حي ومباشر من الملعب السوري

حي ومباشر من الملعب السوري

21 يونيو 2014
عماد حجاج (العربي الجديد)
+ الخط -

ستكون مباراة الدور نصف النهائي في سوريا من أقوى المباريات المتوقعة، بحسب آراء كافة المحللين الإستراتيجيين. فالفريقان المتأهلان أثبتا جدارة في سحق كلّ الفِرق المتنافسة سابقاً. كان فريق "داعش"، ذو العلم الأسود، مصرّاً على دخول التاريخ من أوسع أبوابه، باعتماده على مهاجمه الشرس "البغدادي"، وعلى قلب دفاعه "العدناني". أما فريق "الجيش الحر" فكان تكتيكه مختلفاً تماماً ولا يعتمد على اسم معين، بل أوكل الاعتماد لمبدئين لا ثالث لهما: إما "الكل يهجم" وإما "الكل ينسحب". وقد طبّق خطته الشهيرة في انسحاباته التكتيكية في أكثر من مباراة فاصلة. ورغم أن هذه الخطة قد أثبتت فشلاً ذريعاً في بعض الأحيان، كما في مباراته الشهيرة مع فريق "حزب الله" في القصير، أو مع فريق "أبو الفضل العباس" في عدة مواضع، إلا أنه، برأي المتابعين، لا زال مصرّاً على خططه حتى النهاية.

المباراة تجري على ملعب سوريا الدولي، والعالم يتطلع بتلهف إلى نتيجتها، الفائز كما يعلم الجميع سيتأهل لمواجهة فريق "الجيش النظامي" في التحدي النهائي.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مواجهة سابقة قد حدثت في الدور الأول، بين "فريق الجيش الحر" و"فريق الجيش النظامي" في جنيف، وانتهت حينها بتعادل سلبي، بعد أن اعتمدت عدة ضربات جزاء ظالمة لصالح فريق النظام، وقد أضاعها جميعها لاعبوه، بدءاً بوليد المعلم الذي أخرج الكرة خارج خريطة الملعب تماماً، حين مسح أوروبا من الوجود، وانتهاءً ببشار الجعفري الذي تلقى بطاقة صفراء تأديبية من قبل بان كي مون، ومنع من التجول بحرّية في الولايات المتحدة. كما نتذكر منها أيضاً أنه قد تمت تنحية الحكم الدولي السوداني "الدابي" عن تحكيم المباراة، وتسليمها للجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي كان يمتلك خبرة دولية حافلة في التحكيم، حينما كان المعتمد الرئيسي لـ"فيفا" الأمم المتحدة، والجميع يتذكر مآثره في اليمن وزائير وتاهيتي وأفغانستان وغيرها.

الحرارة معتدلة الآن، والجماهير السورية في الملعب تهتف "الله.. سوريا.. حرية وبس"، بينما يهتف مشجعو داعش "بالذبح جيناكم".

هناك تسريبات تشير إلى مخاوف حول اتفاق فريق "داعش" مع فريق "الجيش النظامي" على إنزال خسارة ساحقة بفريق "الجيش الحر" مهما اقتضى ذلك، وأنّ المباراة مباعة سلفاً. ها هم لاعبو "داعش" يدخلون الملعب بـ"البيك أبات التويوتا"، واللباس الأسود الكامل والأقنعة التي تغطي الوجوه.. سيارات "تويوتا" تنزل اللاعبين الداعشيين، فيبدأ إطلاق نار كثيف من قبل مشجعيهم، بينما يتسلل لاعبو الجيش الحر من عدة زوايا نحو المناطق الخاصة بهم.

مشجعو ومناصرو "الجيش النظامي" يتابعون أحداث الملعب عبر الأقمار الاصطناعية الروسية في بيوتهم.. الكرة كما يبدو في ملعب "الجيش الحر" بعد إجراء القرعة. لكن "داعش" تطبّق بدقة فخّ التسلل، فيتراجع "الجيش الحر" للدفاع . لا شك بأن الروح المعنوية لـ"الحر" تنخفض باستمرار، خاصة بعد فشل رابطة مشجعي التسليح في استجلاب أي دعم فني من حلف "الناتو".

الكرة تتوجه كقذيفة دبابة من رأس إلى رأس، واللاعبون يتطايرون في الملعب كالرصاص، طائرات النظام ترصد المباراة من السماء، والسوريون المنقسمون في المدرجات يرتفع صراخهم مع مرور الوقت، وازدياد ضراوة المعركة الكروية على أرض الملعب.

الوقت يمر والتعب ينال من الفريقين، وتتجه الأمور نحو شوطين إضافيين، وربما تتجه لاحقاً نحو ركلات الجزاء الترجيحية.

الكل يدرك أن ذلك لن يكون من مصلحة "الجيش الحر"، خاصة أنه لا يمتلك حارساً قوياً حتى الآن. المباراة تقترب من نهاية الوقت الأصلي، لكن "الحر" يبدأ بالضغط وتكثيف الهجوم بعد إدخال كل لاعبي الاحتياط. "داعش" تتقهقر وتتراجع نحو منطقة الجزاء، وتطلب الدعم من المدرب الذي يبدو أنه يتحدث في اتصال مباشر مع السيد الظواهري كما أفاد مراسلنا.

لن يفاجأ المتابع من عدم رؤية أية مشجعة في الملعب، فقد اشترط الدواعش عدم دخول النساء، كما أُجري فحص ديني كامل للرجال الراغبين في التواجد.

الضغط مستمر والقنابل الكروية تتساقط على الجمهور. رصاصة حارقة تستقر في جبين مهاجم "الجيش الحر" والحكم يطرد اللاعب الأفغاني.. هناك اعتراضات من قبل الفريق الخصم، اللاعب التونسي واللاعب الشيشاني يحاوران الحكم بعنف، ويبدو أنهما سيجلدانه إن لم يتراجع عن قراره.

العالم كله يشهد سابقة كروية خطيرة ولا يتحرك أبداً. الفوضى تعم الملعب السوري وتسيطر على المكان.

اللاعبون ينسحبون والجمهور يختبئ، بينما يهرب الحكم من الساحة. ننتقل بكم إلى أستوديوهاتنا الداخلية لنحلل كل ما جرى مع ضيفينا الروسي "موتات زوف" والأميركي "جاك الموت شيني".

المساهمون