حينما تنعدم المهنية

05 يونيو 2014
+ الخط -
يوم قررتُ أن أدرس القانون، توالت عليّ نصائح كثيرين بأن أدرس تخصصًا آخر، وذلك للخلفية المسبقة لديهم بأن المحاماة ما هي إلا "نصب وخداع"، فلم أكن حينها أعلم، أخي، لماذا يلصقون "النصب" بالمحامي؟، وحينما تسمع الأسباب من أحدهم لا تجدها مبررًا حقيقيًا لإلصاق هذا اللفظ الشنيع بالمحامي، وإن وجدت بعضهم، بعد فترة من الزمن، يستحقون لقبًا أكبر من "نصاب"، إلا أن هذا الأمر لا يمكن تعميمه، فقررت أن أعمل جاهدًا لتغيير الصفة الغالبة الشنيعة الملصقة بالمحامي.
تعلم، أخي عزالدين، أن هناك طريقين في الحياة، سليم صحيح وآخر سيئ خاطئ، والإنسان مخير بأن يسلك أحدهما، وهكذا المحاماة طريقان: سليم صحيح وآخر سيئ خاطئ، ولا يقتصر الأمر على المحاماة، فالطب والهندسة والمحاسبة والتدريس والإعلام وكل المهن كذلك، فمن هنا، بدأت التغيير، فاقتنع كثيرون، وكابر غيرهم وتفلسف آخرون، لكن، ما زلت أعمل على نهج التغيير، وما زلت أحصد النتائج.
أخي الحكيم عزالدين، أنقل إليك قصة صديقة تزوجت من طبيب، عايشت لحظاتها لحظة بلحظة، حيث انعدام المهنية والأمانة، حيث الأنانية تطغى، والغشاوة تعم، وبها أختم رسالتي إليك:
تزوجت صديقة لي من طبيب، حَمَلَتْ، ويوم حان موعد الولادة، تم نقلها إلى المستشفى التي يعمل بها، تمت الولادة بحمد الله وأنجبت طفلين، وبعد ساعتين من عملية الولادة، جاءت الممرضة لتراجع لصديقتي، وفي أثناء مراجعتها سألتها: لماذا استأصلتِ الرحم رغم أنه سليم، وأنت بحالة صحية ممتازة؟، صدمت صديقتي من هول ما سمعت وأُغمي عليها.
كان هذا الطبيب الزوج قد كشف قبل الزواج عن حالته الجنسية عند طبيب صديق له، فكانت النتيجة بأنه عقيم، ولن ينجب الأطفال أبدًا كما ذكر له صديقه الطبيب، ولكن قدر الله نافذ، وحينما علم أن زوجته حامل، لم يفكر إلا بأفكار شيطانية، فلم يحمد الله على ذلك، وإنما اتفق مع طبيب ولادة، صديق له، بأن تتم الولادة عنده، وبعد الولادة يتم استئصال الرحم، وكان هذا الاتفاق الشيطاني.
أصابت انعدام المهنية صديقتي بحالة نفسية صعبة، وباتت تنتقل من مستشفى إلى آخر، ومن طبيب إلى غيره، والحالة تسوء، ولم تعد تطيق أحدًا غير ولديها، وبعد ثلاثة أيام انتقل ولداها إلى رحمة الله، فازداد وضعها سوءًا، فأصاب التشوه وجهها، وفقدت بصرها، وبعد شهر تقريبًا لحقت بولديها إلى رحمة الله.
B6FE0E5F-029B-402D-8E02-72D8CCE41EF8
B6FE0E5F-029B-402D-8E02-72D8CCE41EF8
عمران أبو مسامح (فلسطين)
عمران أبو مسامح (فلسطين)