خلاصات مكفرلاند

خلاصات مكفرلاند

11 اغسطس 2016
مكفرلاند أعلن مقتل 45 ألف عنصر من "داعش"(خالد محمد/Getty)
+ الخط -

أكد قائد "قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش"، الجنرال شون مكفرلاند، أنّ الضربات العسكرية التي نفذها التحالف منذ ما يقارب عامين، أدت إلى قتل نحو 45 ألف عنصر من "داعش" في العراق وسورية. وأطلّ جنرال النجوم الثلاث ليشرح أكثر عن نتائج الحرب، والتي تخللتها 50 ألف طلعة جوية ضد الأهداف المحددة في البلدين، معلناً أن تحرير مدينة الموصل سيكون "بداية نهاية التنظيم".

يفترض البعض أن علينا الابتهاج أمام هذا الإعلان العسكري الغربي، لكون مكفرلاند أطلّ مبشراً بانتصار محقق على المتشددين، الذين نجحوا في كسر الحدود وتقسيم الأرض وإقامة "دولتهم" الجديدة على الأراضي العربية. وهو إعلانٌ الهدف منه أولاً تبرير الأموال الضخمة التي تصرفها الحكومات المعنية في حربها المفترضة مع "الإرهاب"، وثانياً التأكيد على الالتزام المعنوي والأخلاقي أمام شعوبها في هذه المعركة المستمرة منذ مطلع القرن الحالي، وثالثاً الخروج براية المنتصر أمام ناخبيها.

لكن من الواضح أيضاً أنّ الإعلان نفسه حمل معه معادلة حسابية غريبة، تقول إنّ 50 ألف طلعة جوية أدّت إلى مقتل 45 ألف عنصر من "داعش". مع العلم أنّ الكلفة الوسطية للطلعات الجوية للتحالف الدولي، لا تقلّ عن 40 ألف دولار أميركي. وبالتالي فإنّ قتل أي عنصر من التنظيم يكلّف أكثر من طلعة جوية بأكثر من أربعين ألف دولار. كما لو أنّ هذه العناصر المتشددة، وفي مشهد كارتوني، خارجة من فيلم هوليوودي أو من أسبرطة اليونانية.

لكن الفضيحة الأخرى التي يمكن الإشارة إليها، هي في كون تقديرات وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) كانت تشير، منذ عامين وحتى اليوم، إلى أنّ أعداد مقاتلي "داعش" في سورية والعراق تراوح بين 20 ألفاً و31 ألف مقاتل. وإذ تأتي خلاصة عامين من القصف والطلعات الجوية لتؤكد سقوط 45 ألفاً في البلدين، على الأقل، ما يؤكد أمراً من اثنين: وكالة الاستخبارات تعيش في غيبوبة وخارج الزمان والمكان، أو أن طائرات التحالف قتلت آلاف المدنيين. وخلاصة الأمرين أنّ الكارثة قد وقعت.

وبعد خوض حرب مع "داعش" كلفتها تجاوزت 20 مليار دولار، بحسب التقديرات الغربية، ربما حان الوقت للاعتراف بأنّ التنظيم المتشدد يتوسّع غرباً بعد أن ثبّت دولته شرقاً. والحرب مع "داعش"، على ما يبدو، تستوجب أساليب بعيدة كل البعد عن استعارات أفلام السينما والحماسة العسكرية البالية، ليكون الحل أولاً بإسقاط أسباب الإرهاب وأولها نظام آل الأسد في سورية.


المساهمون