علمت "العربي الجديد" من مصادر قريبة من مؤسسة الرئاسة المصرية، أن محاولات جرت للوساطة لدى الدائرة القريبة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل إطلاق سراح رئيس حزب "مصر القوية"، عبد المنعم أبو الفتوح. وقالت المصادر، إنه بعد القبض على أبو الفتوح، حاولت بعض الشخصيات التدخّل لإنهاء الأزمة ومنع توسّعها، خلال الفترة الماضية، خصوصاً قبل انتخابات الرئاسة، مشيرة إلى أن الدائرة القريبة من السيسي رفضت الوساطة، وتعلّلت بأن الأوامر صدرت من جهات عليا في الدولة، وسط تلميحات بأن القبض على أبو الفتوح جاء بناء على تعليمات من السيسي.
وأكدت المصادر أن الدائرة القريبة من السيسي قالت إن السبب الرئيسي في القبض على أبو الفتوح هو الهجوم الشديد على النظام الحالي في قنوات خارج مصر، قبل انتخابات الرئاسة، مشددة على أن الرسالة التي حاول الوسطاء التطرق إليها، هي أن أبو الفتوح تحديداً لا يجب أن يكون في السجن، خصوصاً أنه يمكن الاعتماد عليه في استمالة شباب "الإخوان" إلى حزبه، وانتهاء جزء من الأزمة الحالية.
وحول مصير أبو الفتوح بناء على التواصل مع الدائرة القريبة من السيسي، قالت إن هذا الملف سيتم فتحه خلال الفترة المقبلة، ولكن هذا الأمر متوقف على رؤية الجهات الأمنية والسيادية، وتحقيق تفاهمات معه أم لا. وربطت المصادر بين قيادة مدير مكتب السيسي، عباس كامل، لجهاز الاستخبارات العامة، والقبض على أبو الفتوح، وغيرها من الخطوات الأخرى، والتي في النهاية تؤثر على التوازن داخل مصر خلال الفترة المقبلة.
وكانت مصادر خاصة قد كشفت عن وجود مخطط لـ"عسكرة" جهاز الاستخبارات العامة، وإعادة هيكلة كاملة من أجل ضمان ولاء الجهاز التام للسيسي، وعدم التحرك إلا بناء على تعليمات خاصة، وتحديداً في ما يتعلق بالملف الداخلي. وكان جهاز الاستخبارات العامة، على مدار سنوات ماضية، يحاول حفظ التوازن داخل الدولة، ويتواصل مع المعارضين لأي نظام قبل الموالين له.
يُذكر أن نيابة أمن الدولة العليا المصرية كانت قد قررت، في 26 فبراير/شباط الماضي، تجديد حبس أبو الفتوح 15 يوماً، بعد اتهامه مع 15 آخرين لم يتم القبض عليهم، في القضية التي يواجهون فيها تهماً بتنفيذ تكليفات من "التنظيم الدولي" لـ"جماعة الإخوان المسلمين" تحت غطاءٍ شرعي لـ"مصر القوية". كما صدر قرار من المحكمة بالتحفّظ على أمواله، بعد إدراج اسمه في قائمة الشخصيات الإرهابية.