خالد مواطن فلسطيني لا يملك بطاقة هوية

خالد مواطن فلسطيني لا يملك بطاقة هوية

06 ابريل 2016
لا توظيف ولا دراسة بلا الهوية (العربي الجديد)
+ الخط -
بطاقة هوية تحمل أبسط المعلومات الشخصية، هو كل ما يحتاج له الشاب خالد ياسين ليعيش كبقية المواطنين في بلادهم، ويمارس حياته بشكل طبيعي دون عوائق.

ياسين والذي أصبح عمره 25 عاماً، يعيش مع عائلته في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، لا يكلّ من طرق أبواب عدة ليتمكن من استصدار بطاقة هوية، لكن غالبية الأبواب تغلق في وجهه، رغم سماعه بعض الوعود التي لم يقابلها أية إجراءات حقيقية على أرض الواقع.

لا يملك ياسين حساباً بنكيا خاصاً به، ولا يستطيع أن يستصدر رخصة قيادة، ولا حتى بطاقة جوال لهاتفه الشخصي، وأشياء كثيرة أخرى لا يمكنه تحقيقها حتى الدراسة في الجامعة التي فصلته بعد قرابة عام من التحاقه بها، كونه لم يتمم إكمال ملفه الشخصي، كما يقول في حديثه لـ"العربي الجديد"، ويضيف: "للأسف في بلادنا يعتبر المواطن مجرد أوراق، لا يمكنه الحركة
أو ممارسة حقوقه دونها".


عائلة ياسين كانت تعيش في الكويت، وفي عام 1994 عادت إلى الضفة الغربية، ومنذ تلك اللحظة قدمت أوراقا للم الشمل وإصدار أوراق ثبوتية، وبعد 14 عاماً حصلت العائلة على بطاقات هوية عدا خالد، لأنه كان قد بلغ السن القانونية، وكان على الشؤون المدنية أن تبلغه بوجوب تقديم طلب خاص كونه أصبح مواطنا بالغاً، ولأن ذلك لم يحدث، بقي خالد دون بطاقة هوية حتى اليوم.

سبع سنوات وخالد يواصل طرق الأبواب كيلا يتجاهلوا موضوعه، فهو فلسطيني أباً عن جد كما يقول، ويضيف: "لا يمكن أن أترك عائلتي وعملي وأصدقائي والمكان الذي تربيت وترعرعت فيه وأن أغادر، فهذا البلد الذي أحب ولا يمكن أن أستغني عنه أو أفرط به بسبب بطاقة هوية" كونه يعتبر في هذه الحالة مخالفاً ويعيش في بلد لا يملك أي إثبات أنه ينتمي إليه.


وفي حال تعرضت له قوات الاحتلال الإسرائيلي وتنبهت للموضوع، ربما تبعده عن مدينته إلى خارج الضفة الغربية، كما حدث مع كثيرين لم يستطيعوا إصدار بطاقات هوية، ورحلهم الاحتلال إلى الأردن.

ويشير ياسين إلى المماطلة والوعود الوهمية التي يتلقاها من المسؤولين والموظفين في الوزارات الفلسطينية، ترافقها الحجة بأن ملفه لدى الاحتلال الإسرائيلي وليس في ملفات السلطة. أما الجانب الإسرائيلي الذي طرقه وطلب مقابلة الشؤون المدنية الإسرائيلية، فقد أبلغه بدوره أن ملفه ليس بحوزتهم بل عند السلطة.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطرح ياسين قضيته، ليكسب الاهتمام الشعبي ويوصل رسالته إلى من يستطيع المساعدة وإيجاد الحل المناسب لإنهاء ملفه كي يشعر بحريته، ويكتب يومياً على صفحته في "فيسبوك" نصوصاً وينشر صوراً تعبر عن إصراره على البقاء، وعدم الكلل والملل من المطالبة بحقه الطبيعي.

وتحت وسم خالد مواطن يكتب رسائله لكافة الجهات والمؤسسات والمسؤولين لسماع صوته. ولقي خالد تفاعلاً كبيراً من الفلسطينيين، الذين شاركوه الدعم والمساندة، وقاموا بالكتابة عنه وتسجيل ونشر مقاطع فيديو يتحدثون خلالها عن قضية خالد.

يوجه خالد عبر "العربي الجديد" مناشدة جديدة، لكل من يستطيع دعمه بخطوة إلى الأمام في هذا الملف، فهو بعد سنوات من السعي والبحث وطرق الأبواب لم لن ييأس، وسيظل يحاول حتى يثبت أقدامه في هذا البلد، كما يقول. كذلك وجه رسالة عتاب للشركات والمؤسسات الفلسطينية التي رفضت التعامل معه بسبب الأوراق الثبوتية، مطالباً بمراعاة حالته الخاصة، والوقوف إلى جانبه كي يستطيع الاستمرار بما يسعى إليه.

المساهمون