاش يتجدد

02 يوليو 2020
واجهت كارول سماحة في مسلسل "الشحرورة" انتقادات كثيرة (فيسبوك)
+ الخط -

تبقى مسلسلات سير الفنانين في العالم العربي محط اختلاف واضح بين مؤيد ومعارض. أحياناً يكون الرفض صادراً عن الفنانين أنفسهم بتوصية ورفض تام لتناول حياتهم الخاصة في صيغة مسلسل. قبل سنوات، رحلت الفنانة القديرة وردة الجزائرية (1939 - 2012)، وحاول عدد من الكتاب والمنتجين بعد ذلك إتمام أو تقديم مسلسل يروي سيرتها الذاتية على غرار ما شهدته الشاشة الفضية لسنوات من أعمال مُشابهة. لكن، في ما يتعلق بسيرة حياة وردة الجزائرية، جاء الرفض بشكل نهائي من قبل نجلها رياض القسري، لأسباب كثيرة، منها قرار وردة نفسها وتصريحها الشهير بأنها ترفض رفضاً قاطعاً تقديم مذكراتها في مسلسل. وكانت وردة تريد الحفاظ على الخصوصية، ولم تبخل في سنواتها الأخيرة التي سبقت رحيلها بالبوح بتفاصيل عن حياتها، وزيجاتها، وولديها، وتعاونها مع الموسيقي الراحل بليغ حمدي، بعد زواجهما، وحتى حكاية طلاقهما.

ولم تتردد وردة في الإدلاء باعترافات خاصة جداً بالتفصيل، كشائعة أنها لم تكن تريد الإنجاب من بليغ حمدي، وقالت إنها حملت خمس مرات لكن القدر لم يمهلها لبقاء الأجنة. قد تكون وردة الجزائرية، بما حفلت به حياتها الخاصة، تستحق أن تنقل سيرة حياتها وتفاصيل دقيقة منها للناس، لكنها لم تكن ترحب بذلك، لأسباب قد يراها البعض من منظار أو يفسرها وفق أهوائه الخاصة، فيظلم الفنان حتى في مماته.

تختلف وجهات النظر بين فنان وآخر في رواية قصة حياته، البعض يعتبرها عبرة لجيل أو لجمهور يسعى إلى معرفة أدق التفاصيل عن حياة المشاهير. الفنانة الراحلة صباح، روت مذكراتها بداية في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت لا تزال في أوج عطائها. تحدثت صباح يومها لإذاعة صوت الوطن اللبنانية، وروت تفاصيل مثيرة عن سيرة حياتها، حتى قررت شركة الصبّاح تقديم مسلسل خاص بها (الشحرورة إنتاج 2011، إخراج أحمد شفيق)، وكانت لا تزال على قيد الحياة، وافقت صباح على المبدأ، لكن النتيجة لم تأت لصالح الشحرورة؛ فالسيرة الذاتية أخفت جوانب من تفاصيل كثيرة اعترفت بها صباح نفسها في مقابلات تلفزيونية وصحافية، وخرجت بقالب تجميل اصطناعي. وكذلك دخلت كارول سماحة في نفق المقارنة. ورغم حسن أدائها، لم يشعر المتابعون أنهم يشاهدون صباح، على عكس زميلتها صابرين التي قدمت سيرة حياة أم كلثوم واستطاعت أن تؤثر بقدرتها وطواعيتها للبس الدور في المشاهد، ولا يزال مسلسل "كوكب الشرق" يعتبر واحداً من أفضل الأعمال التي قدمت سيراً ذاتية للفنانين.

 

بعد أسابيع قليلة من طرح فكرة تقديم مسلسل يروي سيرة حياة الممثل المصري الراحل أحمد زكي (1949 - 2005)، ثمة أسئلة يجب أن تطرح مع تصاعد الانتقادات الخاصة بهذا العمل. السؤال الأكثر إلحاحًا هو هل تستحق حياة الممثل أحمد زكي مسلسلاً مؤلفاً من 30 حلقة؟ خصوصاً أن وفاته كانت في العقد الخامس من عمره، وبالتالي يصعب على الكاتب، ولو كان صديقاً للفنان الراحل أو مقرباً منه، الإلمام بتفاصيل ربما لا تهم الجمهور الذي كان يرى في أحمد زكي شخصية حيّة، بعيدة عن الأضواء، يعمل بجد ونشاط وحرفية عالية، وهو حال معظم المبدعين الذين يضعون حياتهم الخاصة في مكان، وعملهم في الفن في مكان آخر

المساهمون