خارجية السيسي رداً على بومبيو: لا نقيد حرية الرأي

خارجية السيسي رداً على بومبيو: لا نقيد حرية الرأي

27 نوفمبر 2019
+ الخط -
قالت وزارة الخارجية المصرية إنه "لا يتم فرض أي قيود على حرية الرأي والتعبير في مصر ما لم تنطوِ على تحريض مباشر ضد مؤسسات الدولة، وتمثل مخالفة للدستور والقانون".
ويأتي التعليق المصري بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية الأميركي دعا فيها مصر، الحليفة المقربة لواشنطن، إلى احترام حرية الصحافة في أعقاب حملة القمع التي تلت الاحتجاجات ضد النظام المصري.

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي عُقد مساء أمس الثلاثاء، وجّه خلاله انتقادات شديدة لإيران لأنها "تتشدد أيضًا ضد المتظاهرين": "كجزء من علاقتنا الاستراتيجية الطويلة الأمد مع مصر، نواصل دعْم الأهمية الأساسية لاحترام حقوق الإنسان والحريات العالمية، والحاجة إلى مجتمع مدني قوي". وأضاف "ندعو الحكومة المصرية إلى احترام حرية الصحافة، والإفراج عن الصحافيين المحتجزين خلال غارة نهاية الأسبوع الماضي".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان، إنه "اتصالاً بما يتم تداوله من أخبار غير دقيقة عن تفتيش مكتب الموقع الإلكتروني (مدى مصر)، فإن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن تمت وفقاً للقانون، حيث تبين أن المكتب المشار إليه يعمل دون الترخيص اللازم"، مضيفاً أنه "لا يوجد محتجزون اتصالاً بهذا الأمر خلافاً لما تروّج له بعض المنصات الإلكترونية، إذ إن الأمر لم يتعد التفتيش والاستجواب والتحري".

وأضاف أنه "لا يتم فرْض أي قيود على حرية الرأي والتعبير في مصر ما لم تنطوِ على تحريض مباشر ضد مؤسسات الدولة، وتمثل مخالفة للدستور والقانون، ووفقاً لالتزامات مصر الدولية في هذا الشأن"، مضيفاً أن "السلطة القضائية بمفردها هي المختصة بالنظر في مختلف القضايا المحالة إليها في هذا الشأن"، مشيرًا إلى "تمتُّع المتهمين كافة بالحقوق والضمانات اللازمة للدفاع عن أنفسهم".

وقال ديفيد شينكر، كبير الدبلوماسيين الأميركيين في الشرق الأوسط، أمس، إن واشنطن تراقب قانونًا مثيرًا للجدل عدّله البرلمان المصري مؤخرًا، وتقول جماعات حقوقية إنه سيحدّ بشكل صارم من المنظمات غير الحكومية.

وقال شينكر للصحافيين: "نحث مصر على التأكد من أن قوانين تنفيذ المنظمات غير الحكومية الجديدة لا تقيّد المجتمع المدني وبرامج المساعدات الأميركية والنمو الاقتصادي في مصر"،
ودعا مصر إلى "ضمان عمل الصحفيين دون تهديد بالسجن والترهيب".

وتسجن مصر عددًا من الصحافيين أكثر من أي دولة أخرى عدا الصين وتركيا، وفقًا للجنة حماية الصحافيين، وهي هيئة مراقبة مقرها نيويورك.

وفي واحدة من أحدث الحلقات، داهم ضباط بملابس مدنية مكتب "مدى مصر" بالقاهرة، مطالبين الصحافيين بفتح هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وتم اعتقال ثلاثة صحافيين من بينهم رئيسة التحرير لينا عطا الله، لكن تم إطلاق سراحهم في نهاية المطاف.

وجاءت تصريحات بومبيو على الرغم من "العلاقات الدافئة" بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره عبد الفتاح السيسي، حيث أشاد الرئيس الأميركي بمعارضة الأخير "للإسلام"، حسب ما قالته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت مصادر بالخارجية المصرية لـ"العربي الجديد" إن هناك خطة تناقَش في أروقة الوزارة هذه الأيام للتعامل في حال لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفوز بمدة رئاسة ثانية.

وانتقدت عواصم أوروبية تعامُل السلطات المصرية مع العاملين بموقع "مدى مصر" واقتحام قوات الأمن مقر الوقع بالقاهرة، إذ أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية قبل يومين بيانا أدانت خلاله العملية، كما أصدرت وزارة الخارجية الألمانية بيانًا مشابهًا أمس الثلاثاء، لكن الخارجية المصرية لم تصدر أي تعليق على ذلك، سوى اليوم بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي.