حواجز النظام تفاقم مشكلات أهالي سحم الجولان المعيشية

حواجز النظام تفاقم مشكلات أهالي سحم الجولان المعيشية

17 يونيو 2020
الأوضاع المعيشية متردية في سحم الجولان السورية (فيسبوك)
+ الخط -
يعيش أهالي بلدة "سحم الجولان" في ريف درعا جنوبي سورية، قلقا بالغا منذ أن ثبّتت فرقة عسكرية تابعة للنظام حواجز على مداخل البلدة الأربعة، مما يزيد من تردي الأوضاع المعيشية للسكان البالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة.

وقالت مصادر محلية من سحم الجولان، لـ"العربي الجديد"، إن "الفرقة الرابعة وضعت أربعة حواجز على مداخل البلدة، يضم كل حاجز منها نحو عشرين عسكرياً. حتى اليوم، لم يتعرض الجنود لأحد من أبناء البلدة، لأن مسؤولي التسويات في البلدة حذروهم من استفزاز الناس، وأن ذلك قد يعرّضهم للاستهداف".

وبيّنت المصادر أن "سكان البلدة يخشون من تشكيل الحواجز لأي تهديد مباشر لهم في قادم الأيام، أو كونها مقدمة لاقتحام البلدة واعتقال شبانها، خاصة المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية، أو المنشقين عن قوات النظام، وذلك رغم التطمينات التي تبديها اللجنة المركزية والفصائل المسيطرة للأهالي من أن هذا الانتشار متفق عليه مع قوات النظام".

واعتبر أحد أبناء سحم الجولان، والذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الخطر زاد بشكل كبير بعد إنشاء الحواجز العسكرية، خصوصا على الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، أو المنشقين. والفرقة الرابعة تضغط على المطلوبين في درعا للتعاقد معها مقابل إبقائهم في مناطقهم، ووقف ملاحقتهم أمنيا. حركة شبان البلدة باتت محدودة، وأغلبهم يحاولون تجنب الحواجز العسكرية خوفاً من الاعتقال، ففي حال غياب أي شخص عن عائلته لن تجد العائلة من ينفق عليها".

وتتزامن المخاوف الأمنية مع تزايد الضغوط المعيشية، بحسب أبو محمد الحوراني، وهو أحد سكان البلدة، والذي يقول: "رغم توفر المواد الغذائية في البلدة، إلا أن الناس تجد صعوبة كبيرة في الحصول على احتياجاتهم بسبب ارتفاع الأسعار، في وقت تكاد تكون فرص العمل معدومة".
وأوضح الحوراني لـ"العربي الجديد"، أنه "عندما تتوفر فرصة للعمل، فغالباً ما تكون في قطاع الزراعة، خاصة أن هذه الأيام يوجد موسم الحصاد، لكن الأجور متدنية مقارنة بالأسعار، وقلما تجد عائلة ليس عليها ديون لصالح محال بيع المواد الغذائية، أو الصيدلية، كما أن الخدمات سيئة، فالكهرباء تتوفر ساعتين أو ثلاث ساعات في النهار، وفي الليل قد تتوفر أربع ساعات، والمياه تتوفر فقط مع توفر الكهرباء".

بدوره، اشتكى أبو عبد الله محمد، لـ"العربي الجديد"، من سوء الواقع الصحي، وأكد أنه "يوجد نقص كبير في الكوادر الطبية، ولا يوجد أطباء اختصاصيون، وأغلب العاملين في المراكز الصحية ممرضون، وهناك نقص في أصناف الأدوية، والأدوية المتوفرة ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وكثير من الأهالي يعجزون عن شراء ما يحتاجون من دواء".

وشهدت الأسابيع الماضية تمددا عسكريا للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد، والتي نشرت أكثر من 20 حاجزا في منطقة الريف الغربي لدرعا، الأمر الذي يزيد من مخاوف إعادة الهيمنة على تلك المناطق التي يتواجد فيها النظام بشكل نسبي، ووفق شروط متفق عليها منذ عام 2018، بمبادرة روسية حملت صفة المصالحة بعد إجراء تسويات مع كثير من منتسبي فصائل المعارضة.

دلالات