دراسة:المكتئبون قد يرتكبون جرائم أكثر من غيرهم

دراسة:المكتئبون قد يرتكبون جرائم أكثر من غيرهم

26 فبراير 2015
الميل نحو العنف قد يزيد لدى المكتئبين(GETTY)
+ الخط -



ذكر خبراء في مجال الطب النفسي، أمس الأربعاء، بإن الذين تشخص حالاتهم على أنهم مصابون بالاكتئاب، من المرجح أن يقدموا على ارتكاب الجرائم العنيفة، كالسطو ومخالفات الاعتداء الجنسي والتعدي على الآخرين بواقع ثلاث مرات أكثر من غير المصابين به.

إلا أن العلماء أكدوا في دراسة تستند إلى مناظرة حالات 47 ألف شخص، أنه في الأغلب الأعم من حالات الاكتئاب يتعين عدم وصم المرضى، إما بأنهم مجرمون وإما بأنهم يجنحون للعنف.

وأوضح سينا فاضل الذي أشرف على الدراسة في قسم الطب النفسي في جامعة أكسفورد "من أهم النتائج هي أن السواد الأعظم من مرضى الاكتئاب غير مدانين بجرائم عنيفة، وأن المعدلات دون تلك الخاصة بأمراض انفصام الشخصية وذهان الهوس الاكتئابي، وهي، أيضاً، أقل كثيراً من إدمان الكحوليات أو المخدرات".

والاكتئاب واحد من أشيع صور المرض العقلي، ويعاني منه 350 مليون شخص في العالم. ويتضمن العلاج عادة، إما العلاج بالعقاقير وإما من خلال الطب النفسي أو كليهما.

ورأى أندريا شيبرياني، وهو باحث إكلينيكي واستشاري في الطب النفسي في أكسفورد لم يشارك في هذه الدراسة بصورة مباشرة، إن النتائج أوضحت مدى أهمية التحدث مباشرة إلى مرضى الاكتئاب عن كيف يمكن أن تكون الأفكار العنيفة والمسلك العنيف جزءاً من مرضهم.

وقال للصحافيين: "مما يبعث على الارتياح لدى المرضى التحدث عما يعانون منه. إنهم يرتاحون عندما يعرفون أن هناك مخرجاً وأن المرض قابل للعلاج".

وتابع فريق فاضل -الذي نشرت نتائج دراسته في دورية (لانسيت) للطب النفسي- السجلات الطبية والسوابق الجنائية لعدد 47158 شخصاً في السويد، ممن شخصت حالاتهم بالاكتئاب وقورنت الحالات مع 898454 شخصاً، ممن لا يعانون منه مع الأخذ في الاعتبار عوامل السن والنوع. وفي فترة وصلت في المتوسط إلى ثلاث سنوات، وجدوا أن مرضى الاكتئاب لديهم مخاطر أكبر تتعلق بإيذاء النفس والغير.

وعندما تركز البحث على عوامل أخرى مثل التاريخ السابق في مجال العنف أو إيذاء النفس أو المرض الذهني أو الضرر المادي -وهي أمور تزيد جميعها من العنف- وجدوا أن مخاطر أقل -لكنها كبيرة- تتعلق بالجريمة العنيفة بين مرضى الاكتئاب.

وأشار فاضل إلى أنه في إطار التوجيهات العامة لدى الأطباء المعالجين للاكتئاب يجري التركيز بصورة ملموسة على ما إذا كان الشخص قد يعمد إلى إيذاء نفسه أو أن يحاول الانتحار لكن لم ينصب الاهتمام بعد على العنف.

وأشار إلى إن الخطوة القادمة لهذا البحث تتضمن بحث العلاقة بين الاكتئاب والعنف. وقال: "هل يتعلق الأمر بالعجز عن إمعان التفكير في الأمور وعدم القدرة على إصدار أحكام بشأن المخاطر؟ هل يتعلق الأمر بسرعة الانفعال أو التهور؟".

وأضاف "إذا أمكننا تناول الأمر بصورة أعمق فقد يساعد ذلك فعلاً في علاج هؤلاء الأشخاص". 

اقرأ أيضاً: العلاج النفسي ضرورة لأعراض ما بعد الحوادث 
اقرأ أيضاً: علاج ثوريّ لمتلازمة ذهنيّة

المساهمون