خطة دولية لتفكيك "داعش" في العراق

خطة دولية لتفكيك "داعش" في العراق

20 ديسمبر 2014
إضعاف التنظيم عبر فتح جبهة التناحر داخله(صفين حميد/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ النتائج المتواضعة التي حققتها القوات العراقية أو قوات التحالف الدولي على الأرض في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ نحو أربعة أشهر، دفعت الاستخبارات الغربية والعربية إلى التحرك للبحث عن طريقة جديدة تعزز من خلالها حربها ضد التنظيم الذي بسط سيطرته على مساحات واسعة من العراق في وقت قياسي. ويكشف مسؤول بارز في حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن إقرار خطة جديدة تتشارك فيها أطراف دولية وإقليمية هدفها النهائي تفكيك تنظيم "داعش" من الداخل.

ويقول المسؤول العراقي في حديث خاص لـ "العربي الجديد" إن "الخطة تقوم على محورين وضمن مدة لا تتجاوز عاماً واحداً، وتشارك فيها ست دول عربية فضلاً عن العراق وعدد من الدول الغربية أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".

ووفقاً للمصدر، "يتضمن المحور الأول حصر أسماء أعضاء وقيادات تنظيم داعش من غير العراقيين والسوريين، على أن تتولى كل دولة تشارك في التحالف الدولي أو داعمة له بتقديم أسماء مواطنيها العاملين مع داعش في العراق وسورية، وتوفير معلومات كاملة حولهم. وتسلم الأسماء ضمن قوائم رسمية إلى لجنة متخصصة بملاحقتهم".

ويضيف الوزير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المحور الثاني يتضمن زرع عملاء لصالح اللجنة الدولية المشتركة التي تتألف من أجهزة استخبارات عربية وغربية، يمكن وصفها بأنها الأكبر من نوعها عبر تاريخ التعاون العربي الغربي في ملف الإرهاب، في خطوة أولى لشراء ذمم والكشف عن معلومات استخبارية لاصطياد القادة البارزين".

ويشدد المصدر على أن "الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى تراهن على تفكيك داعش، معتمدة في ذلك على الخلافات التي بدأت تظهر بين قياداته وتحديداً تلك التي انضمت للتنظيم ولا تزال تدين بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري"، لافتاً إلى أن "هذا أساس فكرة محاولة الاختراق وإضعاف التنظيم إلى حد كبير، بفتح جبهة التناحر والاقتتال الداخلي كما في سورية اليوم".

ويؤكد الوزير العراقي أن "الخطة تهدف أيضاً إلى خفض معدل التجنيد وقطع الطريق على المقاتلين الجدد للوصول إلى العراق أو سورية، من خلال سلسلة إجراءات جديدة اتفق عليها كل من لبنان وتركيا والسعودية والأردن ضمن خطة التحالف الجديدة، فيما تعهد العراق بإقناع إيران بالمشاركة في خطة ضبط الحدود بعد تسجيل عبور العشرات من مقاتلي التنظيم الى البلاد أخيراً عبر إيران قادمين من أفغانستان ودول الاتحاد السوفييتي السابق".

ووفقاً للمصدر، فإن الخطة رصد لها 250 مليون دولار ساهمت بالجزء الأكبر منها الولايات المتحدة، غالبيتها ستخصص لشراء ذمم عناصر مقربة من تنظيم الدولة أو زرع عناصر استخبارية داخله. وهو ما يعول عليه التحالف الدولي لخلق مشاكل داخلية وبداية تفتت داخل التنظيم.

ويريد التحالف استغلال ورقة تنظيم القاعدة التي ستكون مفتاح تفكيك داعش وإعادته الى حجمه السابق في العراق، قبل أحداث العاشر من يونيو/حزيران الماضي.