حياة بدائية
العنف ضد النساء ما زال قائماً (أنور عمرو/فرانس برس)
شهد الأسبوع الماضي الكثير من الأحداث المأسوية التي يجدر التوقف عندها في لبنان. قتلت امرأتان على أيدي زوجيهما. وكشفت شبكة ممنهجة للإتجار بالنساء مارست أبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي والاستعباد الجنسي بحق 75 ضحية. قتلت طفلة برصاص طائش أثناء تشييع إحدى النساء ضحايا العنف المنزلي. وأخيراً ما قالته الفنانة نجوى كرم، التي أبدت رأيها في ما يجب أن يكون عليه دور كل من النساء والرجال.
في قراءة هذه الأحداث ضمن سياق عام، نجد أن غياب الأمن والأمان هو عنوان المرحلة. تعيش النساء في واقع يختفي فيه الشعور بالأمان العام في الحيّزين العام والخاص. وتشير إحدى الدراسات النفس ــ إجتماعية إلى أن النساء لا يشعرن بالأمان سواء في المنزل أو المجتمع. في المنزل، وفي ظل جرائم العنف المنزلي التي حصلت في الآونة الأخيرة، يتبين أن قتل النساء في معظم الحالات قد حصل من خلال سلاح حربي. وهذه حلقة مفرغة من انعدام الأمان المجتمعي، الذي يترجم جندرياً من خلال امتلاك رجال للسلاح الفردي والحربي وبشكل عشوائي أو غير مرخص، كوسيلة ذكورية ــ بدائية كانت تستخدم في مجتمعات ما قبل الدولة والقانون.
وهناك أيضاً الممارسات البدائية غير الإنسانية في تعذيب النساء ضحايا الإتجار، التي كانت تديرها شبكة الاستعباد الجنسي للنساء. هذه الفترة الزمنية لوجود الشبكة وممارساتها، وانخراط طبيب أو أكثر وغطاء أمني لبشاعة الممارسات، يؤكد غياب أو ربما استغلال غياب هيبة الدولة والقانون لدى هؤلاء الأفراد والجماعات. لا نعلم إذا كان أحد أسباب المشكلة هو حصول جميع الممارسات الفردية والجماعية بحق النساء تحت أنظار الدولة، وبمباركة بعض مؤسساتها.
ونجد أيضاً السياق الثقافي ـ المجتمعي، الذي يترجم في جملة مواقف واتجاهات، والذي ترجم من قبل بعض الأفراد والمؤسسات حيال ظواهر مجتمعية مثل العنف المنزلي أو العمل الجنسي. التبرير المجتمعي لقتل الرجال لنسائهن هو أحد أشكال البدائية في مجتمعنا. شكل آخر من هذه البدائية الذكورية هو أن يبدأ التحقيق (أو ينتهي ربما) حول قضية انتحار. وبالفظاعة نفسها، وربما أكثر، نسمع المواقف التي صدرت عن بعض المؤسسات الإعلامية حول موضوع شبكة الإتجار بالنساء. على سبيل المثال، فإن استخدام تعابير مثل "دعارة" أو "بغاء" يخفي حكماً قيمياً وبدائياً في مقاربة الطبيعة المركبة والشائكة لهذه القضايا.
يبقى أن رأي نجوى كرم هو حبة الكرز فوق الكعكة. هذه الفنانة التي صرحت سابقاً بأنها تفتخر بزوجها حين يصفعها، وقالت أخيراً، وبكل وقاحة، إنه يجب التزام النساء في المنزل بمهام "تقليدية"، ربما أبرز تعبير عن تلك البدائية.
(ناشطة نسوية)
اقــرأ أيضاً
في قراءة هذه الأحداث ضمن سياق عام، نجد أن غياب الأمن والأمان هو عنوان المرحلة. تعيش النساء في واقع يختفي فيه الشعور بالأمان العام في الحيّزين العام والخاص. وتشير إحدى الدراسات النفس ــ إجتماعية إلى أن النساء لا يشعرن بالأمان سواء في المنزل أو المجتمع. في المنزل، وفي ظل جرائم العنف المنزلي التي حصلت في الآونة الأخيرة، يتبين أن قتل النساء في معظم الحالات قد حصل من خلال سلاح حربي. وهذه حلقة مفرغة من انعدام الأمان المجتمعي، الذي يترجم جندرياً من خلال امتلاك رجال للسلاح الفردي والحربي وبشكل عشوائي أو غير مرخص، كوسيلة ذكورية ــ بدائية كانت تستخدم في مجتمعات ما قبل الدولة والقانون.
وهناك أيضاً الممارسات البدائية غير الإنسانية في تعذيب النساء ضحايا الإتجار، التي كانت تديرها شبكة الاستعباد الجنسي للنساء. هذه الفترة الزمنية لوجود الشبكة وممارساتها، وانخراط طبيب أو أكثر وغطاء أمني لبشاعة الممارسات، يؤكد غياب أو ربما استغلال غياب هيبة الدولة والقانون لدى هؤلاء الأفراد والجماعات. لا نعلم إذا كان أحد أسباب المشكلة هو حصول جميع الممارسات الفردية والجماعية بحق النساء تحت أنظار الدولة، وبمباركة بعض مؤسساتها.
ونجد أيضاً السياق الثقافي ـ المجتمعي، الذي يترجم في جملة مواقف واتجاهات، والذي ترجم من قبل بعض الأفراد والمؤسسات حيال ظواهر مجتمعية مثل العنف المنزلي أو العمل الجنسي. التبرير المجتمعي لقتل الرجال لنسائهن هو أحد أشكال البدائية في مجتمعنا. شكل آخر من هذه البدائية الذكورية هو أن يبدأ التحقيق (أو ينتهي ربما) حول قضية انتحار. وبالفظاعة نفسها، وربما أكثر، نسمع المواقف التي صدرت عن بعض المؤسسات الإعلامية حول موضوع شبكة الإتجار بالنساء. على سبيل المثال، فإن استخدام تعابير مثل "دعارة" أو "بغاء" يخفي حكماً قيمياً وبدائياً في مقاربة الطبيعة المركبة والشائكة لهذه القضايا.
يبقى أن رأي نجوى كرم هو حبة الكرز فوق الكعكة. هذه الفنانة التي صرحت سابقاً بأنها تفتخر بزوجها حين يصفعها، وقالت أخيراً، وبكل وقاحة، إنه يجب التزام النساء في المنزل بمهام "تقليدية"، ربما أبرز تعبير عن تلك البدائية.
(ناشطة نسوية)