حوثيو مصر واليمن

حوثيو مصر واليمن

29 يوليو 2015
اليمن ومصر يعانيان من أزمة طاقة خانقة (أرشيف/Getty)
+ الخط -
استخدمت الثورات المضادة نفس الآليات المخادعة لوقف قطار ثورات الربيع العربي، ولعل التلاعب بالملف الاقتصادي وتأزيم الأوضاع المعيشية كان أبرز وسائل الانقلابين في محاربة الثورات الوليدة.
ومن بين أبرز الآليات المخادعة جرعة رفع أسعار المحروقات منتصف العام الماضي في اليمن، التي استغلتها مليشيات الحشد الحوثي، لإطلاق الشرارة الأولى للانقلاب على أول نظام شرعي منتخب في البلاد بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق على عبد الله صالح عام 2011.
وخرج الحوثيون مع اليمنيين الغاضبين ليؤججوا احتجاجات ومظاهرات تدافع عن حقوق المواطنين، وتطالب بالتراجع عن القرار، ورغم استجابة نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي لهم حيث أصدر قرارات بتقليل الزيادة، إلا أن مليشيات الحوثيين صعدت إجرامها لتواجه الدولة بالسلاح واحتلت العاصمة صنعاء والعديد من المدن بزعم إنقاذ الشعب من براثن الفساد والفقر، ثم فوجئنا مؤخراً أن المنقذين رفعوا أسعار الوقود لتصل إلى المستويات العالمية في بلد ثلاثة أرباع شعبه فقير.
ولعل ما فعله حوثيو اليمن هو ما فعله حوثيو مصر الذين أشعلوا أزمة وقود خانقة في النصف الثاني من العام الذي حكم فيه محمد مرسي أول رئيس منتخب في البلاد، حيث تعمدت جهات تابعة للدولة العميقة التي كان يقودها عدد من قيادات الجيش تأجيج أزمة الوقود التي ساهمت في دفع الناس إلى الشوارع للتظاهر في 30 يونيو/حزيران عام 2013 ليتخذها جيش عبد الفتاح السيسي ذريعة للانقلاب على الرئيس المنتخب.
والعجيب أن أزمة البنزين عادت مرة أخرى بعد أن تمكن حوثيو السيسي من السيطرة على مقاليد السلطة واحتلال مقعد الرئاسة على جثث آلاف المصرين واعتقال أكثر من 100 ألف مصري، بل والأعجب أن السيسي أصدر قرارات برفع أسعار الوقود بنسب وصلت إلى 78%، وأعلنت حكومته عن إلغاء دعم الوقود نهائياً خلال 3 سنوات.
ويبدو أن الثورات المضادة بعضها من بعض، حيث تستخدم أوجاع الناس وأزماتهم المعيشية للانقلاب على من انتخبوا بحرية لأول مرة في تاريخ المنطقة، ثم تقوم بجلد الناس بنفس السياط.... ربما يكون ذلك درساً قاسياً للشعوب التي فرطت في ثوراتها وضيعت أفضل فرصة لإنقاذ أوطانها من الفاسدين والطغاة.
نعم ضيعنا حلم ثورات الربيع العربي لنجلد بالثورات المضادة.

اقرأ أيضا: هل يدير الخليج ظهره للنظام المصري؟

المساهمون