دراسة ترصد صلة محتملة بين تلوث الهواء والزهايمر

دراسة ترصد صلة محتملة بين تلوث الهواء والزهايمر

19 سبتمبر 2016
التلوث يؤثر على نسيج المخ البشري (مارفين ريسنوس/ Getty)
+ الخط -

وجد مشروع بحثي بريطاني مكسيكي مشترك صلة محتملة بين تلوث الهواء والإصابة بمرض الزهايمر بعد إجراء دراسات مفصلة لنسيج المخ.

ودرست باربرا ماهر، التي شاركت في وضع الدراسة التي نشرت في دورية (بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز)، وهي أستاذة في جامعة لانكستر، وزملاؤها في فريق البحث نسيج المخ لعينة من 37 شخصاً يعيشون في مكسيكو سيتي أو مانشستر، وهما بؤرتان لتلوث الهواء.

ومن خلال الاستعانة بالتحليل المجهري والتحليل الطيفي، وجد الفريق جزيئات ممغنطة صغيرة من جراء تلوث الهواء مستقرة في أمخاخ أفراد العينة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف ذلك.

وقالت ماهر لوكالة "رويترز"، إن "أول ما فعلناه هو أننا حللنا قطاعات رقيقة للغاية من النسيج باستخدام مجهر إلكتروني بدرجة وضوح عالية في جلاسجو. تمكنا من فحص هذه القطاعات الرقيقة لتحديد ما إذا كانت هذه الجزيئات موجودة في الخلايا وشكلها وحجمها وحجم توزيعها، وأجرينا تحليلاً كميائياً لمعرفة ما إذا كانت هذه الجزيئات من الحديد الأسود".



والحديد الأسود معدن عالي المغناطيسية وسام، يساعد في إنتاج أنواع الأوكسجين التفاعلية (بما في ذلك الجذور الحرة) في المخ البشري. ولطالما ارتبطت هذه بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.

وأوضح تحليل مفصل لأكثر ست عينات من نسيج المخ احتواء على الحديد الأسود، أن أغلبية الجزيئات كروية، وهو ما يميزها عن جزيئات الحديد ذات الزوايا التي يعتقد العلماء أنها تتكون بصورة طبيعية في المخ. 

وتشير أحجام الجزيئات التي يتراوح قطرها بين خمسة نانومترات و150 نانومتراً إلى أنها تشكلت في درجة حرارة مرتفعة، ويقدر فريق الدراسة، أن مصدرها الصناعة أو محركات المركبات، خاصة التي تعمل بوقود الديزل أو الحرائق.

ويمكن أن تدخل الجزيئات دون 200 نانومتر المخ مباشرة من خلال عصب الشم بعد استنشاق الهواء الملوث عن طريق الأنف.

ولا يزعم الباحثون اكتشاف صلة محددة بين الجزيئات والزهايمر، لكنهم يعتقدون، أنه يجب أن تكون الصلة المحتملة أولوية للأبحاث المستقبلية.

وقالت ماهر "إذا كانت جزيئات الحديد الأسود الناتجة عن التلوث لها صلة محتملة بهذا المرض العصبي التنكسي، فإن هذا يدعو أولاً إلى محاولة الأفراد تقليل تعرضهم له، وثانياً محاولة صناع القرار السياسي القيام بتحرك من أجل خفض العبء الصحي. ربما يكون الزهايمر وباء حديثاً من صنعنا".

وتم أخذ عينات نسيج المخ من 37 شخصاً تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و92 عاماً. وتعاونت ماهر في الدراسة مع زملاء من جامعات أوكسفورد ومانشستر ومونتانا وجلاسجو، بالإضافة إلى الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.

ووفقاً لموقع الزهايمر "دوت نت" على الإنترنت، فإن 44 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من نوع من الخرف، لكن الزهايمر أكثرها شيوعاً.

 (رويترز)

دلالات

المساهمون