ختام يوروفيجن: تلميع صورة الاحتلال لن يمرّ

ختام يوروفيجن: تلميع صورة الاحتلال لن يمرّ

19 مايو 2019
لا فخر في نظام الفصل العنصري (فايز أبو رميلي/الأناضول)
+ الخط -
على وقع أصوات المقاطعة والاحتجاجات الرافضة لاستضافة تل أبيب "يوروفيجن" الغنائية الأوروبية، اختتمت المسابقة فعالياتها ليل أمس السبت. وبينما حاول الاحتلال الإسرائيلي استغلال الحدث لتلميع سمعته، ظهرت الصورة الحقيقيّة لنظام الفصل العنصري من خلال الاحتجاجات والأصوات المندّدة حول العالم بدعم الاحتلال من خلال المشاركة في مسابقة نُظّمت على أرضٍ محتلّة هُجّر أهلها قبل 71 عاماً. وانضمّ لدعوات المقاطعة أكثر من 1500 شخص وقّعوا عرائض تطالب بالمقاطعة، ومئات الفنانين، وأكثر من 100 منظّمة تدعم حقوق مجتمع الميم (LGBT+)، بحسب ما أعلنته حركة "بي دي إس".

وأمس السبت، شارك نحو 60 ناشطاً في احتجاج ضد المسابقة على ظهر مركب بميناء يافا، نظّمته منظمة "ذاكرات" الأهلية التي تدافع عن حق الفلسطينيين في العودة لأراضيهم. وقال منظم الاحتجاج عمر الغباري إن "مشجعي يوروفيجن يحتفلون قرب مكان حي المنشية الفلسطيني الذي كان قائماً قبل 1948 ودمر قبل 71 عاماً"، مضيفاً أن "الإسرائيليين لا يريدون سرد هذه القصة. إنهم يرغبون في إظهار أن كل شيء يسير بشكل طبيعي".

وبدأت فعاليات الدورة الـ 64 من "يوروفيجن" في تل أبيب، مساء الثلاثاء الماضي، بعد فوز المغنية الإسرائيلية، نيتا بارزيلاي، بالجائزة العام الماضي. والسبت، فاز الهولندي دانكن لورانس في الحفل النهائي لمسابقة "يوروفيجن" التي تنافس عليها 26 شخصاً بعدما شارك في المسابقة فنانون من 43 دولة، على الرغم من حملات المقاطعة لناشطين نددوا بمحاولة طمس حقيقة الجرائم الإسرائيليّة بحق الفلسطينيين، متنكرين بزيّ السلام تحت ظل نظام عنصري هجّر الفلسطينيين قبل 71 عاماً.

واعتبرت "الحركة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات" أنّ الفائز الحقيقي في مسابقة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هي حقوق الفلسطينيين، بعدما نجحت الحملة في إعلاء صوت رفض المشاركة، بينما يحاول الاحتلال الإسرائيلي التغطّي بورقة الفن. 


وخلال الحفل النهائي، قام عدد من أعضاء فرقة "هاتاري" الإيسلندية، برفع علم فلسطين. والفرقة التي تعارض علناً الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لاقت مشاركتها رفضاً من "حركة المقاطعة" التي اعتبرت رفع العلم الفلسطيني "ورقة تين" لا يغطّي عار المشاركة في مسابقة تجرى لدى نظام الفصل العنصري.

وقالت "حركة المقاطعة" إنّ الفنانين الذين يصرّون على تخطّي خط الاعتصام والمقاطعة واللعب في تل أبيب، لا يمكنهم تعويض الضرر الذي يلحقونه بكفاحنا من أجل حقوق الإنسان، عبر محاولة "خلق توازن" من خلال مشاريع مع فلسطينيين، داعيةً الفنانين الفلسطينيين لرفض التعاون مع أي من الفنانين الذين خرقوا المقاطعة. وأشارت الحركة إلى أنّه بينما تقدّر لفتات التضامن، إلا أنّها لا يمكنها أن تقبلها بينما تأتي بشكل واضح لتقلل من قيمة الحركة السلمية لحقوق الإنسان، فإنّ أكبر تضامن يكون عبر الانسحاب وعدم المشاركة في المسابقة.

وكانت حركة المقاطعة قد دعت إلى مقاطعة المسابقة، منذ يناير/كانون الثاني الماضي. واعتبرت إقامتها في تل أبيب محاولة "لغسل سمعة الاحتلال العسكري والاستيطاني عن طريق الفن"، ووقع أكثر من 120 فناناً فلسطينياً هذا البيان.


وأحيت مغنية البوب الأميركية، مادونا، الحفل النهائي، ضاربةً عرض الحائط دعوات المقاطعة. وكان الموسيقي والناشط في حملة مقاطعة إسرائيل، روجر ووترز، طالبها بمقاطعة حفلها في تل أبيب، مناشداً إياها الالتفات إلى معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت سطوة احتلال عنصري، في مقالة نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في إبريل/نيسان الماضي. كما وجّهت والدة صحافي فلسطيني قتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي على حدود قطاع غزة، رسالة إلى مادونا طلبت فيها منها التراجع عن المشاركة في الحفل. كما حضتها على ذلك حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس". لكن مادونا تنكّرت بزي السلام قائلة "لن أتوقف يوما عن الغناء لأراعي الأجندة السياسية لطرف ما، ولن أتوقف عن الحديث علانية عن انتهاكات حقوق الإنسان أينما كانت في العالم". وفي الحفل، ارتدى راقصان كانا يرافقان مادونا في إحدى أغنياتها علمي فلسطين وإسرائيل، سائرين ممسكاً واحدهما الآخر. وأثار ذلك جدلاً بعدما قالت القناة الناقلة للحدث إنّ ذلك لم يكن متّفقا عليه كما لم يحصل أثناء التدريبات.




(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)

المساهمون