وتجنّب ترامب الحديث عن مساءلته، لكنّ جراح المعركة بدت واضحة خلال خطابه الذي استغرق 80 دقيقة، وقف له خلالها رفاقه الجمهوريون مصفقين بحماسة، بينما ظل خصومه الديمقراطيون جالسين صامتين معظم الوقت.
ومن المتوقع أن يبرئ مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ترامب، اليوم الأربعاء، من اتهامات بإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس خلال تصويت يجري الساعة الرابعة عصراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وفي أول مرة يلتقي فيها مع بيلوسي منذ خرجت غاضبة من اجتماع بالبيت الأبيض قبل أربعة أشهر، امتنع ترامب عن مصافحة يدها الممدودة وهو يعطيها نسخة من الخطاب قبل أن يبدأ الحديث.

وعندما انتهى من كلمته، وقفت بيلوسي ومزقت نسخة من الكلمة التي سلّمها إياها ترامب، وقالت لاحقاً للصحافيين إن هذا كان "الشيء المهذب مقارنة بالبديل".

وعن بيلوسي، قالت كيلي ماكينيني المتحدثة باسم حملة ترامب: "لقد أعمتها كراهيتها لدونالد ترامب عن الطبيعة المنفرة لسلوكها المتعالي المتعجرف".

ويشير التوتر القائم إلى استبعاد توقع تقدم تشريعي يذكر قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة بعد تسعة أشهر. وعززت قضية المساءلة من المشاعر غير الودية القائمة بين ترامب وبيلوسي طيلة فترة رئاسته.
وعندما بدأ الكلمة، أخذ الجمهوريون من مجلسَي الكونغرس يهتفون "أربع سنين أخرى"، بينما هو واقف على المنصة في مجلس النواب.
وجلس الديمقراطيون صامتين، وأمكن رؤية بعضهم يهز رأسه بينما كان ترامب يقول "حالة اتحادنا أقوى من ذي قبل".
وجلست بيلوسي، التي تخلت عن معارضتها للمساءلة، وسمحت لأعضاء الكونغرس الديمقراطيين بالسعي لتوجيه اتهامات له، واجمة خلفه وأخذت تقلب صفحات نسخة مكتوبة من خطابه.
ودخل ترامب القاعة بينما يواجه الديمقراطيون قدراً من الفوضى، بعد أعطال فنية أخرت إعلان نتائج تصويتهم في ولاية أيوا يوم الاثنين، لاختيار مرشح يواجهه في الانتخابات.

وقدم ترامب نفسه على أنه أحدث تحسناً كبيراً بعد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وقال إنه تمكن من تعزيز النمو الاقتصادي الأميركي وزاد من فرص العمل.

وقال "في ثلاث سنوات قصيرة وحسب أجهزنا على مفهوم التراجع الأميركي ورفضنا تصغير شأن مصير أميركا".

وأمام الجزء الخاص بالديمقراطيين جلس معاً مديرو المساءلة الذين يقومون بدور الادعاء في المحاكمة الدائرة بمجلس الشيوخ. ورفض العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين حضور الكلمة السنوية احتجاجاً على ترامب.

وتطرّق ترامب، في كلمته، إلى نظام التأمينات الصحية، وقال كذلك إنه يجب منع المهاجرين من عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وإنّ "مدن إيواء" المهاجرين أمر خاطئ.

وبعدما اقترب ترامب من صراع واسع مع إيران إثر صدور الأمر بقتل قائدها العسكري البارز قاسم سليماني، قال "نحن نعمل على إنهاء حروب أميركا في الشرق الأوسط".

(رويترز)