حملة مدنية سودانية لوقف الحرب الأهلية

حملة مدنية سودانية لوقف الحرب الأهلية

21 سبتمبر 2014
الاقتتال الأهلي يدمر السودان (GETTY)
+ الخط -

"لا للحرب" هو شعار الحملة الوطنية لمناهضة الحروب التي أطلقتها مؤسسات سودانية، بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام، لإيقاف الحرب بالبلاد عبر تنفيذ برامج ثقافية وفكرية ودينية وفنية.
وأطلق مركز أبحاث السلام في جامعة الخرطوم بالتعاون مع منظمات محلية وأجنبية الحملة، بينما تشهد سبعة من ولايات السودان حرباً أهلية انطلقت في أعوام مختلفة، قادت إلى مقتل وإصابة الآلاف وتشريد الملايين الذين ظل بعضهم يقبع في المعسكرات لأكثر من أحد عشر عاماً.

الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالب شعوب العالم بالتزام الصمت لمدة دقيقة عند منتصف نهار اليوم، للتعبير عن السلام ونبذ الحرب، ودعا المتقاتلين في جميع أنحاء العالم بوضع أسلحتهم لتتنفس تلك الشعوب السلام، وشدد في تعميم صحافي بمناسبة اليوم العالمي للسلام على ضرورة إخماد نيران التطرف ومعالجة أسباب النزاعات والمضي قدماً في طريق السلام.

وفي الخرطوم، حرصت منظمات المجتمع المدني على الاحتفال بيوم السلام العالمي، لما تعيشه البلاد من حروب كانت نتيجتها أن يفقد السودان ثلث أراضيه بانفصال جنوبه وتكوين دولته المستقلة نتاجاً للحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 21 عاماً، وتوجت باتفاقية سلام شامل أقرت الانفصال.

وقبيل إعلان الجنوب لدولته المستقلة، تفجرت الحرب في جنوب السودان الجديد الذي أصبح يمثل منطقة جنوب كردفان والنيل الأزرق لتستعر فيهما الحرب حتى اليوم، منضمة بذلك إلى الإقليم المشتعل في درافور لما يتجاوز أحد عشر عاماً.

وبدأ منظمو حفل تدشين "الحملة الوطنية لمناهضة الحرب" حملتهم ببث فيلم وثائقي حمل مأساة الحرب المندلعة في أنحاء واسعة في البلاد، عبر بث صور لقرى أحرقت بالكامل في مناطق النزاعات وتمت تسويتها بالأرض بجانب مقابر جماعية لقتلى النزاعات من أطفال ونساء وعجائز.

مدير معهد أبحاث السلام محمد، محجوب هارون، قال لـ"العربي الجديد" إن الحملة تنادي بنبذ الحرب والنظر إليها "كشر مطلق"، مشيراً إلى أنها ستضم عدداً من الشركاء الدوليين والإعلاميين والأكاديميين، ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات التربوية والدينية لإيجاد قاعدة عريضة تناهض الحرب وتضع الأولوية للسلام .

وقالت المتحدثة باسم شركاء الحملة، بلقيس البدري، إن الجديد في الحملة أنها "قدمت شعار لا للحرب على السلام، باعتبار أن كل المبادرات السابقة كانت تبدأ بنعم للسلام"، مؤكدة أنها تهدف للضغط على الفئات المتحاربة عبر تنفيذ برامج على الأرض تدعم الفكرة، بمشاركة منظمات المجتمع المدني والتنظيمات الشبابية المختلفة، إضافة إلى المجموعات المتضررة من الحرب بشكل مباشر.
وشددت أن انعكاسات الحرب أصبحت موجودة داخل كل بيت سوداني بسبب الضائقة الاقتصادية، وأن رسالة الحرب لم تأت إطلاقاً بفائدة، ومن المؤسف أننا أضعنا فترة تفجر البترول بشراء الأسلحة وأصبح السودان من أكثر الدول الأفريقية إنفاقاً في الشراء، لتنضم إليه مؤخراً دولة الجنوب.

وحمل البيان الخاص بالحملة جملة من الأهداف، تتمثل في التبصير بأهوال الحرب ووقف كافة أشكالها، ولا سيما أن السودان يفقد في النزاعات القبلية أرواحاً تفوق أحياناً كثيرة تلك التي يفقدها في الحروب الأهلية.