خليل شما اللغوي الشاب

خليل شما اللغوي الشاب

17 سبتمبر 2020
طموحاته كبيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

خليل شما، شاب في الثانية والعشرين، شغفه باللغة العربية كبير، إذ يهوى الشعر وينظمه، ويبرع في فنون اللغة ويحتفي بها. طالب الدراسات العليا الفلسطيني الذي يعيش في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، التي لجأ إليها أجداده إبان النكبة، مجاز باللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية (الرسمية) الفرع الخامس، كلية الآداب، ويعد للماستر البحثي اللغوي حالياً في الجامعة نفسها. لكنّ شغفه باللغة أوصله إلى ما هو أبعد، إذ حاز على عضوية الاتحاد الدولي للغة العربية لمدة سنتين، اعتباراً من أول يوليو/ تموز الماضي، حتى 30 يونيو/ حزيران 2022، مكافأة لجهوده في خدمة اللغة العربية والاحتفال بيومها العالمي.

يقول شما لـ"العربي الجديد": "نشأت في أسرة فلسطينية متواضعة الحال في مدينة صيدا، التي جاء إليها أجدادي بعد تهجيرهم عام 1948 من فلسطين، تحديداً عكا، ليتنقلوا في صيدا وصولاً إلى استقرارهم في مكانهم الحالي، حيّ الشيخ حافظ". يضيف: "والدي يعمل حالياً في ثانوية راهبات مار يوسف الظهور - ساحة الشهداء، في قسم الصيانة العامة للمدرسة، وهو المعيل الوحيد للعائلة، المؤلفة من خمسة أبناء، أنا وشقيقاتي الأربع، إحداهن ديما شقيقتي من أبي وأمي، بينما الثلاث الباقيات بنات أبي من زوجته الثانية".
يقول عن رحلته: "واجهت في حياتي تحدياً عائلياً تمثل في انفصال والديّ، لكنّ هذا الانفصال لم يكن عائقاً أبداً أمام طموحي وإصراري على الوصول إلى الهدف الذي خططت أن يكون مساراً لحياتي المستقبلية، إذ لا أرى نفسي إلّا في المجال والمكان اللذين اخترتهما لنفسي". يتابع: "بعد انفصال والديّ، تركت منزل والدي، وعشت لدى جدتي لأبي مع ديما لمدة سبع سنوات، وكنت حينها في الرابعة عشرة، وكنت الحفيد الوحيد الذي عاش لدى جدتي بعد سفر أولاد عمي، وكانت جدتي هي التي تقوم على رعايتي مع شقيقتي، لكن بعد وفاة جدتي عام 2019، اضطررت للانتقال للعيش في منزل أهل أمي، وكنت أحضر بشكل دائم إلى بيت جدتي الراحلة للقاء أبي وعماتي".
يضيف: "تعليمياً، اقتصرت الصعوبات على الشق المادي، لكنّي تمكنت من تخطيها، فوالدي ووالدتي وأعمامي وعماتي وأخوالي كانوا جميعاً يساعدونني في تأمين أدنى حاجاتي. أما بالنسبة للدراسة، فقد أنهيت تعليمي الأساسي في مدرسة العلم والإيمان بصيدا، ثم انتقلت إلى ثانوية نزيه البزري الرسمية في المدينة، وبعدها انتقلت للدراسة في الجامعة اللبنانية، الفرع الخامس، كلية الآداب في صيدا، وحصلت على الإجازة في اللغة العربية وآدابها، وكانت عماتي هنّ اللواتي يدفعن الرسم الجامعي، فعلى الرغم من ضآلته، لم أكن أتمكن من توفيره، لأنّني لا أعمل بل متفرغ للدراسة". ويقول: "كان طموحي الدخول في مجال الإعلام، لكنّ الوضع المادي كان عائقاً أمام ذلك (الفرع الأقرب لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، يقع في بيروت، وهو الفرع الأول في محلة الأونيسكو)".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

أما بالنسبة للسبب الذي جعله يحوز على عضوية الاتحاد الدولي للغة العربية لمدة سنتين، فيقول: "أنا أعمل كلّ عام على إحياء اليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول، فقد بادرت إلى تنظيم نشاطات عدة في الجامعة، كما في مرافق تعليمية أخرى بصيدا كالمدارس والجمعيات، ولذلك حصلت على العضوية، كما على درع وشهادة تميز من اللجنة الثقافية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، وتنويه من وزارة التربية والتعليم العالي لتأليفي كتاباً بعنوان: الوطنيات، عام 2015".
ويختم: "أنا كذلك عضو في نادي اليونسكو بالجامعة اللبنانية، وعضو فخري بالشبكة المدرسية لصيدا والجوار، كما شاركت في مؤتمر اللغة العربية في جامعة بيروت العربية عام 2019، ومعرض سمارتيكس للتكنولوجيا والابتكار في بيروت 2018 - 2019".

هدفه التميز والتفوق
لا يقتصر طموح خليل شما على ما حققه، فعلى الرغم من صغر سنّه، وظروفه المادية المتواضعة، يرغب في متابعة دراساته العليا إلى أعلى مستوى. رسالته في الحياة النهوض باللغة العربية، وتفعيل التكنولوجيا والابتكار لهذا الغرض. وهدفه التميز بتحقيق إنجازات متنوعة، للوصول إلى الصدارة في مجالات مختلفة.

المساهمون