خليل برجاوي... جامع الطوابع البريديّة الفلسطينية

خليل برجاوي... جامع الطوابع البريديّة الفلسطينية

18 مارس 2018
يعتبر برجاوي الطوابع البريدية كنوزاً ثقافية (العربي الجديد)
+ الخط -
خليل برجاوي لبناني من قرية هونين المحاذية للحدود اللبنانية الفلسطينية، يقيم في مدينة النبطية (جنوب لبنان)، مهنته التجارة لكنه يهوى جمع الطوابع البريدية. في حوار مع "العربي الجديد" قال: "بدأت بهواية جمع الطوابع البريدية منذ كنت صغيراً. والسر في ذلك، أن أول ما يلفت الشخص هو الألوان والصور الموجودة على الطابع، وهو ما استهواني في جمع هذه الصور المختلفة. الأمر الذي ولّد حب الاستطلاع والفضول في معرفة أصل الصورة وحكايتها عندي. ويدخل هاوي جمع الطوابع في هذا العالم، ويسعى إلى أن تكتمل المجموعة من نفس البلد، وهكذا تصير هذه الهواية جزءاً مهماً من حياته".

ويضيف برجاوي: "ينتقل هاوي جمع الطوابع من تعلقه بالصور والألوان، إلى تعلقه بثقافة البلدان التي يجمع طوابعها ويتعلق بحكاياتها. وهذا ما دفعني للبحث عن الطوابع أكثر، لأن الطابع البريدي يعتبر وثيقة وطنية صادرة عن الدولة، وهذه الوثيقة تحافظ على سعرها طالما لم تُستعمل. بالإضافة إلى أن الطابع نظّم البريد العالمي، وأي رسالة عليها طابع بريدي تُجبر البريد على إيصال الرسالة إلى المرسل إليه، وهو يعتبر جواز سفر للرسالة".

يلفت برجاوي إلى أنه يملك طوابع بريدية لجميع بلدان العالم بإصداراتها المختلفة، ويملك طوابع نادرة لم تعد موجودة، وأسعارها مرتفعة نوعاً ما، منها ما هو صادر عام 1870. وينظم برجاوي طوابعه في ألبومات، إذ يقدّر عدد الطوابع بالملايين.

ومن ضمن مجموعة الطوابع التي يملكها مجموعة خاصة بفلسطين، التي تضم مجموعة طوابع كانت تستخدم قبل النكبة، وطوابع أصدرتها دول مختلفة تضامناً مع فلسطين، ومنها أيضاً التي صدرت بعد إعلان السلطة الفلسطينية. يقول: "الطوابع التي كُتب عليها "فلسطين" هي التي صدرت قبل عام 1948، وهي محدودة لا تتعدى 15 إصداراً، ولكنها كانت تستخدم في المراسلات البريدية خلال الانتداب البريطاني لفلسطين".

ويضيف: "بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، توقفت هذه الطوابع البريدية، خاصة بعد وصاية الأردن على الضفة الغربية، ووصاية مصر على قطاع غزة، وصارت الطوابع الأردنية والفلسطينية تُدمغ بكلمة "فلسطين" كي تستخدم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد استمرت حتى عام 1967، إذ احتلت "إسرائيل" الضفة الغربية وقطاع غزة ولم تعد تصدر تلك الطوابع".

عُتّم على الطابع الفلسطيني حتى عام 1994، أي بعد اتفاقيات أوسلو وإعلان السلطة الفلسطينية، حين تم افتتاح مكاتب بريد في الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت إدارة السلطة كي تنظم عمليات البريد. وكانت أول مجموعة طوابع بريدية تصدر قد كُتب عليها "السلطة الوطنية الفلسطينية"، واستمرت حتى عام 2012، وبعد اعتراف الأمم المتحدة بـ "الدولة الفلسطينية" صار يُكتب على الطابع "دولة فلسطين" حتى يومنا هذا.

كذلك صدرت طوابع بريدية في دول العالم المختلفة تضامناً مع فلسطين، منها ما يحمل صوراً عن فلسطين أو قادتها، بالإضافة إلى شهدائها، ومنها ما كان ريعه يعود لمساعدة الشعب الفلسطيني في دول الشتات واللجوء.

يعتبر برجاوي أن الطوابع البريدية كنوز ثقافية ومعرفية يجب أن تكون في متناول الجميع كي يطّلعوا عليها. لذلك أسس متحفاً للطوابع البريدية في بيته كي تكون أبوابه مفتوحة أمام الهواة والطلاب والباحثين.

دلالات

المساهمون