دافينا دي بيير.. الطبيعة في مجرى التكنولوجيا

دافينا دي بيير.. الطبيعة في مجرى التكنولوجيا

20 اغسطس 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تستكشف الفنانة البصرية جنوب أفريقية دافينا دي بير مفاهيم الذاكرة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك الكتب المصنوعة يدوياً مع مطبوعات الصمغ العربي الحساسة للضوء، ولوحاتها التجريدية الحديثة المستمدة من المناظر الطبيعية.

وتسعى في أعمالها إلى إقامة حوار بين الطبيعة وبين شاشات رقمية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وشاشات التلفزيون والأسطح اللمسية للوحات، مستندة إلى تجارب الرومانسيين خلال القرن التاسع عشر ومن أبرزهم الفنان الألماني كاسبر ديفيد فريدريك (1774 – 1840).

تسعى الفنانة في أعمالها إلى إقامة حوار بين الطبيعة وبين شاشات رقمية

"تشفير المناظر الطبيعية" عنوان معرض دي بير الافتراضي الجديد الذي افتتح في "غاليري سارة" بمسقط في الثاني عشر من الشهر الجاري، ويتواصل لمدة شهر، بتنظيم من "بيت الزبير" وعبر منصّات الغاليري والبيت الإلكترونية، تنفيذاً للإجراءات المتبعة في إغلاق أماكن التجمعات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

يضمّ المعرض ثلاثين عملا فنياً وتركيبياً تتناول المناظر الطبيعية متأثرةً بالحركة الفنية الرومانسية باستخدام الألوان الزيتية على قماش تنتقيه الفنانة من الأسواق المحلية منقوش بعناصر أو زخارف نمطية مكررة للإشارة إلى استخدام الكود الرقمي في البرمجة. 

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يشير بيان المنظّمين إلى أن دي بير "تبحث في ذلك الحضور المستمر للشاشات الرقمية في حياة إنسان القرن الحادي والعشرين، حيث تطبق الفنانه تجربة مفاهيم اللوحات الجدارية الرومانسية للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر التي تختبر الطبيعة الجميلة ولكن المرعبة أيضاً، على شاشات تعمل كبوابات في الفضاء الإلكتروني".

وقد قامت الفنانة بدراسة لوحة كاسبر ديفيد فريدريك التي تحمل عنوان "هائم فوق بحر الضباب "Wanderer above the Sea of Fog" "، وعمدت إلى إعادة رسم محتوى اللوحة بتطبيق الـ "تكنو – صبلايم، على بحثها، حيث جمعت الفنانة صفات المدرسة الرومانسية الغنائية الفضاء الإلكتروني البارد والقاسي أيضاً.

تركّز دافينا على موضوع الانغماس والإدمان أو الاعتماد على الهواتف في حياتنا الحالية؛ حيث قامت بتنفيذ مجموعة من الأعمال بأسلوب مغاير وهو استخدام ضربات فرشاة تشبه وحدات البكسل حيث يتم تشويه الوجوه بالبكسل تجسيدا للوجود الرقمي. وتعلق الفنانة: "هذه الوجوه التي رسمتها بوضعية أنهم ينظرون إلى الأسفل كما لو كانوا على هواتفهم تبدو لي وكأنهم يتحولون الى وحوش في بعض الأحيان (تعبيرًا عن الوجود في الرقمي)، والذي هو أيضا صدى لهوياتنا في الفضاء الإلكتروني". وتضيف الفنانة "إنني أسميها الوضعية الجديدة للبورتريه" لأن نظر الناس إلى هواتفهم مشهد شائع جدًا هذه الأيام، إنها الصورة "الجديدة"...

وتوضح أن "الشاشة تتمتع بالقدرة والقوة المذهلة على نقلنا إلى أي مكان في العالم، حتى إلى أماكن غير معروفة، خيالية، فهي تغمرنا في الفضاء الإلكتروني، ونحن بالتالي نفقد أنفسنا فوراً؛ كمثال عندما نمارس ألعاب الكمبيوتر، أو عند مشاهدة الأفلام أو المسلسلات نفقد من الوقت الكثير. على الرغم من أننا نشعر بالإثراء أثناء هذا الضياع! إنه حقاً شعور متناقض.

 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون